السبت 16 نوفمبر / November 2024

فوائد بيئية وأسعار أرخص.. دور أزياء فاخرة تصنع ملابس من فائض الأقمشة

فوائد بيئية وأسعار أرخص.. دور أزياء فاخرة تصنع ملابس من فائض الأقمشة

شارك القصة

فضلات الأقمشة
باعت "نونا سورس" العام الفائت نحو 280 كيلومتراً من الأقمشة، ونحو 140 ألف قطعة من الملابس- إكس
تأتي مبادرة استغلال بقايا الأقمشة في دور الأزياء الكبرى في طريق الحفاظ على البيئة ولو أنها جاءت متأخرة.

باتت الكميات الكبيرة من بقايا الأقمشة في دور الأزياء الكبرى تخضع لإعادة تدوير وتُطرح المنسوجات الثمينة المتأتية منها في الأسواق بأسعار منخفضة.

فهذه القصاصات التي لم تستعملها فعليًا دور المنتجات الفاخرة التابعة لمجموعة "إل في إم إتش"، على غرار قماش الألبكة المجعدة أو دانتيل الجبر بعقد مكرامية أو الحرير، أصبح لها مكان في الأسواق.

وفي زمن تضغط فيه السلطات على الشركات لانتهاج سلوك أكثر مراعاةً للبيئة، يعاد طرح كل البقايا الفائضة منذ العام 2021 في سوق ثانوية لم يسبق لها مثيل، بعدما كان هذا الأمر من المحرمات في الماضي.

وقبل إطلاق منصة "نونا سورس" الإلكترونية وصالتي عرض في باريس ولندن، كانت تلك الكيلومترات من الأقمشة الفائضة تُحرق أو يتكدس عليها الغبار في المستودعات.

وسرعان ما رأى رومان برابو ، وهو أحد ثلاثة وراء هذه المبادرة ، أن هذا المشروع يمكن أن يشكّل فرصة تجارية وفي الوقت نفسه مبادرة بيئية.

"الجميلات النائمات"

وقال لوكالة "فرانس برس" إنه لاحظ أن ثمة "أقمشة رائعة تتبقى في المستودعات بعد كل تشكيلة للمصممين، يصحّ أن تُطلق عليها تسمية "الجميلات النائمات"، تظل خاملة لأعوام عدة ولم تكن تستخدم".

وتشكل هذه الأقمشة نعمة للمصممين الشباب وطلاب معاهد الأزياء الذين تشكل التكلفة الباهظة لهذه اللفات من القماش الضرورية لابتكاراتهم عبئًا عليهم.

وباعت "نونا سورس" العام الفائت نحو 280 كيلومترًا من الأقمشة، ونحو 140 ألف قطعة من الملابس.

ومن بين المواظبين على الشراء المصمم الإسباني أرتورو أوبيخيرو (31 عامًا) الذي يعمل فقط بهذه "المخزونات الميتة" وهذه وسيلته للابتكار. فالمصمم الشاب الذي نشأ قرب البحر، تعلم من مدينته الصغيرة تابيا "احترام الطبيعة".

رومان برابو أحد ثلاثة وراء هذه المبادرة
رومان برابو أحد ثلاثة وراء هذه المبادرة- إكس

وأتاحت العلامة المستدامة والفاخرة لأقمشة "نونا سورس" له اكتساب بعض الزبائن. ففي محترفه الصغير الذي أقامه في منزله، على سبيل المثال، ابتكر ثوبًا أسود من الدانتيل الإسباني ارتدته نجمة البوب بيونسيه في جولتها "رينيسانس".

وقال بوخيرو: "يولي الناس المزيد من الاهتمام بأصل ما يشترونه، لكنّ عرض قطع مستدامة عليهم بسعر معقول، يصبح  بالفعل أمرًا صعبًا".

"التبييض البيئي"

وبدأت الضغوط التي تمارسها السلطات العامة، وخصوصًا في بروكسل، تتزايد على صناعة الأزياء، التي يُطلب منها أن تضع حدًا لكميات النفايات الهائلة التي تنتجها.

واللافت أن المبادرات المشابهة لمبادرة "نونا سورس" باتت تنتشر في فرنسا وخارجها. ففي باريس، ستقام عملية البيع المرتقبة لـ "تيسوتيك" أو"مكتبة الأقمشة"، المتخصصة في فائض الأزياء الراقية، في الفترة الممتدة بين 14 إلى 17 يونيو/ حزيران المقبل.

وأوضحت مديرة التنمية البيئية في مجموعة "إل في إم إتش" إيلين فالاد أن الأولوية هي "لتطوير قواعد ما هو جميل، أو مواكبة هذه التقاليد الجديدة، ولو مع بعض التأخير".

فضلات الأقمشة
تشكل هذه الأقمشة نعمة للمصممين الشباب وطلاب معاهد الأزياء- إكس

وأضافت: "قبل عشرة أعوام، عندما كنا نرتدي قطعة معادًا تدويرها، كان يجدها الجميع قبيحة. ولكن لم تعد الأمور حاليًا كما كانت في السابق".

وفي نظر بعض مراقبي التحول البيئي، تعتبر مبادرة "إل في إم إتش" إيجابية، لكنهم يحذرون من أن يكون الأمر مندرجًا في إطار ما يُعرف بـ"التبييض البيئي" أو "غرين ووشينغ".

ولم يعد ثمة خيار أمام دور الأزياء العملاقة التي تخضع لمراقبة شديدة، سوى المخاطرة، والاستعداد للانتقال  إلى إدارة أفضل لاستهلاك المياه في مرحلة التصنيع أو حتى استخدام الجلود النباتية.

ورأت دانا توماس التي أصدرت كتابًا استقصائيًا "فاشنوبوليس" عن التأثير البيئي للأزياء في تصريح لوكالة "فرانس برس" أن هذه الشركات "لن تستطيع أبدًا الادعاء بأنها صديقة للبيئة ما لم تُزل مادة الكلوريد المتعدد الفينيل البلاستيكية من عملياتها الصناعية وخصوصًا لدى دار لوي فويتون".

وتلجأ دار لوي فيتون، العلامة التجارية الفاخرة الأكثر ربحية في العالم، إلى تصنيع إكسسواراتها الشهيرة المطبوعة بشعار "إل في"، ليس من الجلد ولكن من... القماش المغطى بمادة الكلوريد المتعدد الفينيل، أو القماش المشمع الفاخر.

وترحب دانا توماس بمبادرة "إل في إم إتش" لفضلات الخياطة الفاخرة والمستعملة ولكنها تسأل أيضًا: "لماذا لم يفعلوا ذلك قبل 20 عامًا؟".

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close