أمهل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار اليوم الأربعاء إسرائيل موعدًا محددًا لإتمام صفقة تبادل الأسرى، وذلك خلال إحياء الحركة الذكرى الـ35 لتأسيسها.
وكشف السنوار، الذي حضر الاحتفال المركزي للحركة في غزة، أن "حماس أدارت في الفترة الماضية جولات تفاوض سرية مع الاحتلال حول ملف الأسرى"، مهددًا بإغلاق ملف الجنود الإسرائيليين لدى كتائب القسام إلى الأبد.
وأكّد أن الحركة "ستجد طريقة أخرى لتحرير الأسرى الفلسطينيين"، من دون تفاصيل أكثر عن الموعد الذي أمهله لسلطات الاحتلال لتنفيذ مطالب حماس.
وتحتفظ حماس بأربعة جنود إسرائيليين في القطاع المحاصر، أسر اثنان منهم خلال العدوان الإسرائيلي في صيف 2014، بينما دخل آخران القطاع بظروف غامضة.
رسالة من قائد القسام
وشارك عشرات الآلاف من أنصار حركة حماس في مهرجان ذكرى انطلاقتها الذي أقيم في ساحة "الكتيبة" بمدينة غزة، تحت شعار "آتونَ بطوفان هادر".
وحضر المهرجان قيادات الصف الأول من الفصائل الفلسطينية المختلفة، وعلى رأسهم قائد حماس في غزة، يحيى السنوار.
وفي كلمة مُسجّلة بُثت خلال المهرجان، جدّد رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية "الالتزام والثبات على خط المقاومة والثوابت".
من جانبه، قال محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسّام الجناح العسكري لحماس: "يا صنّاع المجد طاب جهادكم، عهدًا أن نواصل طريق الشهداء والتحرير".
وفي كلمة بُثّت أثناء المهرجان، توجّه الضيف للإسرائيليين بالقول: "نقول لقادة العدو، أيها الغرباء عن أرضنا، عجز الآباء المؤسسون وهم في قمّة الجبروت والانتماء لفكرة الصهيونية عن استئصال الشعب أو طمس الهوية، أنتم أعجز وأجبن من أن تنجحوا بما فشلوا به".
مشاركة فصائلية واسعة في الذكرى الـ 35 لانطلاقة حركة حماس.💚🔥 pic.twitter.com/kV24OvVup7
— Amr (@Amr89424217) December 14, 2022
ودعا الضيف إلى ضرورة "توحيد كافة الرايات والتئام الجبهات وفتح كل الساحات لهدف واحد هو تحرير فلسطين وإعادتها لحضن الإسلام".
بدوره، لفت نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي إلى أن "هذه المناسبة تخصّ كل حركات الجهاد والمقاومة، والاحتفاء بها يُمثّل أبلغ ردّ على التطرف والإرهاب الذي يرمينا به العدو".
وأضاف في كلمة ألقاها بالنيابة عن الفصائل المشاركة في المهرجان: أن "المشاركة الشعبية في المناسبات الوطنية ومنها ذكرى تأسيس الفصائل الفلسطينية، تؤكد على أن المقاومة خيار شعبنا للدفاع واسترداد الحقوق".
وفيما دعا إلى "ضرورة الالتفاف حول الهبّة بالضفة الغربية ضد الاحتلال"، رأى عزام أن "ما يحدث من مقاومة في الضفة والقدس والداخل يؤكد أن شعبنا لن يستسلم"، وطالب بـ"بناء إستراتيجية وطنية لحماية المقاومة وضمان استمراريتها".
وتخلل المهرجان فقرات إنشادية واستعراضية، بمشاركة الجوقة العسكرية التابعة لكتائب القسام.
وفي وقتٍ سابق الأربعاء، قال الضيف في كلمة نشرتها مجلة "حماس" بالمناسبة: "أيها الأبطال في الضفة واصلوا الطريق واضربوا ضرباتكم الموجعة، وتقدّموا فقد مضى عهد الرجوع".
وتابع حديثه متوجهًا لأهل الضفة بالقول: "أبناء شعبنا يرقبون أفعالكم ويتشوّفون لأصوات البنادق والقنابل تتعالى في كل أرجاء ضفّتنا".
وأضاف الضيف: "الضفة كانت على مدار تاريخ الانتفاضة خزان وقود ثورتنا ومهد انطلاقة أبرز العمليات الجهادية، باتت الضفة كابوسًا يلاحق العدو في الليل والنهار".
النشأة في غزة
وفي 14 ديسمبر من كل عام، تحتفي حماس بذكرى تأسيسها، من خلال تنظيم عروض عسكرية لكتائب عز الدين القسام، وتنظيم المسيرات والمعارض والمهرجانات الخطابية.
وتأسست حماس عام 1987على يد مجموعة من قادة جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، كان أبرزهم الشيخ أحمد ياسين.
وعام 2006، فازت الحركة بغالبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، الأمر الذي ما لبث أن تحول انقسامًا سياسيًا وجغرافيًا منذ صيف 2007، حيث تسيطر حماس على قطاع غزة، في حين تُدار الضفة الغربية من جانب حكومة شكلتها حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس.
ويبلغ عدد سكان قطاع غزة أكثر من 2,3 مليون نسمة نحو ثلثيهم من اللاجئين، حيث تفرض إسرائيل على هذا الشريط الساحلي الضيق الذي تبلغ مساحته 360 كلم مربعًا حصارًا مشددًا برًا وبحرًا وجوًا منذ 15 عامًا.
معاناة السكان
ويعاني القطاع من نقص كبير في الخدمات، وعلى رأسها انقطاع التيار الكهربائي، الذي يعد أمرًا روتينيًا بالنسبة للسكان هناك، إذ تصل ساعات الانقطاع لأكثر من 12 ساعة يوميًا، بحسب بيانات للأمم المتحدة.
ويتعرض القطاع لعدوان متكرر من الاحتلال الإسرائيلي، إذ أنّ العدوان الأخير في مطلع أغسطس/ آب 2022، تسبب بهدم 25 وحدة سكنية بشكل كامل، وتضرر 80 وحدة بشكل بليغ، لتصبح غير قابلة للسكن.
وشنت إسرائيل خمسة حروب على قطاع غزة، وهجمات كثيرة، منذ أن نفذت انسحابها الأحادي الجانب من القطاع عام 2005، وخلفت جميعها دمارًا كبيرًا وعشرات الشهداء في صفوف المدنيين.
وقبل أسابيع أكّد تقرير نشره مجلس العلاقات الدولية في فلسطين أن نحو 60 ألف شاب من قطاع غزة هاجروا على مدار السنوات الماضية هربًا من الأوضاع المعيشية، في حين أنّ العشرات منهم فقدوا حياتهم أثناء رحلتهم للخارج.
وبيّن التقرير أن معدل الفقر بين سكان القطاع وصل إلى 64%، فيما يعتمد نحو 80% من المواطنين على المساعدات والمنح، وأن 57% من العائلات بغزة تعاني من انعدام الأمن الغذائي، في حين أن معدل البطالة وصل إلى 51%.
أما نسبة العجز في الأدوية لدى مخازن وزارة الصحة فبلغت نحو 47%، في حين أن نسبة النقص في المستهلكات الطبية بلغت 33%، وفق التقرير المذكور.