الجمعة 6 Sep / September 2024

في هيروشيما.. تجربة افتراضية تعيد السائحين إلى واقعة القصف النووي

في هيروشيما.. تجربة افتراضية تعيد السائحين إلى واقعة القصف النووي

شارك القصة

حلقة من "كنت هناك" يتناول القصف النووي لمدينة هيروشيما (الصورة: غيتي)
تتيح جولة في مدينة هيروشيما اليابانية وتستند إلى الواقع الافتراضي، للسائحين رؤيتها قبل وخلال وبعد القصف النووي الذي تعرضت له عام 1945.

تُنظّم في مدينة هيروشيما اليابانية جولة تستند إلى الواقع الافتراضي تتيح للناس رؤية المدينة قبل وخلال وبعد الهجوم الذري الذي وقع عام 1945. فبدلًا من رؤية ضفاف النهر النابضة بالحياة، يجد السائح نفسه أمام مشهد مرعب وسط جثث محترقة وألسنة لهب.

وفي السادس من أغسطس/ آب 1945، وضعت الولايات المتحدة نهاية سريعة للحرب العالمية الثانية عبر إلقاء قنبلة ذرية في مدينة هيروشيما. وأطلقت القنبلة موجة من الحرارة. وقد أودت هذه الكارثة بحياة أكثر من مئة ألف شخص وصلت للحظة إلى 3000- 4000 درجة مئوية، وأحرقت 90% من المباني وحولت 40% من الأراضي الزراعية إلى رماد.

وقد تكون هذه التجربة الافتراضية مزعجة، لكن هيروشي ياماغوتشي الذي بدأت شركته مؤخرًا تنظيم الجولات، يرى أن بإمكانها مساعدة الناس على فهم تداعيات الهجمات النووية بشكل أفضل، والتعرف على الشكل الذي كانت عليه المدينة قبل ذلك.

وفي تصريح لـ"فرانس برس"، قال هيروشي (44 عامًا): "أعتقد أنه حتى بعض الأشخاص الذين عاشوا في هيروشيما لا يعرفون بأن ما باتت الآن حديقة السلام كانت مدينة متكاملة يعيش فيها الناس". وتابع: "عبر اختبارها بشكل معمّق وعدم الاكتفاء برؤيتها في الصور، يسهل فهم الأمر أكثر".

وتبدأ الجولة عند ما يعرف حاليًا باستراحة حديقة هيروشيما، التي كانت تستخدم من قبل اتحاد تقنين الوقود عند وقوع الهجوم. وتقع الاستراحة على بعد 170 مترًا فقط عن مركز الانفجار وقتل جميع الأشخاص الـ37 الذين كانوا في المبنى وقت الهجوم باستثناء واحد.

وكان الناجي الوحيد في القبو عندما انفجرت القنبلة، فيما تستند الجولة جزئيًا إلى مشاهداته عندما خرج والتي بقيت تطارده بقية حياته.

وعملت شركة ياماغوتشي "تابيماتشي غيت هيروشيما" مع قسم الأرشيف، في المتحف التذكاري للسلام وصحيفة محلية وشهادات الناجين، لوضع مقاطع صور واقع افتراضي لخمس محطات حول حديقة السلام.

ويسير المشاركون على طريق حاملين سماعات يضعونها على رؤوسهم عند كل محطة، ما يسمح لهم بعيش التجربة في المنطقة كما كانت قبل القنبلة وأثناء الهجوم وبعد إعادة الإعمار. وعام 2021، أُطلقت الجولة التي تستمر مدة ساعة وتعقبها حلقة نقاش.

وبالنسبة لسرجيو وانغ (64 عامًا) الذي قدم من البرازيل وجرّب أول محطة في الجولة هذا الأسبوع، فإن التجربة "مثيرة للإعجاب". ويقول: "عندما تبدأ، يكون هناك شخصان على الجسر وفجأة.. يُسمع صوت الطائرة ومن ثم وميض وكأن قنبلة انفجرت".

وأفادت ميغومي تابوتشي (60 عامًا)، وهي إحدى سكان هيروشيما التي انتقلت إلى المدينة قبل ثلاث سنوات "تمكنت من التعرّف بشكل واقعي على ما كان الوضع عليه". وأضافت "كانت المشاهد واضحة إذ يظهر الناس وهم يتجولون في المكان".

"لم يكن هكذا"

ويوضح ياماغوتشي أن البعض اعتبروا التجربة غامرة جدًا إلى حد أنهم انهاروا أو قطعوا الجولة. لكن الأطفال الذين تُعرض لهم نسخة مختلفة ومنمقة أكثر يدركون الأمور بسهولة أكبر عن طريق الواقع الافتراضي مقارنة بصور الماضي الجامدة، على حد قوله.

وقبل إطلاقه الجولة، طلب من هيروشي هارادا، وهو أحد الناجين من الهجوم والمدير السابق لمتحف هيروشيما، تجربتها.

وأكد له هارادا أن الصور لا يمكنها تجسيد رائحة البشر وهم يحترقون ورائحة جثثهم لدى تعفنها، وهي أمور بقيت حيّة في ذاكرته بعد عقود من الحادثة. ولفت ياماغوتشي إلى أن هارادا "شاهدها ومن ثم قال لي لم يكن هكذا. كان أسوأ".

تابع القراءة
المصادر:
العربي- أ ف ب
Close