دعا الحاخام الأكبر السابق لإسرائيل يتسحاق يوسيف اليهود المتديّنين "الحريديم" إلى الاستمرار في رفض التجنيد في جيش الاحتلال، وتمزيق أوامر الاستدعاء للخدمة العسكرية.
ويأتي كلام يوسيف بعدما أعلن جيش الاحتلال أمس الثلاثاء، أنّه سيبدأ اعتبارًا من الأحد المقبل إصدار أوامر استدعاء لدفعة أولى من الخدمة العسكرية إلى آلاف من الحريديم، الذين يتمتّعون بإعفاء من التجنيد منذ عام 1949، على الرغم من الجدل والانقسامات التي أحدثها القرار في الداخل الإسرائيلي، في ظل خسائر توصف بالأسوأ منذ عقود في صفوف جيش الاحتلال الذي يُواصل حربه على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقالت هيئة البثّ الإسرائيلية إنّها حصلت على تسجيل صوتي ليوسيف يقول فيه إنّ "كل عالم توراة معفى من التجنيد، حتى الشخص العاطل الذي لا يدرس"، مضيفًا أنّ "مَن ينضمون إلى الجيش يفسدون. هناك مجندات وضابطات وألفاظ نابية، هناك أشياء فظيعة وغير لائقة. لا تذهبوا إلى هناك".
ودعا يوسيف كل شخص من الحريديم يتلقّى أمر استدعاء للخدمة العسكرية إلى أن "يمزّقه ولا يذهب (للتجنيد بالجيش)".
جلسة طارئة للكنيست
وفي تسجيل آخر نشره موقع "واينت" الإخباري، قال يوسيف: "كل الاحترام للجيش على جهوده، ونقدر ما يفعلونه، لكن بدون التوراة، إلى أين سنتجه؟! بدلًا من تخصيص المزيد من الميزانيات للمدارس الدينية، يصدرون مسودات إشعارات (أوامر استدعاء للتجنيد)".
وقال: "إنّ الحريديم مع التوراة، ولن يخاف من الجيش. وإذا أخذوه إلى السجن، فسيذهب معه رئيس مدرسته الدينية"، مضيفًا: "من المؤسف أنّهم لا يفهمون هذه الأشياء. لقد حمتنا التوراة عبر الأجيال".
بدورها، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست يولي إدلشتاين دعا لعقد جلسة طارئة اليوم لمطالبة الجيش بتوضيحات عن إعلانه استدعاء الحريديم للخدمة العسكرية.
ويُشكّل الحريديم نحو 13% من عدد سكان إسرائيل البالغ نحو 10 ملايين نسمة، ولا يخدمون في جيش الاحتلال، ويقولون إنّهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة بالمعاهد الدينية، ويعتبرون أنّ الاندماج بالعالم العلماني يُهدّد هويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم.
وحاليًا، يتمكّنون عند بلوغ 18 عامًا (سن الالتحاق بالخدمة) من تجنّب التجنيد عبر الحصول على تأجيلات متكرّرة لمدة عام واحد بحجة الدراسة بالمعاهد الدينية، حتى وصولهم إلى سن الإعفاء من التجنيد (26 عامًا حاليًا).
ومنذ أشهر، يُعاني جيش الاحتلال عجزًا في عدد أفراده، في ظل حربه المتواصلة على قطاع غزة، وعملياته المكثّفة في الضفة الغربية المحتلة، وقصفه المتبادل على جبهة لبنان منذ 8 من الشهر نفسه.
وخشية انهيار ائتلافه الحكومي المنقسم بشأن تجنيد الحريديم، حاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تمرير مشروع قانون قديم يُحافظ للحريديم على الإعفاء من الخدمة العسكرية، لكنّ المحكمة العليا قطعت عليه الطريق بإصدار قرار غير مسبوق.
ففي 25 يونيو/ حزيران الماضي، قرّرت المحكمة إلزام الحريديم بالتجنيد في الجيش، ومنع المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.