الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

2020 من أشد الأعوام حرارة.. العالم على "حافة الهاوية" بسبب "حماقات" البشر

2020 من أشد الأعوام حرارة.. العالم على "حافة الهاوية" بسبب "حماقات" البشر

شارك القصة

فرض التغير المناخي نفسه كأحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية.
فرض التغير المناخي نفسه كأحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية. (غيتي)
يشهد العالم مستويات قياسية في العواصف المدارية، وفي ذوبان الصفائح والأنهار الجليدية، والجفاف وموجات الحرارة وحرائق الغابات.

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الإثنين، من أن العالم على "حافة الهاوية" بسبب تغير المناخ الناجم عن حماقات وقرارات وأنشطة البشر"، حيث اعتُبر العام الماضي 2020، واحدًا من أشد ثلاثة أعوام حرارة في التاريخ، وما رافقه من حرائق غابات وموجات جفاف وفيضانات وذوبان أنهار جليدية.

ونشرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تقرير "حالة المناخ العالمي"، والذي كشف أن متوسط درجة الحرارة العالمية في 2020، كان أعلى بواقع 1.2 درجة  مئوية من مستوى الحرارة في فترة ما قبل عصر الثورة الصناعية، ليُشكّل مع عامي 2016 و2019، الأعوام الثلاثة الأشد حرارة على الإطلاق.

كما أوضح التقرير أن القيود المفروضة لمكافحة وباء كورونا ساهمت أيضًا في تأخير مساعدات حاسمة في بعض المناطق، وذلك في "ضربة مزدوجة" لملايين السكان الذين تضرّروا من الظواهر المناخية المتطرفة.

ويدرس تقرير "حالة المناخ العالمي 2020" درجات الحرارة في البر والبحر، ويأتي قبيل قمة تقودها الولايات المتحدة يومي 22 و23 أبريل/ نيسان، تسعى فيها إلى استعادة مصداقيتها في جهود التصدي للتغير المناخي عبر تعهدات جديدة.

وذكر التقرير أن العالم يشهد مستويات قياسية في العواصف المدارية، وفي ذوبان الصفائح والأنهار الجليدية، والجفاف وموجات الحرارة وحرائق الغابات.

وأشار إلى أنه في يونيو/حزيران، وصلت الحرارة إلى 38 درجة مئوية في فيرخويانسك بروسيا، وهي أعلى درجة مسجلة في الدائرة القطبية الشمالية، وارتفعت تركيزات ثاني أكسيد الكربون إلى مستويات جديدة - 410.5 جزء في المليون.

وأضاف أن الجفاف واسع النطاق في الولايات المتحدة، أدى إلى حدوث أكبر حرائق غابات سُجّلت على الإطلاق في ولايتي كاليفورنيا وكولورادو.

عام غير مسبوق

وقال غوتيريش، في مؤتمر صحفي مشترك مع مدير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس، إن محتويات التقرير "مقلقة للغاية يتعيّن قراءتها من قبل جميع القادة وصناع القرار في العالم".

وأشار إلى أن "التقرير يُظهر أن عام 2020 كان عامًا آخر غير مسبوق، من حيث كوارث الطقس والمناخ، بسبب تغيّر المناخ الناجم عن حماقات وأنشطة وقرارات البشر(..) وتداعيات ذلك وخيمة".

وأكد الأمين العام أن "التحدي الذي يواجه العالم أصبح واضحًا الآن، وهو ضرورة الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 45 في المئة بحلول عام 2030 والوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050".

وفي 26 مارس/ آذار الماضي، أعلن البيت الأبيض أن بايدن، دعا 40 زعيمًا من حول العالم للمشاركة عبر اتصال مرئي في "قمة المناخ" يومي 22 و23 أبريل/ نيسان.

وأعلن الكرملين، الاثنين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتزم المشاركة في القمة بناء على دعوة تلقّاها من نظيره الأميركي جو بايدن. ومن قائمة الرؤساء الذين دعاهم بايدن إلى جانب بوتين، التركي رجب طيب أردوغان والصيني شي جين بينغ والفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسا الوزراء الكندي جاستن ترودو والبريطاني بوريس جونسون، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

دراسات مقلقة

وكانت دراسة أسترالية كشفت أن 3 بالمئة فقط من الأراضي حول العالم لا تزال سليمة بيئيًا بحيث تضمّ حيواناتها الأصلية ومواطنها غير المضطربة.

ويعتقد بعض العلماء أن الانقراض الجماعي السادس للحياة على الأرض قد بدأ، مع عواقب وخيمة على الغذاء والمياه النظيفة والهواء التي تعتمد عليها البشرية. 

كما حذّر تقرير استخباراتي أميركي من الانقسام المحتمل داخل المجتمع الدولي والنظام العالمي خلال الأعوام المقبلة، نظرًا لتأثيرات جائحة كورونا حول العالم على تعطّل التجارة الدولية، وتقويض التماسك المجتمعي.

وأشار التقرير إلى التعديلات الصعبة التي ستحتاج إليها البلدان، مثل بناء مخزن لمياه الأمطار وتعزيز حواجز الأمواج.

وتوقع التقرير أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة الهجرة العالمية، معتبرًا أن الابتكار والتعاون التكنولوجي بين الصين والغرب، هما مفتاح التكيف مع تغير المناخ والتحولات الديموغرافية والتحديات الأخرى.

وتهدف واشنطن إلى الإعداد للقمة الافتراضية الكبرى حول المناخ المقرر عقدها في 22 و23 أبريل/ نيسان، بمبادرة من الرئيس الأميركي جو بايدن.

وتركّز قمة المناخ لعام 2021 على تداعيات المناخ، بعد أن فرض التغير المناخي نفسه كأحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، وكالات
تغطية خاصة
Close