الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

قتل وتشويه واغتصاب وخطف.. أرقام مفزعة لانتهاكات حقوق الأطفال

قتل وتشويه واغتصاب وخطف.. أرقام مفزعة لانتهاكات حقوق الأطفال

شارك القصة

شرح تفصيلي لـ"العربي" لتقرير الأمم المتحدة حول حجم الانتهاكات بحق الأطفال في مناطق النزاع (الصورة: الأمم المتحدة)
سجلت الأمم المتحدة في تقريرها السنوي عن الأطفال في مناطق النزاع أكثر من 24 ألف انتهاكٍ، في حين لم تدرج إسرائيل في "قائمة العار".

أفاد تقرير للأمم المتحدة بأن العنف ضد الأطفال في البلدان التي تشهد نزاعات مسلحة، والذي يشمل الأطفال المجندين والقتل والتشويه والاغتصاب والخطف، استمر على مستوى عالٍ في 2021، وهو العام الذي شهد ارتفاعًا في العنف الجنسي.

في المقابل، رأت منظمات غير حكومية أن ثمة تقليلًا من شأن الجرائم الإسرائيلية.

فقد سجلت الأمم المتحدة في تقريرها السنوي عن الأطفال في مناطق النزاع، أكثر من 24 ألف انتهاكٍ موثق عام 2021، في حين يرجح أن تكون الأرقام على أرض الواقع أعلى بكثير.

انتهاكات جسيمة في 21 دولة

وذكر التقرير أن أكثر من 5 آلاف فتاة، وأكثر من 13 ألف فتى كانوا ضحايا لانتهاكات جسيمة في 21 دولة ومنطقة، بحيث وقع ما لا يقل عن 1600 من هؤلاء الأطفال ضحايا لتعديات متعددة.

إلا أن المقلق هو أن حالات الاغتصاب والاعتداء الجنسي والخطف ارتفعت بـ 20%، كما ازداد عدد الهجمات على المدارس والمشافي بنسبة 5%.

ورغم أن 70% من المتضررين هم فتيان إلا أن نسبة الفتيات في ارتفاع مستمر وأغلبهن ضحايا اعتداءات جنسية رغم النقص الشديد في حالات الإبلاغ خوفًا من الوصم الاجتماعي والانتقام والأعراف الاجتماعية الضارة وغيرها، وفق الأمم المتحدة.

أفغانستان.. تشويه وقتل

وفي أفغانستان وحدها يرصد التقرير أكثر من 2500 انتهاك، وتحققت الأمم المتحدة من تشويه أكثر من 1700 طفل، ومقتل 600.

كما رصدت انتهاكات جنسية لأطفال وتجنيد قسري للقتال.

سوريا.. أكثر من 2000 انتهاك جسيم بحق الأطفال

أما في سوريا، فتحققت الأمم المتحدة من 2271 انتهاكًا جسيمًا بحق الأطفال، كما جند واستقدم قرابة 1300 طفل على يد قوات الصراع المختلفة.

ووثقت مقتل 424 طفلًا سوريًا، إلى جانب تشويه 474 آخرين بالإضافة إلى 45 هجومًا على 28 مدرسة و17 مستشفًى.

اليمن.. اعتداءات جنسية طالت فتيان

كذلك هي الحال في اليمن، التي سجل فيها أكثر من 2700 انتهاك خطير شملت أكثر من 800 طفل، حيث قتل 201 طفل وجرح 480 آخرون.

وارتكبت مختلف الأطراف المتصارعة في اليمن 11 اعتداءً جنسيًا من بينها 6 ضد فتيان و5 على فتيات.

العراق.. أكثر من 200 انتهاك

أما في العراق، فتحققت الأمم المتحدة من وقوع 288 انتهاكًا جسيمًا شملت 167 خلال عام 2021.

فقد قتل 72 طفلًا وجرح 87 على أيدي مختلف أطراف الصراع.

ليبيا.. احتجاز أطفال وأمهات

وفي ليبيا، رصد 63 انتهاكًا ضد 52 طفلًا، كما احتجز 125 طفلًا وأمهاتهم من قبل القوات والمليشيات المختلفة في شرق البلاد وغربها.

كما تم التحقق من ارتكاب عنف جنسي طال 7 فتيات.

