يشق الفلسطينيون في قطاع غزة رحلة يومية مضنية، للبحث عن قوت في خضم حديث عن خطر مجاعة حقيقي يزداد يومًا بعد آخر بحسب برنامج الأغذية العالمي، مثلما أكد تقرير لليونيسف بأن القطاع يشهد أسوأ مستويات سوء تغذية في العالم.
وانقطع الدعم الغذائي عن 300 ألف شخص بشكل كامل في شمال القطاع، وفق تقارير أممية اعتبرت أيضًا أن وصول المساعدات إلى مدينة غزة لا يكفي لمنع حدوث المجاعة.
وكان آخر ظهور لتلك المساعدات الغذائية في شمال القطاع بتاريخ 23 يناير/ كانون الثاني الماضي، قبل 3 أيام من تعليق مساعدات دولية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
سكان غزة أمام خطر مجاعة حقيقية
أمام هذا الوضع الحرج، حمل المكتب الإعلامي الحكومي بغزة واشنطن وقبلها حكومة الاحتلال مسؤولية تداعيات هذا التجويع.
ويقول المكتب في بيان إنه مع نفاد كميات الطحين والأرز والطعام والغذاء، وكذلك نفاد حبوب وعلف الحيوانات ومنع وصول المساعدات، أصبح حدوث مجاعة في القطاع تحصيلًا حاصلًا.
وأمام هذا الواقع، يحمل المواطن الفلسطيني من غزة أبو زياد آخر كيس من مخزون الحبوب لديه إلى المطحنة، إذ كان هذا الكيس مخصصًا لحيواناته قبل أن يستأثر به لعائلته.
ويقول أبو زياد إنه يأتي إلى المطحنة، ليطحن الشعير والذرة، مشيرًا إلى أنه لم يترك أي طعام للحيوانات.
ويتحول علف الحيوانات في غزة إلى ما يشبه الخبز، وتقول إحدى السيدات الفلسطينيات: "نضطر إلى فعل هذا لأمر، الله يفرجها علينا".
أما أم جميل فلم يبق لها سوى جز العشب لسد رمق أطفالها، إذ تقول إن عشبة الخبيزة أوفر وتسد جوع الأطفال والصغار، مشيرة إلى أن الأوضاع صعبة في القطاع.