الأحد 17 نوفمبر / November 2024

قبل وثائق الحرب على أوكرانيا.. تسريبات استخبارية هزّت تاريخ أميركا

قبل وثائق الحرب على أوكرانيا.. تسريبات استخبارية هزّت تاريخ أميركا

شارك القصة

نافذة إخبارية تسلط الضوء على تحقيق للبنتاغون حول تسريب وثائق سرية للغاية بشأن الحرب في أوكرانيا (الصورة: غيتي)
من تسريبات وكالة الأمن القومي لإدوارد سنودن، إلى ويكيليكس وروبرت هانسن، تعدّدت التسريبات التي هزّت الولايات المتحدة على مر الزمن.

أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أمس الثلاثاء، مواصلة التحقيق في مصدر تسريب وثائق عسكرية ومخابراتية شديدة السرية، انتشرت على الإنترنت الأسبوع الماضي، وتضمّنت تفاصيل حول قضايا عديدة، من ضمنها الحرب في أوكرانيا.

بدوره، اعترف مدير وكالة الاستخبارات المركزية بيل بيرنز، في أول تصريحات علنية له منذ التسريب، أنّ القضية تمثّل مشكلة ملحة تتعامل معها وكالات الاستخبارات الأميركية.

وتقدّم الوثائق المسرّبة التي لم يؤكد المسؤولون بعد صحتها كما لم يكشفوا عن مصدرها، معلومات مثيرة للاهتمام حول الحرب في أوكرانيا، على غرار تفاصيل حول الدعم العسكري الأميركي والغربي لأوكرانيا، وقيام الولايات المتحدة بالتجسّس على القادة الروس والأوكرانيين لمراقبة سير الحرب، وكيفية تتبّع الولايات المتحدة للتحركات العسكرية الروسية باستخدام الأقمار الصناعية.

ويُعتبر تسريب هذه الوثائق أحد أكبر الخروقات العسكرية والاستخباراتية في تاريخ الولايات المتحدة خلال عقد من الزمن، إذ سبقتها تسريبات استخباراتية أخرى هزّت تاريخ الولايات المتحدة.

وسلّطت صحيفة "ذا هيل" الأميركية الضوء على أبرز هذه التسريبات وهي:

تسريبات وكالة الأمن القومي لإدوارد سنودن

عام 2013، سرّب عميل الاستخبارات الأميركي إدوارد سنودن وثائق عن مراقبة الحكومة الأميركية ملايين الأميركيين سرًا من خلال برنامج مراقبة أطلقته بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

وكشفت تسريبات سنودن حجم الرقابة الأميركية على المواطنين العاديين، بما في ذلك التجسّس على مكالماتهم الهاتفية، ورسائلهم الإلكترونية، ومحادثاتهم عبر شبكة الإنترنت، وأن الأمر لم لا يقتصر على التهديدات الإرهابية المحتملة.

كما فضحت الأعداد الهائلة من الوثائق السرية قضية تنصّت واشنطن على عدد من مكاتب الاتحاد الأوروبي، والتجسّس على 38 سفارة أجنبية على الأقل، ما أدى إلى إحراج إدارة الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما، وتوتير علاقاتها بدول عديدة من بينها دول حليفة.

وأثارت الوثائق عالية السرية التي سربها سنودن قلقًا جديدًا عند الأميركيين بشأن بصمتهم الرقمية وبياناتهم الشخصية، وهي معركة لا تزال مستمرة حتى اليوم.

ويكيليكس: كشف سجلات حرب العراق

عام 2010، نشر موقع "ويكيليكس" الالكتروني الذي أسّسه جوليان أسانج، عددًا هائلًا من الوثائق العسكرية السرية المسرّبة، التي تُوضح تفاصيل ممارسات القوات الأميركية وقوات التحالف خلال الحرب الأميركية على العراق في الفترة ما بين عامي 2004 و2009.

وضمت التسريبات حوالي 400 ألف وثيقة تراوحت بين تقارير وسجلات أعدها جنود شاركوا في الحرب على العراق.

وقدّمت التسريبات واحدة من أكثر النظرات الواقعية في الصراع، وحقائق مقلقة عن الحرب، من بينها مقتل 66 ألف مدني عراقي بحلول عام 2009، أي أكثر من 60% من الضحايا الذين لقوا حتفهم خلال الحرب. كما أظهرت أن المئات من الضحايا المدنيين قتلوا على أيدي قوات التحالف.

