تسعى الكثير من دول العالم إلى التقليل من الغازات الدفيئة للحفاظ على البيئة والحد من الاحتباس الحراري، من خلال طرح حلول فريدة لإعادة تدوير المنسوجات والجلود والأحذية.
وبينما تعد إعادة تدوير النسيج تحديًا كبيرًا لأوروبا، يقوم مركز أبحاث في إحدى مدن الجنوب الفرنسي بتقديم نماذج أولية مبتكرة في إعادة تدوير المنسوجات والجلود.
ويتم ذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات والليزر لفرز نفايات النسيج بالأشعة تحت الحمراء.
وتتيح الروبوتات الكشف عن المواد ومن ثم فرزها في الصناديق الخاصة بها، حسب تركيبة المواد المستخدمة والعناصر المدمرة للبيئة بهدف تجميعها وإعادة تدويرها لتصميم منتجات صديقة للبيئة 100% بحلول العام 2026.
وبينما تعتبر الملابس مصدرًا لثلث البلاستيك الدقيق الذي يلوث كوكب الأرض، يتم عادة إعادة تدوير ما نسبته 1% فقط من المنسوجات في جميع أنحاء العالم.
ملابس صديقة للبيئة في أسبوع الموضة
وفي مجال المنسوجات الصديقة للبيئة أيضًا، قدّم مصممون شباب خلال أسبوع الموضة في لندن ملابس صديقة للبيئة استخدمت في صناعتها الأنسجة المعادة التدوير.
وتشير المصممة الشابة فيبي إنكليش، التي دفعها شغفها بحماية الكوكب إلى البحث عن الأقمشة في النفايات لتشكيل تصاميمها، إلى عدم شرائها سنتيمترًا واحدًا جديدًا من القماش أو زرًا بلاستيكيًا.
وتقول إنها تعتمد على ما يرسله لها العديد من مصنعي فساتين الزفاف من قطع غالبًا ما تذهب إلى القمامة. وتجعل طبيعة قطع القماش غير الموحدة والصغيرة العمل على تحويلها إلى ملابس أمرًا معقدًا للغاية.
لكن الأمر لم يمنع مصممة الأزياء البريطانية من تقديم مجموعتها خلال أسبوع الموضة في لندن وهي تحمل على عاتقها هاجس التنمية المستدامة.
ما هي الموضة المستدامة؟
إلى ذلك، تقول هدير شلبي، رائدة الأعمال في مجال الأزياء المستدامة، إن الموضة المستدامة بالنسبة لنا في (green fashion) تعني استخدام الملابس لفترة أطول.
وتلفت في حديثها إلى "العربي" من القاهرة، إلى المشروع الذي أطلقته (green fashion) ويهدف إلى أن يكون المنتج مستدامًا 100%.
وبحسب شلبي، يتم ذلك بدءًا من أوائل مراحل التصنيع وذلك باستخدام التكنولوجيا في التصميم بما لا يترك مجالًا لأي هدر، واستخدام الطاقة النظيفة، وإعادة استخدام مخلفات المصانع والملابس القديمة بشكل عملي..
يُذكر أن صناعة الملابس تعد واحدة من أكبر مصادر انبعاث الغازات الدفيئة في العالم. وتصنف صناعة النسيج على أنها مسؤولة عن 4% إلى 10% من الانبعاثات العالمية.
وتزيد الانبعاثات الكربونية الناتجة عن هذا القطاع عمّا تصدره الرحلات الجوية والنقل البحري في العالم.