الأحد 17 نوفمبر / November 2024

في فرنسا وألمانيا.. المؤيدون لفلسطين يشكون صعوبة توصيل أصواتهم

في فرنسا وألمانيا.. المؤيدون لفلسطين يشكون صعوبة توصيل أصواتهم

شارك القصة

حظرت كل من ألمانيا وفرنسا كل الاحتجاجات الداعمة لفلسطين والمنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة
حظرت كل من ألمانيا وفرنسا كل الاحتجاجات الداعمة لفلسطين والمنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة - الأناضول
يشكو المؤيدون لفلسطين أنهم يشعرون بأنهم ممنوعون من التعبير علنًا عن دعمهم، أو عن قلقهم على الناس في غزة، من دون المخاطرة بتعرضهم للاعتقال أو فقد وظائفهم.

بينما خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع في أنحاء العالم في 13 أكتوبر/ تشرين الأول للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين، حظرت كل من ألمانيا وفرنسا كل هذه الاحتجاجات.

وأطلقت الدولتان، وبهما أكبر جاليتين يهودية ومسلمة في دول الاتحاد الأوروبي، حملة لكبح الجماعات المؤيدة للفلسطينيين منذ معركة "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حماس وفصائل المقاومة في 7 أكتوبر الجاري، ردًا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي.

وتقول الحكومتان إن القيود تهدف إلى وقف الاضطرابات العامة ومنع "معاداة السامية".

لكن المؤيدين للفلسطينيين يقولون إنهم يشعرون بأنهم ممنوعون من التعبير علنًا عن دعمهم، أو عن قلقهم على الناس في قطاع غزة، دون المخاطرة بتعرضهم للاعتقال أو فقد وظائفهم أو وضعهم كمهاجرين.

واستشهد أكثر من 3500 شخص في غزة منذ أن شنت إسرائيل عدوانها على غزة، في حين تسبب الحصار الشامل الذي يمنع دخول الغذاء والوقود والدواء إلى القطاع في أزمة إنسانية.

"دعم قضية إنسانية"

من جهتها، قالت مسكة مجدوب، وهي طالبة فرنسية جزائرية تدرس التاريخ وتبلغ من العمر 20 عامًا: "نحن خائفون، قلقون من اتهامنا بتبرير الإرهاب، في حين أننا نريد فقط دعم قضية إنسانية".

وكانت تتحدث خلال احتجاج محظور في باريس يوم الخميس الماضي فرقته الشرطة بالغاز المسيل للدموع ومدافع المياه.

وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان قد فرض حظرًا على مستوى البلاد على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين الأسبوع الماضي، وأرجع الأمر إلى خطر حدوث اضطراب عام. وتم حظر 9 احتجاجات في باريس منذ السابع من أكتوبر.

مظاهرة في فرنسا دعمًا للفلسطينيين
مظاهرة في فرنسا دعمًا للفلسطينيين - رويترز

وفي مطلع هذا الأسبوع، أصدرت شرطة باريس حظرًا على "وجود وتنقل الأشخاص الذين يقدمون أنفسهم على أنهم مؤيدون للفلسطينيين". وأصدرت منذ 12 أكتوبر 752 غرامة واعتقلت 43 شخصًا.

وفي ألمانيا، قال متحدث باسم الشرطة: إن شرطة برلين وافقت على طلبين لتنظيم مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، وكان طلب التصريح بهما مقدم على أنهما وقفتين صامتتين.

لكن تم رفض السماح بسبعة على الأقل، بما في ذلك واحدة تحت شعار (يهود برلين ضد العنف في الشرق الأوسط) والأخرى تحت شعار (شباب ضد العنصرية). وتم اعتقال 190 شخصًا على الأقل خلال احتجاجات.

مظاهرة في برلين دعمًا للفلسطينيين
مظاهرة في برلين دعمًا للفلسطينيين - الأناضول

وفي ألمانيا، يتخذ الأمر منحى أكثر حدة، بسبب ما يقال عن مقتل ستة ملايين من اليهود الأوروبيين في محرقة على يد النازيين.

بدوره، قال المستشار أولاف شولتس للمشرعين الأسبوع الماضي: "إن تاريخنا ومسؤوليتنا عن المحرقة يجعل من واجبنا في كل لحظة الدفاع عن وجود إسرائيل وأمنها"، حسب قوله.

وأعلن دارمانان يوم الثلاثاء أن فرنسا شهدت "327 فعلًا معاديًا للسامية منذ السابع من أكتوبر، وأُلقي القبض على 183 شخصًا بتهمة معاداة السامية أو تبرير الإرهاب"، حسب قوله.