لبنان.. انتهاكات ضد 51 طفلًا

إلى لبنان، سجلت الأمم المتحدة 55 انتهاكًا ضد 51 طفلًا، كما جند 32 فتًا في حين قتل 9 أطفال وجرح 10 آخرين.

ورصدت هذه الانتهاكات خلال اشتباكات مسلحة أو بذخائر من مخلفات الحرب.

السودان.. اغتصاب وقتل

عربيًا أيضًا، أكدت الأمم المتحدة وقوع 202 انتهاكًا ومقتل 54 طفلًا وجرح 112 آخرين، على يد القوات الحكومية ومختلف الفصائل المعارضة.

كما اغتصب فتى واحد و16 فتاة، أثناء عمليات اغتصاب جماعي وفردي، بينما اختطفت القوات المسلحة السودانية فتاةً بغية اغتصابها شمالي دارفور.

فلسطين.. حذف إسرائيل من قائمة العار 

وفي فلسطين، رصدت الأمم المتحدة 2934 انتهاكًا جسيمًا في حق أكثر من 1200 طفل فلسطيني.

كذلك تحققت المنظمة الأممية من اعتقال جيش الاحتلال الإسرائيلي 637 طفلًا فلسطينيًا تعرض 85 منهم لسوء معاملة وعنف جسدي.

في حين أكد ثلاثة أرباعهم وفق التقرير أنهم تعرضوا لعنف بدني، وقتل جيش الاحتلال 86 طفلًا في الأراضي المحتلة، إلى جانب تشويه وجرح 1128 طفلًا أغلبهم على يد القوات الإسرائيلية والمستوطنين.

وسجل التقرير أيضًا، أكثر من 134 هجومًا على مراكز صحية ومستشفيات ومدارس.

إلا أن حذف إسرائيل من قائمة العار التي تدرج فيها أسماء الدول والمنظمات التي تقوم بانتهاكات جسيمة لحقوق الأطفال، أثار امتعاض منظمات حقوقية ومخاوف من معايير مزدوجة يدفع فيها الأطفال وحدهم الثمن باهظًا.

إفلات إسرائيل يهدد مصداقية الأمم المتحدة

ومن بيروت، يرى إيلي مخائيل خبير الطفولة بجامعة الدول العربية، أن تقرير الأمم المتحدة الأخير مهم جدًا لحقوق الإنسان وحقوق الطفل بالدرجة الأولى، قائلًا أنه منذ عام 2005 أوجدت الأمم المتحدة آلية لمراقبة ومتابعة الانتهاكات بحق الأطفال.

ويشرح مخائيل في حديث مع "العربي" أن هذه الآلية حددت 6 انتهاكات اعتبرتها جسيمة بحق الأطفال ويجب رصدها وفضح مرتكبيها، وهي: القتل، التشويه، الاستغلال الجنسي والعنف الجنسي، استهداف المدارس والمستشفيات، الخطف، ومنع المساعدة الإنسانية عن الأطفال.

وفي قراءة للتقرير الأخير، يقول خبير الطفولة بجامعة الدول العربية: "الواضح جدًا هو أن وتيرة هذه الانتهاكات هي في تزايد بجميع أنحاء العالم، وكأن الآلية المتبعة لم تردع حتى اليوم المرتكبين بحق الطفولة".

وعن عدم إدراج بعض المسؤولين في قائمة العار والتقليل من شأن ما يجري في فلسطين من قبل الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال، يعتقد ميخائيل أن هذا الأمر يقود مصداقية مثل هذه التقارير والأمم المتحدة ككل، خصوصًا مع وجود قوانين دولية ومواثيق إنسانية مصادق عليه من قبل معظم الدول يحمي الأطفال وضحايا الحروب.

ويردف: "هناك موجب أخلاقي وإنساني على الأمم المتحدة في إدراج إسرائيل ضمن قائمة العار لأنها تنتهك ومنذ سنوات طويلة وبأبشع الطرق حقوق الطفل الفلسطيني".

في السياق، أشار ميخائيل إلى أن هناك عددًا من المنظمات والجمعيات المناصرة لحقوق الطفل تطالب الأمم المتحدة بموقف صريح وعلني يدين انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي هذه.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close