شهدت مدينة ساو باولو البرازيلية مسيرة دعا إليها الرئيس السابق جايير بولسونارو، رفضًا لتصريحات الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا التي وصف فيها العدوان الإسرائيلي على غزة بـ"المحرقة"، واحتجاجًا على قرار عدم أهليته للترشح لأي منصب سياسي.
وكان بولسونارو دعا الأحد مناصريه إلى المشاركة الحاشدة في تظاهرة مؤيدة له في ساو باولو، في اختبار لشعبيته وسط فضيحة حول شبهات بضلوعه في "محاولة انقلاب"، وهي شبهات نفاها مجددًا.
وخلال المسيرة التي نظمت الأحد، رفع بولسونارو العلم الإسرائيلي أمام آلاف من أنصاره، الذين رفعوا بدورهم عشرات الأعلام الإسرائيلية في شوارع ساو باولو.
وتزامنت المسيرة التي دعا إليها بولسونارو ردًا على اتهامات وُجهت له، مع موقف الرئيس دا سيلفا ضد إسرائيل حيث اتهمها بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وشبّه جرائمها ضد الفلسطينيين بمحرقة اليهود، وخرج الآلاف من أنصاره لدعم موقفه من العدوان الإسرائيلي.
جايير بولسونارو
وعُرف بولسونارو بمواقفه الداعمة لإسرائيل، حيث أجرى زيارة لها عندما كان رئيسًا، ووعد خلال حملته الرئاسية آنذاك بنقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس المحتلة.
ويمثل بولسونارو تيار اليمين الشعبوي، إذ كان يلقب بـ"ترمب البرازيل"، بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، وهو تيار له حضوره في أميركا الجنوبية ويُعرف بوقوفه إلى جانب إسرائيل، على غرار رئيس الأرجنتين اليميني خافيير مايلي، الذي لم يتردد هو الآخر بإعلان دعمه وولائه لإسرائيل إلى حد نيته اعتناق اليهودية.
وبولسونارو البالغ 68 عامًا، هو ضابط سابق في الجيش، سبق أن جرّدته الشرطة من جواز سفره على خلفية تحقيقات تطاله والحلقة المقرّبة منه بشبهات محاولة التمسّك بالسلطة بعد خسارته انتخابات 2022 أمام خصمه دا سيلفا.
ففي 8 يناير/ كانون الثاني 2023، وبعد أسبوع على تنصيب لولا، اقتحم آلاف من أنصار بولسونارو مقار القصر الرئاسي والبرلمان والمحكمة العليا وألحقوا بها أضرارًا جسيمة.
وقد نفى بولسونارو، الذي كان في الولايات المتحدة حينها، أي مسؤولية له وألمح إلى احتمال ألا يكون المتظاهرون من مناصريه.
لكن محققين يشيرون إلى ممارسات غير ديمقراطية لبولسونارو استمرت أشهرًا؛ بدءًا من مخطط للتشكيك في موثوقية نظام التصويت مع "حملة تضليل" سبقت الانتخابات سعيًا لـ"تبرير تدخل عسكري" في حال خسر الاستحقاق.