أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الخميس، أن بلاده ليست ضمن أي محور أو تحالف في المنطقة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في بغداد قبل مشاركته في القمة التي تستضيفها السعودية بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي، فضلاً عن مصر والأردن والولايات المتحدة الأميركية.
وقال الكاظمي وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء العراقية الرسمية: "موقف العراق من القضية الفلسطينية ثابت وواضح، ونحن لسنا ضمن أي محور أو تحالف في المنطقة".
وأضاف: "العراق يحافظ على سياسته المتوازنة مع جيرانه ومحيطه منطلقًا من مبادئه الوطنية والإنسانية".
وكانت قوى سياسية طالبت الكاظمي بعدم المشاركة في القمة، معتبرة أنها تأتي ضمن سياسة المحاور ضد إيران.
"العراق أولًا"
وشدد الكاظمي على ذلك بالقول: "العراق أولاً، هذه سياستنا وشعارنا، ويحاول البعض أن يشير إلى مخاوف وهمية ويمنعنا من بناء علاقاتنا مع أشقائنا، وكأنما العراق ليس في قلب التاريخ ولا هو ملتقى الحضارات منذ آلاف السنين".
وأردف أن العراق "في موقع إستراتيجي لا يسمح له إلا أن يكون فعالاً وفي تكامل مع الآخرين، وأن تكون علاقاته جيدة مع إخوته وجيرانه وأصدقائه؛ من أجل مصلحة العراقيين".
وأشار الكاظمي إلى أن "مؤتمر السعودية سيناقش التعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة والتحديات التي أنتجتها جائحة كورونا، وأزمة الأمن الغذائي، وكذلك التغير المناخي".
وتابع: "الأحاديث الأخرى عن أهداف القمة هي محاولة للتشويش ولا صحة لها إطلاقًا، وهي محاولة لإبعاد العراق عن الدور البارز الذي يلعبه في المنطقة وأن تقوم هذه الحكومة بمهامها في خدمة الشعب، وجلب الاستثمارات والدعم لصالح العراق".
وكان رئيس الوزراء العراقي أعلن الأربعاء، مشاركته في القمّة التي تستضيفها السعودية بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت.
وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أن المشاركة في هذه القمة "استمرار لالتزام الحكومة بمنهج تطوير العلاقات الدبلوماسية، وحرصها على حفظ مكانة العراق الدولية، مع التمسك بمبدأ الاعتدال، وحفظ التوازن، والابتعاد عن سياسة المحاور والتحالفات".
تحالف عسكري في الشرق الأوسط
وشهدت الآونة الأخيرة تداول خبر حول الاستعداد لتشكيل تحالف عسكري في منطقة الشرق الأوسط بقيادة واشنطن يضم إسرائيل ودولًا عربية.
وبحسب تقارير أميركية وإسرائيلية، تسعى إدارة بايدن إلى عقد اتفاقية أمنية للدفاع المشترك تشمل كلًا من إسرائيل و6 دول عربية "لمواجهة التهديدات الإيرانية".
وأفاد تقرير للقناة 12 الإسرائيلية، أنه بموجب التحالف ستكون كل دولة من الدول المنضوية ضمنه ملزمة بتبليغ الدول الموقعة على الاتفاقية عن أي هجوم إيراني يمر عبر أجوائها ويستهدف إحدى الدول التي تشارك في التحالف الأمني.
إلا أن كلًا من وزير الخارجية المصري ووزير الخارجية الأردني نفيا وجود أي حديث عن تحالف عسكري تكون إسرائيل جزءًا منه، مع التأكيد أن هذا الموضوع ليس على أجندة زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة.
وفي حديث سابق لـ"العربي"، رأى أستاذ العلوم السياسية سيف عبد الفتاح أن التحالف الذي يتم الحديث عنه هو عبارة عن نسخة جديدة لما يسمى "صفقة القرن" التي تعنى بإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط من جديد، خاصة بعد أن قامت واشنطن منذ فترة بما يسمى "سياسات وإستراتيجيات إعادة التموضع في هذه المنطقة"، التي كشفت عن سياسات أميركية جديدة فيما يتعلق بصفقة القرن، في محاولة لتأمين إسرائيل من جهة، وإقناع الدول الرئيسية في الشرق الأوسط بأن عليها اتباع النصائح الأميركية من جهة أخرى.
ويُجري الرئيس الأميركي جو بايدن جولة شرق أوسطية في الفترة بين 13 و16 يوليو/ تموز الجاري، تشمل إسرائيل وفلسطين والسعودية حيث يختتمها بقمة أميركية عربية.