كما كشفت عن انتهاكات جسيمة في السجون، ارتكبتها القوات الأميركية بحق السجناء العراقيين، حتى بعد الإبلاغ عن انتهاكات واسعة النطاق تعرّض لها المعتقلون في سجن أبو غريب في المراحل الأولى من الحرب.

وساهمت التسريبات في إضعاف التأييد العام للحرب، والذي كان قد بدأ يتضاءل بالفعل بعد القرار الأولي بغزو البلاد عام 2003.

روبرت هانسن: جاسوس الاتحاد السوفياتي

عام 1976، انضمّ روبرت هانسن للعمل في مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي كعميل سري. وطوال 25 عامًا قضاها في مكتب التحقيقات الفدرالي وسلطات إنفاذ القانون، تجسّس هانسن على الحكومة الأميركية لصالح الاتحاد السوفياتي وأجهزة المخابرات الروسية.

يقضي هانسن عقوبة بالسجن مدى الحياة في أحد سجون ولاية كولورادو الأميركية
يقضي هانسن عقوبة بالسجن مدى الحياة في أحد سجون ولاية كولورادو الأميركية- غيتي

عمل هانسن جاسوسًا للاتحاد السوفياتي طوال فترة الحرب الباردة من دون أن ينتبه إليه أحد. ونظرًا لوظيفته في مكتب التحقيقات الفدرالي، تمكن هانسن من الوصول للكثير من المعلومات السرية. وقد باع آلاف الوثائق والمعلومات السرية للاستخبارات السوفياتية والروسية.

وتضمّنت تلك الوثائق تفاصيل الخطط العسكرية الأميركية، والإستراتيجيات التي وضعتها تحسبًا لاندلاع حرب نووية، وتقنيات الأسلحة الأميركية.

وأشارت تقارير إلى أن هانسن حصل على 1.4 مليون دولار من النقد والألماس مقابل بيع تلك المعلومات لروسيا والاتحاد السوفياتي على مدى سنوات.

وعام 2000، اعتقلت السلطات الأميركية هانسن، بعد تلقيها معلومات من روسيا تشير إلى أنه جاسوس لموسكو. وكان وقتئذ على وشك التقاعد.

وفي وقت لاحق من العام ذاته، أقرّ هانسن بذنبه في 15 تهمة تجسس، ويقضي الآن عقوبة بالسجن مدى الحياة في أحد سجون ولاية كولورادو الأميركية.

أوراق البنتاغون

عام 1971، وخلال عمله متعاقدًا عسكريًا مع وزارة الدفاع الأميركية، سرّب المحلل العسكري دانيال إلسبيرغ دراسة بالغة السرية للوزارة عن حرب فيتنام، عُرفت باسم "أوراق البنتاغون"، إلى صحيفتي "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست".

أسقط القضاء التهم التي وُجهت لإلسبيرغ بكشفه أسرار الدولة
أسقط القضاء التهم التي وُجهت لإلسبيرغ بكشفه أسرار الدولة- غيتي

وتوضح الوثائق بالتفصيل تورّط واشنطن منذ عقود في فيتنام، والخطوات التي اتخذها رؤساء الولايات المتحدة المتعاقبون، بما في ذلك هاري ترومان، ودوايت أيزنهاور، وجون كينيدي، وليندون جونسون، لإثارة الصراع في المنطقة سرًا وعلنًا. وتثبت صحة العديد من الانتقادات المناهضة للحرب.

وأثار تسريب الوثائق، المكوّنة من 7 آلاف ورقة، ضجة كبرى في الولايات المتحدة آنذاك، ما دفع الإدارة الأميركية لإصدار قرار بوقف نشر تلك الوثائق بدعوى مسها بأمن البلاد، ما أدى إلى واحدة من أضخم المعارك بين الحكومة الفيدرالية والصحافة.

في نهاية يونيو/ حزيران 1971، سمحت المحكمة العليا للصحيفتين بمواصلة نشر الوثائق تطبيقًا للبند الأول من الدستور الأميركي الذي يشدد على عدم المساس بحرية الإعلام وحق الشعب في المعرفة، ثم أسقط القضاء لاحقًا التهم التي وُجهت لإلسبيرغ بكشفه أسرار الدولة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close