الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

الوثائق السرية الأميركية المسربة.. هل خططت مصر لمساعدة روسيا في الحرب؟

الوثائق السرية الأميركية المسربة.. هل خططت مصر لمساعدة روسيا في الحرب؟

شارك القصة

فقرة ضمن برنامج "بتوقيت مصر" تناقش ما تداولته الوثائق السرية الأميركية المسربة حول مساعدة مصرية لروسيا (الصورة: غيتي)
تم تسريب أكثر من 100 وثيقة سرية إحداها طالت مصر التي أكدت أن موقفها يقوم على عدم التدخل في الأزمة الروسية الأوكرانية، نافية صحة ما تم تداوله.

نفى البيت الأبيض أن تكون واشنطن على علم بمسألة تزويد مصر لروسيا بأسلحة فتاكة، وفق ما جاء في الوثائق السرية الأميركية المسربة.

ويأتي التصريح الأميركي بعد وثيقة مسربة من البنتاغون تحدثت عن أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان ينوي تزويد موسكو سرًا بـ40 ألف قذيفة خلال حربها الأخيرة على أوكرانيا. 

وفتحت وزارة العدل الأميركية تحقيقًا بشأن عملية تسريب أكثر من 100 وثيقة سرية للغاية تتضمن عملية تقييم وتقارير استخباراتية، مع جداول زمنية وعشرات الاختصارات السرّية المرتبطة بالحرب في أوكرانيا، وتحليلات أخرى.

الوثائق السرية الأميركية المسربة

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" كشفت أن إحدى الوثائق الأميركية السرية المسربة من البنتاغون أشارت إلى أن الرئيس المصري أمر بشحن آلاف الصواريخ والقذائف برًا إلى روسيا، وطالب وزير الإنتاج الحربي محمد صلاح الدين مصطفى بإبقاء الأمر سرًا لأنه "لا يريد مشاكل مع الغرب"، بحسب ما جاء الوثيقة المسربة. 

لكنّ وزارة الخارجية المصرية ردّت على ذلك بالقول إن موقف مصر يقوم على عدم التدخل في الأزمة الروسية الأوكرانية، نافية صحة ما تم تداوله.

من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، حامد فارس، في حديث إلى "العربي" من القاهرة، أن مصر ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/ شباط من العام الماضي، انتهجت سياسة الحياد الإيجابي، بل سعت إلى حل سلمي بين الطرفين، وهذا ما أكده الرئيس السيسي في مؤتمر كوب 27 الأخير أمام قادة أكثر من 120 دولة. 

وأوضح فارس أن "موقف مصر يأتي من انعكاسات الحرب السلبية عليها وعلى المنطقة العربية ككل، ولا سيما لناحية الأمن الغذائي، وبالتالي فإن مصلحة القاهرة بعيدة كل البعد عن أن تكون محسوبة على أحد الأطراف الدولية الثلاثة التي تتصارع على قيادة العالم".

ورأى أن "مصر منفتحة على كل ما يحقق مصالحها الإستراتيجية انطلاقًا من معادلة "رابح برابح"، فالقاهرة ليس لديها مصلحة بأن تكون محسوبة على أحد الأطراف، والعلاقات المصرية الأميركية هي علاقات متجذرة تاريخيًا، إذ لا يمكن للقاهرة التضيحة بها من دون أي فائدة مرجوة".

وأعاد فارس التذكير بسلسلة تقارير أميركية لم تثبت صحتها، بدءًا من الوثائق التي تحدثت عن حيازة العراق لأسلحة الدمار الشامل والتي دفعت بالولايات المتحدة لاحتلال بغداد، وغيرها من الشواهد. 

"ردّ الجميل السابق"

وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، قد وصف التقارير عن الصفقة بين موسكو والقاهرة بأنها "ملفقة ومضللة"، مضيفًا أنه يجب التعامل معها على هذا الأساس فقط. 

بدورها، أكدت مديرة معهد نيو لاينز للإستراتيجيات والسياسات، كارولين روز، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، أن ما هو خطير في الوثائق المسربة يكمن في حديث منسوب لوزير الإنتاج الحربي المصري، الذي اعتبر أن مساعدة موسكو بتلك الأسلحة هي "أقل ما يمكن فعله لرد الجميل السابق" من دون أن يحدد ماهية هذه العلاقة، وفق ما نقلت الوثائق.

واعتبرت روز أنه مع انكفاء نسبي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، تسعى مصر لتعزيز الأواصر الديبلوماسية مع عدد من الأطراف الدولية، الأمر الذي قد يبدو مقلقًا لواشنطن التي لا ترغب بصفقات تجري في "أروقة مظلمة". 

"الالتفاف على العقوبات"

وقالت إن روسيا تسعى للالتفاف على العقوبات المفروضة عليها، بالبحث عن منافذ لها في الشرق الأوسط واستغلالها مع شركائها هناك. 

وكان تقرير سابق، نشرته وكالة بلومبرغ في أغسطس/ آب الماضي، قد رصد تسلم ميناء الحمراء النفطي المطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​بمصر شحنة كبيرة من النفط الروسي، وفقًا لبيانات تتبع السفن.

وأفاد التقرير حينها بأن الشحنة تضمنت 700 ألف برميل من النفط الروسي نقلت إلى ميناء الحمراء ​​في 24 يوليو/ تموز الماضي، مما زاد من التعتيم حول اتجاه شحنات النفط الروسية، منذ أن بدأ المشترون الأوربيون في تجنبها بعد الحرب على أوكرانيا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close