حقّق المنتخب المغربي إنجازًا غير مسبوق بوصوله إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 في قطر، وذلك بعد إقصائه منتخبي إسبانيا والبرتغال، اللذين كانا مرشّحين للفوز باللقب هذا العام.
وأصبح المنتخب المغربي أول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى هذه المرحلة المتقدمة في تاريخ المونديال.
وقال الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، إن فريق "أسود الأطلس" دخل ضمن "فئة المنتخبات التي لم تكن مرشحة للذهاب بعيدًا قبل انطلاق البطولة، لكنها تخطت العقبة وراء الأخرى".
وذكر "الفيفا" على موقعه الالكتروني أن الهدف الأقصى كان وصول المنتخب المغربي إلى الدور الـ16، نظرًا إلى صعوبة المجموعة التي كان فيها، وتضمّ كرواتيا وبلجيكا والمنتخب الكندي الذي كان يعلّق آماله أيضًا على العودة بقوة إلى بطولة كأس العالم بعد طول غياب.
وأضاف الموقع أن فريق "أسود الأطلس" كسر كل الحدود؛ وبعد تعادل مع منتخب كرواتيا، وانتصار على نظيره البلجيكي، ثم الكندي، فاز على إسبانيا بركلات الترجيح مع تألق حارس المرمى ياسين بونو، ثم فاز على منتخب البرتغال الذي يضمّ في صفوفه الكثير من النجوم اللامعين في لعبة كرة القدم.
وبهدف يوسف النصيري، أصبح المنتخب المغربي أول فريق عربي وإفريقي يحقّق إنجاز التأهل إلى نصف نهائي كأس العالم، ليلعب أمام منتخب فرنسا، حامل اللقب، على استاد البيت بعد غد الأربعاء.
ولكن المنتخب المغربي لم يكن الوحيد الذي فاجأ العالم بوصوله إلى مراحل متقدمة في مباريات كأس العالم عبر التاريخ، وفقًا لموقع "الفيفا"، فمن هي تلك المنتخبات؟
كوريا الجنوبية في مونديال 2002
بعد عمله المثير للإعجاب مع هولندا، تولّى المدرب الهولندي جوس هيدينك مسؤولية إدارة المنتخب الكوري الجنوبي. وحين وصل إلى كوريا أراد تطبيق نظام صارم، وخصّص معسكرات طويلة وإعداد دقيق لأجل ذلك، خصوصًا وأن كوريا الجنوبية كانت البلد المضيف للمونديال بالمشاركة مع اليابان.
وبالفعل نجحت خطة المدرب الهولندي، ففي بطولة كأس العالم في صيف 2022، كان المنتخب الكوري الجنوبي بأفضل حالة بدنية، ونجح في الصعود للدور الثاني بعد الفوز على بولندا، والبرتغال، والتعادل مع الولايات المتحدة.
وظنّ الجميع أن الطريق سيتوقّف بالمنتخب الكوري الجنوبي في دور الـ16، إلا أنه بعد مواجهة درامية مع المنتخب الإيطالي، فاز المنتخب الكوري الجنوبي بنتيجة 2-1، ثمّ تغلّبوا على المنتخب الإسباني بركلات الترجيح في نصف النهائي، قبل أن يخسروا مباراة نصف النهائي أمام البرازيل، ويحتلّوا المركز الرابع بعد الخسارة أمام تركيا في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بنتيجة 2-3.
تركيا في مونديال 2002
كان المنتخب التركي أحد مفاجآت بطولة عام 2002. ورغم طريقه الصعب في البداية، حيث خسر بصعوبة أمام البرازيل في أول مباراة، تعادل مع كوستاريكا 1-1 في المباراة الثانية، ثمّ فاز على الصين.
وفي الدور الثاني، فازت تركيا على المنتخب الياباني، لتفوز بعدها على السنغال بالهدف الذهبي، في إنجاز غير مسبوق للكرة التركية بوصولها إلى دوري نصف النهائي. ثمّ ضربت موعدًا جديدًا مع البرازيل، لكنّها خسرت، هذه المرة، بهدف لرونالدو. قبل أن تُحقّق المركز الثالث بالفوز على كوريا الجنوبية.
كرواتيا في مونديال 1998
شاركت كرواتيا لأول مرة في كأس العالم في نسخة عام 1998 في فرنسا، ولم يكن قد مرّ على تأسيس منتخبها إلا سنتين فقط، وبالتالي لم يكن من المتوقّع أن يحقّق المنتخب الكرواتي الكثير في النسخة الـ21 من المونديال.
وبعد تسجيل فوزين على جامايكا واليابان، مقابل هزيمة من الأرجنتين في دور المجموعات، نجح المنتخب الكرواتي في هزيمة نظيره الروماني بركلة جزاء. ثمّ كان الفوز، الذي لم يكن منتظرًا على الإطلاق، بثلاثة أهداف نظيفة على المنتخب الألماني. لكنّهم خسروا في نصف النهائي أمام البلد المضيف فرنسا، قبل أن يُحقّقوا المركز الثالث بالفوز على المنتخب الهولندي.
السويد وبلغاريا في مونديال 1994
كانت نسخة الولايات المتحدة من البطولات التي شهدت عددًا من النتائج المفاجئة، وظهر خلالها عدد من المنتخبات التي لم يكن لها تاريخًا في بطولات كأس العالم. ولكنها صنعت الحدث في المسابقة، وأثبتت حضورها مع المراحل المتقدمة من البطولة.
وبينما لم تُعد بلغاريا أو السويد من الفرق المرشّحة للتأهّل لأدوار بعيدة، لكنهما نجحا في ترك بصمتهما وإظهار قدرتهما على تحقيق النتائج.
فصعد المنتخب السويدي للدور الثاني بعد أن حلّ في المركز الثاني من المجموعة الثانية خلف البرازيل برصيد خمس نقاط على حساب روسيا والكاميرون. ثمّ واصل المنتخب طريقه بإقصاء المنتخب السعودي من الدور الثاني، وهزيمة نظيره الروماني في ربع النهائي بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 2-2؛ إلى أن توقّف طريقه في نصف النهائي بعد أن خسر بصعوبة أمام المنتخب البرازيلي.
أما المنتخب البلغاري، فقد حصد ثلاث نقاط فقط بعد خسارتين وفوز واحد، ولكنه تأهل كأحد أفضل المنتخبات التي حقّقت المركز الثالث في مجموعاتها. ثم هزم نظيره المكسيكي بركلات الترجيح، ثم صدم العالم بالفوز على المنتخب الألماني بهدفين مقابل هدف، قبل أن يخسر بصعوبة من المنتخب الإيطالي.
وفي الأخير، حقّق المنتخب السويدي المركز الثالث في البطولة، عندما فاز على نظيره البلغاري بأربعة أهداف نظيفة.
