اختيرت الطفلة لجين القطاوي ضمن القائمة النهائية لمسابقة "طفل العام" لسنة 2022، والتي تنظّمها سنويًا مجلة "تايم" الأميركية مع شبكة قنوات "نيكلوديون" الخاصّة بالأطفال.
ويُعتبر "طفل العام" كل طفل لا يخشى مواجهة التحديات العالمية من خلال العلم.
ولفتت ابنة الـ13 عامًا، والتي تعيش في ولاية ماريلاند الأميركية، انتباه مجلة "تايم"، بسبب ما قدّمته للاجئين في الأردن خلال رحلة تعلّمهم اللغة الإنكليزية.
Kid of the Year Finalist Lujain Alqattawi, 13, Teaches English to Kids in Refugee Camps - TIME https://t.co/oslIu3r7TM
— RefugeeSupportDevon (@RefSupDevon) January 26, 2022
وتعيش لجين، وهي من أصول فلسطينية، في ولاية ماريلاند المتاخمة للعاصمة واشنطن، وارتأت أن تُخصّص وقت فراغها خلال مرحلة الإغلاق التي شهدتها الولايات المتحدة لمواجهة جائحة كوفيد 19، لتعليم الأطفال الفلسطينيين اللاجئين في الأردن اللغة الإنكليزية.
وقالت لجين في حديث للمجلة: "كنا نجلس في المنزل، وشعرت بأنني أُريد مساعدة الناس أو إحداث تأثير، كنت أفكر فقط، ماذا يمكنني أن أفعل لمساعدة الناس بشكل عام؟ ماذا لدي؟".
وقرّرت تخصيص ساعات كاملة لتعليم اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، حيث كان والداها يعيشان قبل الهجرة إلى الولايات المتحدة، اللغة الإنكليزية.
وبناءً على الروابط الأسرية مع مجتمعات اللاجئين الفلسطينيين، أجرى والدا لجين اتصالات مع مدير مدرسة في الأردن لمساعدة ابنتهما.
منهج دراسي خاص
وصمّمت لجين منهجًا دراسيًا خاصًا بها وخططًا للدروس عبر دمج مقاطع فيديو ورموز تعبيرية ممتعة للأطفال، وأسمته "سباركل"، وبدأت بتدريس فتيات فلسطينيات تتراوح أعمارهن بين 9 و10 سنوات.
وقالت للمجلة: "سباركل تعني المعرفة. إنه التفوّق على كل شيء".
على مدى ستة أشهر، خصّصت لجين نهار الجمعة لتحضير دروس اللغة الإنكليزية للمبتدئين لمدة 30 دقيقة. وكل يوم سبت، كانت تقضي صباحها على تطبيق "زووم"، لبثّ الدروس على بعد 6 آلاف ميل عبر العالم لمجموعات من فتيات المدارس في الأردن.
وأوضحت لجين: "لم يكن هدف المشروع مجرد نقل مهارة جديدة، ولكن تمكين الفتيات ليصبحن أكثر ثقة".
وواجهت لجين مشاكل إلا أن ذلك لم يثنها عن عملها. فبعض الفتيات لم يملكن أجهزة كمبيوتر محمولة خاصة بهن، وفي بعض الأحيان كان الإنترنت ينقطع بشكل مستمر. لكن لجين تكيّفت مع الوضع واستمرّت في تحقيق هدفها.
وقالت للمجلة: "كلما شعرت بالاستسلام، كانت المكاسب الصغيرة تدفعني إلى الاستمرار. لقد كان من الممتع حقًا أن أرى مدى سعادتهم وكيف أحدثت فرقًا في حياتهم".
خطط مستقبلية
وتملك المراهقة خططًا كبيرة لتطوير "سباركل". وقالت للمجلة: "أود أن أبدأ موقعًا على شبكة الإنترنت حيث يمكننا توفير الموارد". وتقدّمت بطلب للحصول على منح لتمويل أجهزة الكمبيوتر المحمولة للفتيات لتسهيل التعلّم عن بعد، وتخطّط لتقديم دروس شخصية عندما تزور عائلتها الأردن في المرة المقبلة.
ربما تكون النتيجة الأكثر أهمية لعمل لجين الشاق هي الصداقات التي كوّنتها مع أشخاص لم تكن لتلتقي بهم لولا "سباركل".
وخصّصت لجين مجموعة محادثة على "واتساب" لتتبّع تطور الفتيات. وقالت: "لقد تحدثت معهن مؤخرًا وكن أكثر طلاقة، وكان بإمكانهن التعبير عن أنفسهن بشكل أفضل، وكانوا أكثر ثقة".
فهم عميق لتاريخ العائلة
لم يقرّب "سباركل" لجين من الفتيات اللواتي كانت تدرسهن فحسب، بل ساهمت في بناء فهم عميق لتاريخ عائلتها. فوالد لجين لاجىء أيضًا في بلد ليس بلده، على غرار آباء طلابها.
ويستضيف الأردن حوالي 2 مليون فلسطيني، ويعيش 18% منهم في 10 مخيمات تستضيفها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وكان مخيم الطالبية، بالقرب من العاصمة الأردنية، منزل والد لجين طوال العشرين عامًا الأولى من حياته.