انتقدت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة وبريطانيا اليوم الخميس لمساعدتهما في تدريب القوات المسلحة الأوكرانية، وهو ما وصفته بأنه يأتي في إطار "الحرب الهجينة" التي تشنها الدولتان العضوان في حلف شمال الأطلسي "الناتو" على روسيا.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في إفادة صحفية: إن "واشنطن زودت أوكرانيا بمدربين يساعدون قواتها على استخدام أنظمة هيمارس الصاروخية".
وأشارت إلى أن الصواريخ، التي تتمتع بمدى أطول ودقة أعلى من أسلحة المدفعية الأخرى، تُستخدم "على نطاق واسع" من قبل القوات الأوكرانية.
وأضافت زاخاروفا: أن "القوات الأوكرانية تستخدم صواريخ هيمارس التي حصلت عليها من الولايات المتحدة في كل مكان".
وتابعت قائلة: إن واشنطن "أرسلت سرًا مدربين" إلى أوكرانيا لمساعدة قواتها في تعلم كيفية استخدام الأسلحة الجديدة وتوجيهها، مما أدى إلى قصف أهداف مدنية في المناطق التي تسيطر عليها روسيا.
من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة إنه سيتم نشر ثمانية من أنظمة هيمارس في أوكرانيا بحلول منتصف يوليو/ تموز. وتقول كييف إنها استخدمت الصواريخ بالفعل لتدمير العديد من مستودعات الذخيرة الروسية في شرق أوكرانيا.
"حرب هجينة"
كما انتقدت زاخاروفا قرار بريطانيا استقدام مئات من العسكريين الأوكرانيين إلى أراضيها للتدريب على الأسلحة. وقالت: إن المبادرة البريطانية الجديدة لتدريب ما يصل إلى عشرة آلاف جندي أوكراني خلال الأشهر المقبلة جزء من "الحرب الهجينة" التي يشنها الغرب على موسكو.
وفي إطار دعم لندن لكييف منذ بدء الهجوم الروسي، كانت وصلت أول مجموعة من الجنود الأوكرانيين إلى المملكة المتحدة لتلقي التدريب، حسبما أعلنت الحكومة البريطانية السبت.
وصرّح وزير الدفاع البريطاني بن والاس في بيان: "هذا البرنامج التدريبي الجديد والطموح هو المرحلة التالية من دعم المملكة المتحدة للقوات المسلحة الأوكرانية في حربها للتصدي للعدوان الروسي".
ووفقًا لوزارة الدفاع، تم حشد 1050 جنديًا بريطانيًا في هذا البرنامج الذي ينظم في مواقع عسكرية شمالي غرب وجنوبي غرب وجنوبي شرق المملكة المتحدة.
وستستغرق كل دورة أسابيع و"ستزود المجندين المتطوعين أصحاب الخبرة المحدودة أو المعدومة بالمهارات اللازمة ليكونوا فعالين في القتال على خط الجبهة" كما ذكرت وزارة الدفاع البريطانية في بيان.
ويشمل التدريب استخدام الأسلحة والإسعافات الأولية والتقنيات الميدانية والدوريات وقانون النزاعات المسلحة.
تساؤلات حول مضمون التدريب البريطاني
وتعليقًا على تلك التدريبات البريطانية لفائدة الجنود الأوكرانيين، رأى الباحث السياسي إلياس فرحات في حديث سابق لـ"العربي" أنّ الإعلان عن هذه الخطوة يثير التساؤل حول مضمونها، لا سيّما أن البيان البريطاني يشير إلى أنّ تلك التدريبات ستركز على استخدام مدافع هارتز الموجودة أصلًا في أوكرانيا، إضافة إلى "الإسعافات الأولية" وغيرها.
ولفت فرحات إلى أنّ التدريبات البريطانية لفائدة الجنود الأوكرانيين قد تكون مغايرة لتلك التي أعلن عنها وأنها قد تكون للتدريب على صواريخ "هاربون" المتطورة، لا سيّما أن معركة أوديسا تقترب أكثر فأكثر.
وحول جدوى تلك التدريبات في تغيير مجريات المعركة الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، اعتبر الباحث السياسي أنه "لا جدوى من تلك التدريبات بعد مرور نحو 140 يومًا على الحرب" وسيطرة موسكو على أجزاء كبيرة من الشرق الأوكراني.
قتلى وجرحى في فينيتسيا
في غضون ذلك، أسفر سقوط ثلاثة صواريخ روسية على وسط مدينة فينيتسيا وسط أوكرانيا عن مقتل 12 شخصًا بينهم طفل، وإصابة 25 آخرين، حسبما أفادت خدمة الطوارئ الحكومية في البلاد.
من جهته، قال قائد الشرطة الوطنية إيهور كليمنكو نقلًا عن معلومات أولية إن الصواريخ أصابت مبنى إداريًا، وألحقت أضرارًا بمبان سكنية قريبة، مما تسبب في حريق هائل امتد إلى مرأب سيارات وأدى إلى احتراق مركبات عدة.
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تطبيق تلغرام: "هناك جرحى وقتلى بينهم طفل صغير، ما هذا إن لم يكن عملًا إرهابيا صريحًا؟".
في المقابل، ولم تعلق وزارة الدفاع الروسية على الفور على التقارير الواردة من فينيتسيا. وتنفي روسيا، التي بدأت الهجوم على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط، استهداف المدنيين عمدًا.