في مشهد قد لا يحصل إلا في غزة، تفاجأ طبيب فلسطيني كان يقوم بتأدية عمله الإنساني بالقطاع في ظل استمرار القصف الإسرائيلي، بوجود نجله بين الشهداء بعد استهداف عائلته في العدوان الإسرائيلي الأخير.
فقد نشر مستخدم اسمه محمد سلامة عبر حسابه الخاص على إنستغرام أمس الأحد، لقطات قاسية تظهر الطبيب وهو يرتدي الزي الطبي في إحدى مستشفيات القطاع لحظة إدراكه بوجود نجله بين الشهداء.
الطبيب المفجوع
ووفقًا لما أظهرت اللقطات، كان الطبيب يبحث عن ابنه بين المصابين في المستشفى رفقة زوجته، قبل أن يتعرف عليه أحد المصورين الصحفيين ويعرض عليه صورته ليخبره أنه بين الشهداء.
بعدها بدّل الوالد وجهة بحثه من غرف المصابين والطوارئ إلى القسم الذي توضع فيه جثامين الشهداء، وهناك تعرف الطبيب على جثة طفله ويقول مفجوعًا: "الحمد لله رب العالمين".
وأشارت بعض المعلومات إلى إصابة أطفال الطبيب الآخرين أيضًا بجروح متفرقة نتيجة العدوان الإسرائيلي.
مجازر بحق سكان غزة
ويستهدف الجيش الإسرائيلي العائلات الفلسطينية والمدنيين في منازلهم وأثناء نزوحهم من القطاع، وحتى داخل المستشفيات والمراكز الصحية بمشاهد غير مسبوقة يطغى عليها الدمار والجثث المتكدسة.
هذا وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الإثنين، عن 17 حالة انتهاك اُرتكبت بحق طواقمه الطبية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، حيث "استشهاد 4 مسعفين وإصابة 5 أخرين".
كما تعرضت 8 سيارات إسعاف لأضرار مختلفة، ولحقت أضرار جسيمة في مقر الجمعية شمال قطاع غزة، وغرفة عمليات الطوارئ، وفق المصدر ذاته.
وفيما تصف الجهات الرسمية الفلسطينية الاستهداف المباشر للمدنيين بـ"الإبادة الجماعية" لعائلات قطاع غزة، نقل مراسل "العربي" حذف نحو 50 عائلة فلسطينية من السجل المدني نتيجة القصف الإسرائيلي الذي طالها، أي أنه "لم يتبقَ أي فرد من هذه العائلات".