شهد معرض بيروت الدولي للكتاب، اليوم الإثنين، حالة فوضى وتضارب إثر قيام أحد الزوار بتمزيق صورة قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني التي رفعت في جناح إحدى دور النشر.
وأفادت وسائل إعلام محلية في لبنان، بأن الإشكال وقع بعد أن قام شاب بتمزيق الصورة، والهتاف مع مجموعة واكبته ضد الدولة الإيرانية أمام دار المودة المخصصة للكتب والندوات الإيرانية، وهتف: "بيروت حرة حرة، إيران برا"، (بمعنى إيران إلى الخارج).
*مجموعة من الأشخاص يقتحمون ستاند إيراني في معرض الكتاب ومحاولة لإزالة صورة قاسم سليماني* pic.twitter.com/IqGJSgNWF5
— ابو علي (@ayllRdwDnVEa7MJ) March 7, 2022
وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو أظهرت قيام مجموعة من الشبان بضرب الناشط الذي اقتحم جناح الدار، فيما ذكرت منصات إخبارية لبنانية أن عددًا من الشبان ضربوا الناشط وطردوا المجموعة المناهضة لإيران من الدار، وسط حالة من الفوضى العارمة.
وقُتل سليماني ورئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية أبو مهدي المهندس الذي كان برفقته في الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020 في هجوم بطائرة مسيرة قرب مطار بغداد أمر به الرئيس الأميركي في ذلك الوقت دونالد ترمب.
واستنكر عدد من الناشطين التخريب الذي طال جناح دار النشر من قبل المجموعة، فيما أيد آخرون حق المجموعة بالتعبير عن رفضهم لما يصفونه بأنه "غزو إيراني" للثقافة اللبنانية. وطالب محايدون بتجنيب معرض الكتاب الانقسام السياسي في لبنان حول الدور الإيراني.
اشكال في معرض الكتاب pic.twitter.com/mjsdWAaqaa
— Jamal Chaiito (@Jamalchaiito1) March 7, 2022
وبعد انقطاع لثلاث سنوات، افتتح الخميس الماضي معرض بيروت الدولي للكتاب، في دورته الـ63، بدعوة من النادي الثقافي العربي والتي حملت شعار "بيروت الصمود، بيروت لا تنكسر".
ويقع المعرض على مقربة من المرفأ الذي شهد واحدًا من أقوى الاتفجارات التي عرفها العالم الحديث، في الرابع من أغسطس/ آب 2020، والذي دمر جزءًا كبيرًا من بيروت وقتل أكثر من مئتي شخص.
حتى الكتاب ما عاد يلبقلنا #لبنان #معرض_الكتاب pic.twitter.com/7C5FgzaIkc
— Bashar Zaiter (@bashar__zaiter) March 7, 2022
وتشارك العديد من دور النشر العربية، وغيرها في المعرض الذي بات تقليدًا للمدينة التي لم تشهد فعاليته منذ سنوات بسبب الانتفاضة اللبنانية الشعبية في حراك 2019، ثم جائحة فيروس كورونا وأثار الانفجار المدمر.
لكن مقاطعة يشهدها المعرض من نقابة اتحاد الناشرين اللبنانيّين، التي تسببت بغياب دور نشر كبيرة وذلك لاعتراضهم على التوقيت، حيث درجت العادة بأن يقام المعرض في شهر ديسمبر/ كانون الأول، وإقامته في مارس/ آذار الجاري سيحتم على المنظمين إعادة فعاليته في ديسمبر من العام الجاري، ما يعني إقامته مرتين في عام واحد، وسط ظروف اقتصادية صعبة تشهدها البلاد.
وقال مدير المعرض عدنان حمود في تصريح نقلته الوكالة الوطنية للإعلام في وقت سابق، إن الهدف من إقامة هذه الدورة على مساحة 4000 متر مربع فقط هو "للتعويض عن السنوات الثلاث الماضية"، فيما يشارك عدد كبير من دور النشر في معرض مسقط داخل سلطنة عمان الذي أنطلق في 24 فبراير/ شباط الماضي.