مع اقتراب الانتخابات التشريعية الحاسمة للفترة المتبقية من ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن، المقررة في 8 الشهر المقبل، يبدو الجمهوريون في موقع جيّد من شأنه أن يسمح لهم بسلب الأغلبية في الكونغرس من الرئيس الديمقراطي.
وبحسب آخر استطلاعات الرأي، فإن المعارضة الجمهورية لديها فرص كبيرة لتولي مجلس النواب، فيما المستطلعون أكثر حيرة بشأن مصير مجلس الشيوخ.
انتقاد دائم لبايدن
يوم أمس الإثنين، قال الرئيس الأميركي: "إن الاستطلاعات قالت كل شيء ونقيضه"، مضيفًا: "الجمهوريون في الصدارة ثم الديمقراطيون في الصدارة ثم الجمهوريون في الصدارة، لكنني أعتقد أن الأمر سينتهي مع الديمقراطيين في الصدارة".
وستشكلّ خسارة السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ في انتخابات الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني، هزيمة كبيرة لبايدن الذي كان لا يزال متقدمًا في استطلاعات الرأي قبل أن تقوّض الصعوبات الاقتصادية التي تشهدها الولايات المتحدة هذا التقدم.
وتنتقد المعارضة الجمهورية يوميًا سجلّ بايدن وحزبه على خلفية التضخم الذي يعدّ الشاغل الأول للناخبين الأميركيين وفق استطلاعات الرأي.
لكن مستشار البيت الأبيض للشؤون الاقتصادية براين ديز، أقر قبل عام من الآن بأن التضخم "مرتفع حاليًا"، لكنه أصرّ على أن هذا اتجاه عالمي تسبب به وباء كورونا، وليس نتيجة لسياسة الإدارة.
والأميركيون مدعوون خلال انتخابات منتصف الولاية هذه إلى تجديد جميع المقاعد الـ435 في مجلس النواب الأميركي وثلث مجلس الشيوخ. وسلسلة كبيرة من مناصب المحافظين والمسؤولين المحليين المنتخبين هي أيضًا على المحك.
وتكمن مفصلية الانتخابات النصفية (Midterms) التي تجري بعد عامين على الانتخابات الرئاسية، كونها تعد أقرب إلى استفتاء على شاغل البيت الأبيض.
فخلال أكثر من 160 عامًا، لم يتمكّن حزب الرئيس إلّا نادرًا من الإفلات من هذا التصويت "العقابي".
بايدن يحشد
ويستعد بايدن وحزبه لاجتياز اختبار انتخابات التجديد النصفي، وهو اختبار صعب تقليديًا لأي رئيس في المنصب.
وفي مواجهة الاستياء المتزايد من التضخم وخطر الركود الذي يقلل من فرص مثل هذا النجاح الانتخابي، يعتمد الزعيم الديمقراطي على السخط الناجم عن تغيير موقف المحكمة العليا بشأن الإجهاض لجمع الأصوات من اليمين ومن اليسار.
تراجع شعبية الرئيس #بايدن بسبب إخلاله بوعوده الانتخابية وفق استطلاعات رأي أميركية#أميركا تقرير: ريما أبو حمدية pic.twitter.com/Gc6WkZeLfU
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 22, 2022
وحث بايدن الأميركيين على منحه أغلبية برلمانية كافية لجعل حق الإجهاض مصانًا بموجب القانون من جديد على جميع الأراضي الأميركية وحماية زواج المثليين وحظر استخدام الأسلحة الهجومية.
ويأتي ذلك، في خضم تأكيد استطلاع رأي لـ"رويترز" جرى نشرت نتائجه في 5 الشهر الجاري انخفاض شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن، لتقترب من أدنى مستوياتها خلال فترة رئاسته.
تصويت مبكر
وعلى كل حال، فقد صوّت نحو 8 ملايين شخص في الانتخابات النصفية حتى الآن بشكل مبكر، وفق "مشروع انتخابات الولايات المتحدة" The United States Elections Project، خصوصًا في أكثر الولايات المتنازع عليها.
وعمليًا، المنافسة للسيطرة على الكونغرس قائمة في عدة ولايات حاسمة، هي الولايات نفسها التي كانت أصواتها حاسمة خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
وفي الوقت ذاته، الأنظار موجهة إلى ولاية بنسلفانيا حيث ينافس الطبيب الجرّاح التلفزيوني محمد أوز المدعوم من الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترمب، الديمقراطي جون فيتيرمان، من أجل معقد في مجلس الشيوخ الأميركي.
وكما يحاول الديمقراطي رافاييل وارنوك، أول سناتور أسود ينتخب في ولاية جورجيا، التي عرفت في الماضي تمييزًا عنصريًا شديدًا، إعادة انتخابه ضد هيرشل ووكر وهو رياضي أميركي سابق من أصل إفريقي ومدعوم من ترمب. وتغذّي هذه المبارزات مئات الملايين من الدولارات.
كما تشهد أيضًا ولايات أريزونا وأوهايو ونيفادا وويسكونسين ونورث كارولينا منافسات شديدة، حيث ينافس المرشحون الديمقراطيون جميعهم مساعدين لدونالد ترمب.
وألقى ترمب المستهدف بتحقيقات برلمانية وقضائية بنفسه في الحملة الانتخابية، مضاعفًا التجمعات الانتخابية في جميع أنحاء البلاد. هذه الانتخابات بمثابة اختبار على أرض الواقع للمستقبل السياسي للملياردير الجمهوري الذي يتحدث علانية عن ترشحه للرئاسة في عام 2024.
والجمعة الماضية، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن "نيته" الترشح لولاية رئاسية أخرى عام 2024، لكنه أوضح أنه لم يتخذ قرارًا رسميًا بذلك حتى الآن.
ولدى سؤاله عن هذه المسألة على قناة "أم أس أن بي سي"، قال الرئيس الديمقراطي: "لم أتخذ القرار رسميًا بعد، لكني أنوي الترشح مرة أخرى ولدينا الوقت لاتخاذ هذا القرار".