تتوالى السنوات، وما زال اليمن يرزح تحت وطأة أسوأ أزمة إنسانية في العالم، كشف تقرير مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن عن جزء من تفاصيلها.
فبحسب التقرير، يحتاج 66% من سكان اليمن إلى المساعدة الإنسانية، منهم 12 مليون شخص بحاجة ماسة إلى المساعدة، وسط توقعات بأن يعاني 400 ألف من سوء التغذية الحاد الوخيم.
وحتى الآن، لم تتلقّ خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2021 سوى 50% من مبلغ ثلاثة مليارات و380 مليون دولار تحتاجها عمليات الإغاثة، بما يمثل أقل من نصف ما تم تلقيه عام 2019، ما ينذر بتفاقم المجاعة في اليمن.
أغذية فاسدة تصل للمحتاجين في اليمن
وفيما لا تكفي الجهود الإغاثية لمساعدة اليمنيين، ثمّة فوق كلّ ذلك أغذية فاسدة تصل لمحتاجيها، ما يعقّد الأزمة أكثر.
وفي خطوط التماس والحصار ما بين القوى المتصارعة في اليمن، يتلقى المحتاجون وجبة واحدة في اليوم مكونة من الخبز والشاي أو أوراق الشجر، تساعدهم على الصمود في ظل ظروف معيشية بالغة الصعوبة.
ويُعتبر سوء التغذية نتيجة بديهية لفساد الأغذية والمجاعة في اليمن، في وقت تشير التقديرات إلى أن 400 ألف طفل قد يموتون إذا لم يتلقوا العلاج بصورة عاجلة، وحوالي مليونين و300 ألف طفل تحت سنّ الخامسة في اليمن من المتوقع أن يصابوا بسوء التغذية الوخيم خلال العام الحالي بحسب تقرير للأمم المتحدة.
نصف برامج الأمم المتحدة في اليمن تأثّرت
أكثر من ذلك، تؤكد المنظمات الإغاثية أنّ ملايين الأسر في اليمن باتت مهددة بالموت بسبب سوء التغذية، فنصف برامج الأمم المتحدة الرئيسية في اليمن، تأثّر بنقص التمويل؛ ممّا أدى إلى إغلاق 12 برنامجًا رئيسيًا من أصل 38 للأمم المتحدة، بينما واجه 20 برنامجًا مزيدًا من التقليصات أو الإغلاق بين أغسطس/آب وسبتمبر/ أيلول 2020.
وقد دفعت المعاناة والحياة القاسية بالعديد من اليمنيين للخروج بمظاهرات لإيصال أصواتهم. وحاول فريق "العربي" التواصل مع برنامج الغذاء العالمي من أجل الحصول على توضيحات على سلسلة الاتهامات الموجَّهة إليهم لكن ردّ البرنامج لم يكن مثمرًا رغم الاتصالات المتكررة معهم.
نصف سكان اليمن في خطر
وفي النتيجة، فإنّ حوالى 10 ملايين شخص من أصل 14 مليون بحسب تقارير الأمم المتحدة يتلقون المساعدات المنقذة لحياتهم، ولكن المعطيات تشير إلى أن عدد اليمنيين الذين سيواجهون مستويات كبيرة من انعدام الأمن الغذائي قد يرتفع بثلاثة أضعاف على ما هو عليه الآن بحلول يونيو/ حزيران 2021، بما يعادل نصف سكان اليمن.
ووسط كلّ ذلك، لا يبدو أن هناك شيئًا ثابتًا، سوى أنّ حرب اليمن ما زالت مستمرة، بل مفتوحة على المجهول، والطريق نحو حل للأزمة يزداد ظلمة يومًا بعد يوم.