الأربعاء 11 Sep / September 2024

في افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة.. كيف حضرت القضايا العربية؟

في افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة.. كيف حضرت القضايا العربية؟

شارك القصة

نافذة ضمن "الأخيرة" تستعرض القضايا الشائكة التي هيمنت على كلمات الرؤساء في الجمعية العام للأمم المتحدة (الصورة: غيتي)
حذر غوتيريش القادة الدوليين ممّا سمّاه "شتاء قاسيًا يلوح في الأفق"، فيما أشار أمير قطر إلى أن السياسة الدولية ما زالت تدار بمنطق الدول المتفاوتة القدرات.

حمل لقاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، العديد من القضايا الشائكة وفي مقدمتها الغذاء والفقر والمناخ، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى مساعدة البلدان النامية على مواجهة الصدمات الناجمة عن التغيّر المناخي من خلال إيجاد آلية لتخفيف عبء الديون على تلك الدول.

وحذر غوتيريش القادة الدوليين ممّا سمّاه "شتاء قاسيًا عالميًا يلوح في الأفق"، في عالم يعاني من أزمات متعددة، من الحرب في أوكرانيا إلى تداعيات الاحترار المناخي. كما دعا إلى التصدّي لأزمة سوق الأسمدة العالمية للتخفيف من أزمة الغذاء العالمية.

وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أشار أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى أن السياسة الدولية ما زالت تدار بمنطق الدول المتفاوتة القدرات وليس بمنطق العالم الواحد.

وشدّد أمير دولة قطر كذلك على ضرورة تحمل مجلس الأمن مسؤولياته في ما يتعلق بإلزام إسرائيل بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية، محذّرًا من أن الاحتلال يعتمد سياسة الأمر الواقع، ممّا قد يغيّر قواعد الصراع.

كما أكد أمير دولة قطر على دعم الدوحة للتوصل إلى اتفاق عادل من أجل إحياء الاتفاق النووي مع طهران، يأخذ في الاعتبار مخاوف الأطراف كافة، ويضمن خلو المنطقة من السلاح النووي، وحق الشعب الإيراني في الاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية.

وشدّد على أنّ التوصل إلى مثل هذا الاتفاق سيكون في صالح أمن واستقرار المنطقة، وسيفتح الباب لحوار أوسع على مستوى الأمن الإقليمي.

وفي المواقف اللافتة أيضًا، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في كلمة له، إنّ مستقبل القدس يشكّل مصدر قلق، مضيفًا أنّ السلام ما زال بعيد المنال في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ودعا إلى تطبيق قرارات الأمم المتحدة لقيام الدولة الفلسطينية.

قضايا المنطقة العربية

ويرى أستاذ الإعلام في جامعة قطر، ربيعة الكوراي أن خطاب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يمثل رؤية ثاقبة لحاكم شاب في المنطقة العربية، ولا سيما أنه أكد على مسألة كيفية إدارة الأزمات. 

ويشير في حديث إلى "العربي"، من الدوحة، إلى أنّ القضية الفلسطينية لطالما كانت حاضرة في خطابات أمير دولة قطر على المنصّات الدولية، بجانب القضايا الأخرى، مثل قضية الطاقة، والتشنجات التي تحدث بين واشنطن وكييف، لافتًا إلى أنّه طرح بعض الحلول لمختلف القضايا التي أثارها.

وأكّد أمير دولة قطر في كلمته، أن "المجتمع الدولي عجز عن محاسبة مجرمي الحرب في سوريا ،وأصبح البعض يسعى لطي صفحة مأساة الشعب السوري دون مقابل ويتجاهل تضحياته الكبيرة". كما طالب بضرورة اتخاذ إجراء دولي وفوري لاستكمال العملية السياسية في ليبيا والاتفاق على القاعدة الدستورية للانتخابات، وتوحيد مؤسسات الدولة. 

من جانبه، يشدّد الكواري في حديثه على أن سياسة قطر لطالما كانت بجانب الشعوب المظلومة، ولا سيما العربية منها، والتي واجهت ويلات الحروب، ومن هذا المنطلق كان الملف السوري مطروحًا، خصوصًا أن الأزمة هناك طالت كثيرًا. 

كذلك أمل أمير قطر أن يتحقق التوافق الوطني في كل من العراق ولبنان والسودان، "لتحقيق تطلعات المواطنين التي تضمن وحدة الشعب والوطن وهذا الأمر ليس ممكنًا فحسب، بل هو واقعي للغاية لو توفرت الإرادة".

أزمتا الغذاء والمناخ

وفيما حضرتا أزمتا الغذاء والمناخ في مختلف الكلمات، ولا سيما في خطاب الأمين العام أنطونيو غوتيريش، فإنّ المخاوف تتصاعد من تفاقمهما في المرحلة المقبلة.

وفي هذا السياق، تشير  شادن دياب الباحثة في مجال البيئة والمناخ، خلال مداخله لها مع "العربي" من القاهرة، إلى أن أزمتي الغذاء والمناخ، ورغم كل المؤتمرات الدولية السابقة المخصصة لهما، تفاقمتا بسبب الحرب الأوكرانية.

وتوضح دياب أنه وفي ظل ارتفاع سعر الغذاء وأزمة الطاقة في أوروبا، تجلى مفهوم "الأمن الغذائي" بشكل كبير في خطابات القادة حول العالم، وذلك لأهميته في عكس الاستقرار على معظم البلاد، التي تعاني من تداعيات تلك الحرب. 

وتعتبر أنّ الدول المتقدمة، ولا سيما مجموعة الـ20، تمتلك كل التكنولوجيا اللازمة، لمواجهة أزمة الأسمدة، كمعالجة التربة، وتحسين نوع الغذاء، وإرشاد الدول الفقيرة إلى هذه التقنيات، في ظل غياب مراكز الأبحاث والمنشآت اللازمة عند تلك الدول، والتي تساعدها لتطوير سبل مكافحة الأزمات الغذائية.

والتقى زعماء وقادة دول العالم، أمس الثلاثاء، في افتتاح المناقشة رفيعة المستوى للدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تعقد على مدى الأيام المقبلة بمقر المنظمة في نيويورك.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close