وقال بنجامين وارد نائب مدير منظمة "هيومن رايتس ووتش": "قانون حقوق الإنسان لا يسمح للحكومة بالقول بشكل عام إن هناك مخاوف بشأن العنف، واستخدام ذلك كمبرر لحظر الاحتجاجات".

وأضاف: "السؤال هو ما إذا كان ذلك متناسًبا، وأعتقد أن هذا هو ما يثير القلق".

ومنعت المجر والنمسا أيضًا احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر، بينما خرجت في بقية أوروبا مسيرات كبيرة مؤيدة للفلسطينيين مع قيود أقل.

مسؤولية تاريخية

ويوجد في برلين أكبر جالية للفلسطينيين في المهجر خارج الشرق الأوسط، وتضم نحو 30 ألف فلسطيني، وبالتالي يتزايد القلق إزاء ما يحدث في غزة، حسب وكالة رويترز.

وفي احتجاج بدون تصريح في برلين الأسبوع الماضي، قال فلسطينيون تحدثوا إلى "رويترز" إنهم قلقون من التحدث علنًا، خوفًا من وصفهم بأنهم مؤيدون لحماس في بلد يُعتبر فيه دعم إسرائيل من المقدسات.

وقال صالح سعيد وهو يقف على أطراف التجمع: "أشعر أنه لا يُسمح لنا بالتعبير عن آرائنا في ألمانيا".

وأبلغت سلطات التعليم في برلين المدارس الأسبوع الماضي أنها يمكن أن تمنع الطلاب من وضع الكوفية الفلسطينية ورفع ملصقات "فلسطين حرة".

وحرصت الحكومات الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية على توثيق علاقاتها بإسرائيل على خلفية "المحرقة".

وقال فيليكس كلاين، مفوض الحكومة الألمانية لمكافحة معاداة السامية: إن تاريخ البلاد يعني أنه يتعين عليها أن تكون يقظة بشكل خاص.

وحتى قبل 7 أكتوبر، كانت ألمانيا تقيد المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، إذ حظرت سلطات برلين العديد منها لأسباب تتعلق بالسلامة العامة.

وقالت منظمة العفو الدولية في سبتمبر/ أيلول: إن الأسباب التي تعلل بها الشرطة الألمانية القيود على المجموعات المؤيدة للفلسطينيين تستند على ما يبدو إلى "قوالب نمطية من التشويه والتمييز"، مستشهدة بإشارات في أوامر الشرطة إلى أشخاص "من الجالية العربية، لا سيما من ذوي الخلفية الفلسطينية".

فرنسا تضيق الخناق

وفي فرنسا كانت المجموعات المؤيدة للفلسطينيين تواجه أيضًا قيودًا قبل السابع من أكتوبر.

وأسقطت محكمة عليا حكمًا لأخرى أقل درجة العام الماضي بحظر منظمتين، هما (رابطة فلسطين ستنتصر) و(لجنة العمل من أجل فلسطين)، قائلة: إن مواقفهما "الجريئة، وحتى المعادية" لا تشكل خطاب كراهية أو إرهاب.

وأعلن وزير الداخلية دارمانان أنه أطلق إجراءات قضائية بتهم "معاداة السامية والدفاع عن الإرهاب ودعم حماس" ضد 11 منظمة، بينها (رابطة فلسطين ستنتصر) وأيضًا (لجنة العمل من أجل فلسطين) اللتان تنفيان الاتهامات.

وردًا على التماس ضد تعليمات دارمانان قالت محكمة أمس الأربعاء: إن السلطات المحلية يجب أن تمنع الاحتجاجات على أساس كل حالة على حدة.

وفي مذكرة حول مجموعة من الاحتجاجات الأسبوع الماضي، قالت أجهزة المخابرات الفرنسية: إن هذه الاحتجاجات ستجذب "عناصر متطرفة من اليسار المتطرف، وقريبة من الحركات الإسلامية وشبابًا من الأحياء غير المستقرة".

وقال أشخاص تحدثوا إلى رويترز خلال احتجاج محظور في باريس يوم الخميس الماضي: إن تحرك الحكومة لمنع التجمعات من أجل الفلسطينيين غير عادل لكنه ليس مفاجئًا.

وقال الطاهي هورتنس لا تشانس (32 عاما): "الحكومة تتساهل عندما يتعلق الأمر بجرائم إسرائيل. إنهم متحيزون ويظهرون ذلك".

تابع القراءة
المصادر:
رويترز
تغطية خاصة
Close