Skip to main content

فيلم "أوبنهايمر" يثير جدلًا وانتقادات.. هل برر الجرائم النووية؟

الأربعاء 26 يوليو 2023

حقق فيلم "أوبنهايمر" للمخرج كريستوفر نولان رقمًا قياسيًا جديدًا، وذلك في التقييم على المستويين الجماهيري والنقدي.

 فقد حصد الفيلم الذي اجتاح دور السينما منذ أيام قليلة، إيرادات بنحو 150 مليون دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهذا على الرغم من اختلافه عن أغلب إنتاجات هوليوود.

ويروي "أوبنهايمر" قصّة مساهمة العالِم الأميركي روبرت أوبنهايمر في صناعة القنبلة النووية، وإشرافه على المشروع المعروف باسم "منهاتن".

وتتطرق هذه السيرة الذاتية إلى الصراع الذي عاشه أوبنهايمر بين العلم والأخلاق خلال حياته كلها.

انتقادات واتهامات

في المقابل، ورغم النجاح الباهر، تعرض الفيلم لبعض الانتقادات ومن بينها اتهام نولان والكاتب بمحاولة إثارة التعاطف بشكل لا إرادي مع البطل، الذي صوّر كبطلٍ مأساوي يعيش صراعًا داخليًا مليئًا بالتناقضات.

كما أن الفيلم، لم يقدم اعتذارًا عن القنبلة النووية التي طورتها أميركا، ولم يعرض ولو مشهدًا واحدًا لضحايا انفجاري هيروشيما وناغازاكي في اليابان.

من هو المخرج كريستوفر نولان؟

متابعةً لهذا الموضوع، يقدّم المخرج السينمائي التونسي سليم بلهيبة لمحة سريعة عن كريستوفر نولان موضحًا أنه مخرج يحمل الجنسيتين البريطانية والأميركية، ويعرف بأنه مثير للجدل وتعول عليه هوليوود كثيرًا لتحريك تدفق المشاهدين، على حدّ تعبيره.

ويردف بلهيبة في حديث إلى "العربي" أنه على سبيل المثال في فيلم "تينيت" الذي صدر خلال أزمة كورونا، كان الرهان كبيرًا على نولان لإعادة الجماهير إلى صالات السينما.

أما عن "أوبنهايمر"، فيروي المخرج التونسي أنه تناول شخصية الفيزيائي الأميركي ذات الأصول الأوروبية روبرت أوبنهايمر الذي كان متخصصًا في الفيزياء الكيميائية وقاد فريق بحث علمي للوصول إلى صنع القنبلة النووية التي انتهت بجريمة كبرى ضد الإنسانية في هيروشيما وناغازاكي عام 1945.

المخرج كريستوفر نولان - غيتي

وعليه، يرى بلهيبة أنه يجب النظر إلى "شخصية المخرج ومحركاته" لكي نفهم توجهاته الفنية ورؤيته، مشيرًا في هذا السياق إلى أن نولان معروف عنه أنه مولع بالعلم والفيزياء وتجلى ذلك في فيلمه الشهير "إنترستيلر".

مصداقية التأريخ

من جهة ثانية، يتحدث المخرج التونسي عن الدراما والتأريخ وعما إذا كانت كتب السير الذاتية مصدرًا موثوقًا للمعلومات التي تتجسد في الأفلام، لافتًا إلى أنه فيما يتعلق بأوبنهايمر فقد تناقضت طريقة تصويره من قبل العديد من الكتاب الذين كتبوا عن حياته.

ويقول بلهيبة من تونس: "قدمه العديد من الكتاب على أساس أنه الشيطان الذي قدّم هذه الجريمة الكبرى للبشرية، وفي المقابل قُدم أيضًا على أساس انه بطل قومي أميركي أنقذ العالم أو ربما حقق نوعًا من التوازن ووفر السلم".

لذلك، يعتقد المخرج أن الفيلم مبني بدوره على هذا التناقض في الكتابة، إلى حدّ أن المشاهد قد تتملكه بعض الحيرة عما إذ كان يجب أن ينظر إلى أوبنهايمر على أساس أنه بطل أم أنه مجرم.

يذكر أن نولان يسرد في "أوبنهايمر" قصة حياة روبرت أوبنهايمر، استنادًا إلى كتاب "بروميثيوس الأميركي: انتصار ومأساة ج. روبرت أوبنهايمر" الصادر عام 2005.

المصادر:
العربي
شارك القصة