شكّل محمود حمدان رفيق الشهيد يحيى السنوار الذي قضى معه خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في محور قتال متقدم في حي تل السلطان في رفح جنوبي قطاع غزة، عنوانًا لفشل إضافي للاحتلال الإسرائيلي.
وكانت الكيفية التي استشهد بها السنوار أفقدت رئيس الوزاراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرصة التسويق لنجاح أجهزته الأمنية، بل على العكس أثبتت فشلًا ذريعًا أيضًا في التوصل لمكان الرجل بمساعدة أجهزة مخابرات دولية.
والذي اعترفت به إسرائيل أنها عثرت عليه بالصدفة، ولم تكن تعلم هويته سوى بعد استشهاده، وهو الذي رآه العالم رجلًا قاتل حتى رمقه الأخير.
ما قصة محمود حمدان رفيق السنوار الذي استشهد معه؟
ومع هذا كله فلم يكن هذا هو الإخفاق الأمني الوحيد للأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، فمحمود حمدان رفيق السنوار الذي استشهد معه في نفس المعركة كان عنوانًا لفشل إضافي.
فقبل أكثر من شهر، أعلن متحدث باسم جيش الاحتلال نجاح جهاز الشاباك في عملية مشتركة مع الجيش في التوصل لمحمود حمدان "أبو يوسف" الذي يقود كتيبة تل السلطان في كتائب القسام ومعه قيادة الكتيبة وتصفيتهم.
واحتفى الاحتلال بهذا المنجز، معتبرًا أن اغتيال حمدان ورفاقه هو ضربة لعمل الكتيبة بشكل كامل، لكن حركة حماس التي ينتمي إليها حمدان لم تعلق على ادعاءات جيش الاحتلال في حينه.
وأمس الجمعة، أصدرت حماس بيانًا تنعى فيه حمدان الذي قالت إنه استشهد برفقة السنوار في معركته الأخيرة في حل تل السلطان في رفح، وعددت مناقبه في الجناح العسكري للحركة كتائب القسام أي أنه لم يستشهد قبل أكثر من شهر كما ادعى جيش الاحتلال.
وبعد هذا الإعلان وجد جيش الاحتلال نفسه مضطرًا لقول الحقيقة، فأعلن قتل حمدان في مكان قريب من مكان استشهاد السنوار ويبعد عنه مائتي متر فقط.
ونقلت عنه مواقع صحفية قوله إن "تقديره السابق باغتيال حمدان كان مبنيًا على معلومات استخبارية غير دقيقة".
"كل روايتهم أكاذيب ذريعة لاستهداف المدنيين"
إلى ذلك، تفاعل رواد مواقع التواصل مع قصة محمود حمدان، إذ قال مدير المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده: "أفيحاي قام بتبرير سلسة مجازر يوم 10 سبتمبر/ أيلول، بالقول إنها استهدفت القضاء على قائد كتيبة السلطان محمود حمدان. اليوم يعلن الجيش أن حمدان تم قتله برفقة السنوار بالأمس".
أما محمد فقال: "كل روايتهم أكاذيب وذريعة لاستهداف المدنيين، ولكن العجيب في الأمر أننا نرى من يتبنى هذه الأكاذيب ويروج لها.
من جهته، قال أبو وليد: "لم يكونا حارسين بل هم قادة مثله هم رفاق.. أحدهم كان قائد قوات القسام في رفح والآخر قائد جهاز أمني للقسام في المدينة ومنطقة تل السلطان".
وكتب خالد: "منذ متى ونحن نأخذ بياناتنا من الجيش الإسرائيلي الكاذب.. كم مرة قالوا إنهم اغتالوا الضيف من قبل وكم مرة قالوا اغتالوا مروان عيسى وغيرهم.. إن شاء الله يكونوا جميعًا أحياء ويذيقوا إسرائيل الويلات".