الخميس 19 Sep / September 2024

في مواجهة الضغوط الغربية.. تقارب وتوطيد للعلاقات بين موسكو وبكين

في مواجهة الضغوط الغربية.. تقارب وتوطيد للعلاقات بين موسكو وبكين

شارك القصة

يناقش برنامج "للخبر بقية" التقارب الروسي الصيني الكبير في مواجهة الغرب والولايات المتحدة بشكل خاص (الصورة: تويتر)
يصطف الروس والصينيون على جبهة واحدة في مواجهة الغربيين وتحديدًا الولايات المتحدة، فيما يحاول الرئيس الأميركي جو بايدن رص صفوف حلف الناتو لمواجهة التصعيد في أوكرانيا.

كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يحضر حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين النقاب عن اتفاقين جديدين في قطاع النفط والغاز مع الصين بقيمة 117.5 مليار دولار، متعهدًا بزيادة صادرات أقصى الشرق الروسي. 

وفي ظل تصاعد الخلاف بين بوتين والمستوردين الأوروبيين بشأن أوكرانيا، تعمل روسيا على تعزيز العلاقات مع الصين، أكبر مستهلك للطاقة في العالم، مما يقلل من اعتماد موسكو على عملائها التقليديين في أوروبا.

فالروس والصينيون يصطفون على جبهة واحدة في مواجهة الغربيين وتحديدًا الولايات المتحدة، فيما يحاول الرئيس الأميركي جو بايدن رص صفوف حلف الناتو لمواجهة التصعيد في أوكرانيا.

وقال بوتين في اجتماع مع الرئيس الصيني شي جين بينغ لمناقشة التعاون الوثيق: "أعد رجال الطاقة لدينا حلولًا جديدة جيدة جدًا بشأن إمدادات الهيدروكربون إلى جمهورية الصين الشعبية".

وأضاف: "لقد تقدمنا خطوة للأمام في صناعة الغاز"، وذلك في إشارة إلى إبرام اتفاق جديد لتزويد الصين بعشرة مليارات متر مكعب سنويًا من الشرق الأقصى الروسي. 

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الصفقة سارية لمدة 25 عامًا.

هل ساهمت واشنطن بتوطيد علاقة موسكو وبكين؟

الدبلوماسي السابق والباحث السياسي فيتشسلاف ماتوزوف رأى أن الجهود الأميركية لعزل كل من روسيا والصين فشلت، لأن محاولات العزل دفعت موسكو وبكين إلى التقارب.

وأشار في حديث إلى "العربي" من موسكو إلى أن كل التهديدات العسكرية لروسيا في أوكرانيا والبلطيق وتزايد القوات المسلحة لحلف الناتو في شرق أوروبا يدفع موسكو إلى بحث كل طرق التقارب مع بكين بأوسع شكل ممكن.

واعتبر أن نتيجة اللقاء الذي حصل اليوم الجمعة بين الرئيسين بوتين وبينغ أظهر أن العلاقات بين البلدين وصلت إلى أقرب مستوياتها.

وقال إن "ليس لدى روسيا خطة لبناء نظام عالمي ذات قطب واحد بل هذه فكرة الولايات المتحدة التي تريد عالمًا تحت هيمنتها وحدها، وهذا هو سبب التناقضات بين واشنطن من جهة وموسكو وبكين من جهة أخرى".

"اتفاق للعمل ضد تمدد الناتو"

رئيس الجمعية الصينية للدراسات الدولية غاي جي كاي أشار إلى أن روسيا والصين توصلتا إلى اتفاق للعمل معًا ضد تمدد حلف الناتو، معتبرًا أنها خطوة هامة جدًا لكلا البلدين.

ورأى في حديث إلى "العربي" من بكين أن كلا من الصين وروسيا ملتزم بدعم الآخر، مشددًا على أن التضامن الذي يجمع البلدين هام جدًا في ظل محاولات واشنطن عزلهما عن بعضهما.

ولفت إلى أن محاولات الولايات المتحدة للفصل بين البلدين فشلت، ودفعت روسيا والصين إلى التقارب بشكل أكبر مما كان عليه سابقًا.

ودعا إلى تفهم الموقف الروسي، مستبعدًا وقوع أي حرب في حال لم يتمدد حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا وينصب صواريخه فيها.

"تصرفات أضرت بالعالم"

مدير قسم الدراسات الإستراتيجية في المجلس الأطلسي ماثيو كرونيغ اعتبر أن تصرفات كل من روسيا والصين أضرت بالعالم في الفترة السابقة، مبديًا قلقه من التقارب الحاصل بين الدولتين حاليًا. 

ولفت في حديث إلى "العربي" من واشنطن إلى أن الصين وروسيا تملكان عداوات وأمامهما العديد من التحديات، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تملك العديد من الحلفاء وأثبتت أنه يمكنها التعامل بشكل قوي مع المشكلات التي تواجهها.

وقال كرونيغ: "أوكرانيا ليست في الناتو، وهي عالقة في المنطقة بين الحلف وروسيا لذلك تعاني دائمًا، لكن واشنطن ستحاول تقديم الدعم لها بقدر الإمكان وستجعل العقوبات على موسكو باهظة الثمن بحال حصول أي غزو".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close