أعلنت المنظمة السورية للطوارئ (SETF) توقيف سمير عثمان الشيخ أحد الضباط الأمنيين الكبار في نظام بشار الأسد في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، في الولايات المتحدة.
ويخضع الموقوف للتحقيق بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبها في سوريا، بعدما دخل إلى الولايات المتحدة مع عائلته عقب مغادرة بلده.
وشغل سمير عثمان الشيخ اللواء في جهاز المخابرات السوري سابقًا، مناصب رفيعة في وزارة الداخلية، بما في ذلك رئاسة سجن عدرا المركزي وفرع الأمن السياسي في عدرا.
كما كان مقربًا من ماهر الأسد، شقيق بشار الأسد وقائد الفرقة الرابعة المدرعة في الجيش السوري، حيث كان يتمتع بنفوذ كبير.
وعلى الرغم من تقاعده عام 2010، إلا أن الأسد أعاد تعيينه عام 2011 محافظًا ورئيس اللجنة الأمنية في دير الزور، لضمان قمع التظاهرات التي أطلقت شرارة الثورة السورية، وفق المنظمة السورية للطوارئ.
ملاحقة سمير عثمان الشيخ في أميركا
وتشير المنظمة السورية للطوارئ إلى أنها أبلغت الحكومة الأميركية بوجود الشيخ على أراضيها مطلع عام 2022، وتعاونت منذ ذلك الحين مع الجهات الأمنية والوكالات الأميركية المعنية، مما أدى إلى القبض أخيرًا على هذا المسؤول الرفيع في نظام الأسد.
وسيضمن ذلك وفق المنظمة، مثول الشيخ أمام القضاء لمواجهة التهم الكبيرة المنسوبة إليه في سوريا.
حول هذا الأمر يقول معاذ مصطفى المدير التنفيذي للمنظمة السورية للطوارئ: "نحن فخورون ليس فقط بأننا وجدنا هذا المجرم الكبير، بل أيضًا بأننا عملنا بلا كلل مع الحكومة الأميركية لضمان القبض عليه ومحاكمته وفقًا لأقصى حد يسمح به القانون".
بدوره، صرح السفير الأميركي السابق للعدالة الجنائية العالمية وعضو مجلس إدارة SETF، السفير ستيفن ج. راب: "هذه هي القضية الأولى في الولايات المتحدة ضد من يُزعم أنه جلاد للحكومة السورية. ومع العديد من القضايا في أوروبا، تظهر أنه لن يكون هناك إفلات من العقاب لجرائم نظام الأسد ضد شعبه".
وحشية وإجرام
وخلال فترة حكمه في دير الزور عرف عن الشيخ قمعه الوحشي للتحركات الشعبية بعد توليه المنصب مباشرة، حيث أمر بقمع عنيف للتظاهرات السلمية، ودعا جيش النظام لمحاصرة وقصف دير الزور.
كما شهدت فترة توليه السلطة عنفًا واسع النطاق، حيث قُتل واعتُقل وعُذب مئات الآلاف، بينما كان الشيخ مسؤولًا عن عدة مجازر بما في ذلك مجزرة الجورة والقصور التي راح ضحيتها أكثر من 450 مدنيًا.
هذا بالإضافة إلى المجازر الأخرى التي ارتكبها ومنها ما يعرف بـمجزرة القبور، والنفوس، والقورية وغيرها.
يذكر أن المنظمة السورية للطوارئ هي منظمة سورية-أميركية غير ربحية، تعمل من واشنطن العاصمة، وتهدف إلى وضع حد للجرائم والانتهاكات في سوريا وتخفيف المعاناة الإنسانية وتحقيق العدالة والمساءلة لجرائم الحرب، بحسب موقعها الإلكتروني.
