ذكرت شركة "نتفليكس" عملاق الترفيه وصناعة المحتوى التلفزيوني، أنها سجلت خسارة في عدد مشتركيها لأول مرة منذ أكثر من عقد، وذلك في الربع الأول من هذا العام.
وأكدت الشركة أنها فقدت 200 ألف مشترك في الربع الأول من العام الجاري، ليبلغ عدد إجمالي المشتركين 221.6 ملايين مشترك مقارنة بـ221.8 ملايين في الربع الأول من العام الماضي.
وسجل سوق آسيا والمحيط الهادئ ارتفاعًا في عدد المشتركين، فيما تراجعت الأعداد في كل من الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط وأوروبا.
وإثر ذلك، صدمت الأخبار بورصة "وول ستريت"، ودفعت الأسهم إلى الهبوط بـ35% يوم الإعلان، ما أدى إلى القضاء على 50 مليار دولار من القيمة السوقية. وجاء ذلك بعدما انخفض سهم نتفليكس بأكثر من 40% منذ بداية العام.
ويعزو كثيرون تراجع المنصة إلى حجم المنافسة الكبير من شركات مشابهة مثل أمازون برايم، وآبل بلاس، وديزني بلاس.
تحديات تواجه "نتفليكس"
بدورها، أوضحت المؤسسة الأميركية العملاقة للبث التدفقي، أن هذا التراجع مرتبط بشكل أساسي بصعوبة الحصول على مشتركين جدد في كل مناطق العالم، بالإضافة إلى تعليق الخدمة في روسيا.
وكلف الانسحاب من السوق الروسي عقب الهجوم على أوكرانيا نتفليكس 700 ألف مشترك، بينما ألغى 600 ألف شخص في الولايات المتحدة وكندا اشتراكاتهم عقب رفع قيمة الاشتراك، كما قالت الشركة.
وأُطلقت نتفليكس عام 1997، وكانت حينها شركة متخصصة في خدمة بيع وتأجير الأقراص المدمجة وأسسها مارك راندولف وريد هاستينغ في كاليفورنيا.
وعام 2007 بدأت نتفليكس تقديم خدمة البث الحي التي تتيح للأعضاء مشاهدة برامج التلفزيون والأفلام على أجهزة الحاسوب الخاصة بهم مباشرة وعلى الفور.
وتقدر ميزانية الشركة بأكثر من 25 مليار دولار، وتقول إن صافي ربحها بلغ 1.4 مليون دولار في الثلاثة أشهر الأخيرة من العام الماضي.
وفيما يخص المسلسلات الأكثر كلفة في الإنتاج فقد أنفقت نتفليكس أكثر من 13 مليون دولار لإنتاج كل حلقة من مسلسل "التاج" الذي يعرض حياة ملكة بريطانيا.
ما أسباب تراجع "نتفليكس"؟
وفي هذا الإطار، أرجع الصحافي المتخصص في التكنولوجيا والتطبيقات عمر قصقص، تراجع نتفليكس لوجود منافسين لها في السوق العالمية كآبل وأمازون وشاهد وغيرها من المنصات، تقدم المحتوى نفسه، بل ولها حصرية المواد والمسلسلات التي تعرضها، فضلًا عن تقديمها عروضًا وتخفيضات للمشتركين، في الوقت الذي تعرض فيه نتفليكس أفلامًا ومسلسلات أقل، بالإضافة لعدم قدرتها على ضبط عمليات قرصنة موادها.
وأضاف في حديث إلى "العربي من العاصمة اللبنانية بيروت، أن نتفليكس لم تطور نفسها لمواجهة المنافسين الجدد في السوق كما تفعل المنصات والتطبيقات الأخرى لتواكب التقدم الذي يشهده العالم.
وأشار قصقص إلى أنه حسب المعلومات المسربة، فإن نتفليكس ستقوم خلال 6 أشهر بإعادة هيكلة لإدارتها وكيفية عرض المحتوى وتطوير التكنلوجيا، لكنه استبعد أن تواكب تقدم الشركات المنافسة الأخرى في التطور الكبير الذي شهدته في الفترة الأخيرة، إلا في حال إنفاقها مبالغ مالية هائلة واتباعها إستراتيجيات جديدة تمكنها من المنافسة في السوق.
ولفت إلى أن منصات عرض الفيديو سيكون لها المستقبل، لأن الجيل الجديد يريد أن يتحكم بماذا ومتى يشاهد.