أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، الأحد، تجنيد آلاف المقاتلين الجدد في صفوفها، خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإعادة تأهيل قدراتها العسكرية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي عدوانًا على غزة، أسفر عن عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء.
وفيما كشف أن القدرات البشرية لكتائب القسام بخير كبير، قال المتحدث باسم الكتائب أبو عبيدة: "تمكنا من تجنيد آلاف المقاتلين الجدد خلال الحرب، وتأهيل بعض القدرات المهمة وتجهيز الكمائن وتصنيع العبوات والقذائف، وإعادة تدوير مخلفات العدو".
وتابع في كلمة مصورة: "كتائبنا الـ24 مع فصائل المقاومة قاتلت على مدار 9 أشهر، من أقصى بيت حانون شمالًا، إلى أقصى رفح جنوبًا".
وأكد أبو عبيدة الحرص على وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وعدم القبول سوى برفع الظلم بحق الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن المقاومة قوية وتوجه ضربات شديدة للمحتل.
وفي خطابه الـ28 منذ بدء معركة طوفان الأقصى، قال أبو عبيدة: "نطمئن مجاهدينا وشعبنا أن طوفان الأقصى الذي بدأ من غزة هو من تلك المعارك التي ستحقق تحولات كبيرة".
وشدد أبو عبيدة على أن 9 شهور مضت منذ بدء معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر من العام الماضي، "ولا يزال شعبنا يتعرض للعدوان النازي الصهيو أميركي والإبادة الجماعية كعقاب له على تمسكه بأرضه ومقدساته وممارسته لحقه الطبيعي، بل واجبه في المقاومة لاسترداد حقوقه وطرد محتليه".
وأضاف: "9 أشهر نذكر بعدها العالم بأن طوفان الأقصى لم يكن بداية التاريخ لعملنا المقاوم ولا لعدوان الاحتلال، بل مثل الانفجار في وجه العدو لما سبقه من عقود قهر وظلم وطغيان من عصابات الصهيونية تجاه البشر والحجر والشجر والأرض والمقدسات".
وأشار إلى أن "ذروة العدوان بلغت مع حكومة صهيونية يراها العالم اليوم تجاهر بعدم الاعتراف حتى بوجود شعب فلسطيني، وتمارس التطهير والإبادة الممنهجة في الضفة والقدس وفي غزة، وتحرض على الوجود الفلسطيني داخل فلسطين المحتلة عام 48".
وقال أبو عبيدة: إن "فهم شعبنا لطبيعة هذه المعركة وعملية طوفان الأقصى هو ما تعكسه استطلاعات الرأي المستقلة التي أظهرت بعد شهور طويلة من العدوان كيف أن شعبنا في غزة والضفة يؤيد بشكل كاسح عملية طوفان الأقصى ويلتف حول مقاومته".
القسام: نقاتل بلا إمداد خارجي
وأضاف: "9 أشهر وما كلت مقاومتنا ولا لانت ولا استكانت، إذ لا زلنا نقاتل في غزة بلا دعم ولا إمداد خارجي بالسلاح والعتاد، ولا زال شعبنا يصمد بلا غذاء ولا ماء ولا دواء وتحت حرب إبادة مجرمة ظالمة".
وتابع: أبو عبيدة: "تدخل غزة التاريخ من أوسع أبواب المجد كأعظم نموذج حرية عرفته البشرية في العصر الحديث وكمدرسة ملهمة لكل حر ومقاوم وإنسان في العالم".
وأضاف: "يقاتل مجاهدونا ببسالة ويخرجون للعدو كما توعدناه من اليوم الأول للعدوان، فيقتلون ويصيبون جنوده في كل يوم رغم طول أمد المعركة وبشاعة العدوان، ورغم أننا نقاتل الجيش الأكثر نذالة ودناءة ولا أخلاقية في العالم".
وأشار إلى أن جيش الاحتلال يستخدم المدنيين دروعًا بشرية ويوهمهم بمناطق آمنة ثم يقصفهم فيها، ويقصف البيوت المدنية على رؤوس ساكنيها، ويستبيح المشافي والمنظمات الدولية والمدارس ومراكز الإيواء المدنية ويتعمد تدمير الآثار والمناطق التاريخية والمساجد والكنائس والمقابر والمكتبات لأنه يخاف من التاريخ الذي يخبره أنه لا مستقبل للغزاة وأنه سيذهب إلى مزابل التاريخ.
وشدد على أن كل هذا يحدث على مرأى ومسمع من العالم وعلى شاشات البث المباشر ليرى العالم من خلال غزة أكذوبة المنظمات الدولية وعجز قوانين حقوق الإنسان المزعومة وعوار العدالة الدولية الانتقائية.
معركة رفح ورسالة إلى أهالي المحتجزين
وأشار أبو عبيدة إلى أن "معركة رفح الجارية منذ نحو شهرين والتي يقدم فيها مجاهدونا بكل بسالة، وما يسطره مجاهدونا أيضًا منذ نحو أسبوعين في الشجاعية، وما رافق هذه العمليات من معارك مشتعلة في شمال القطاع ووسطه وجنوبه، هو أكبر دليل على بأس مقاومتنا وعنفوانها وعلى فشل العدو وتخبطه".
ونبه إلى أن كل العالم "يشهد خداع المجرم الفاسد بنيامين نتنياهو ووزير حربه، فقد كانوا يمنون جمهورهم ويخدعون العالم بأن معركة رفح هي الضربة القاضية وهي المحطة الفاصلة، فلم تكن معركة رفح سوى استكمال من العدو لسياسة التدمير الممنهج والمجازر ضد المدنيين".
واستدرك قائلا: "في المقابل، تلقى العدو ولا يزال جوابه من مجاهدينا ومقاومتنا في رفح قتلاً لجنوده وتدميرًا لآلياته وكمائن لقواته، وبالتوازي، فإنه يتلقى الضربات الموجعة في كل مكان يتوغل فيه من جديد، في محور وسط القطاع، المسمى نيتساريم، الذي سيكون محورًا للموت والرعب بإذن الله لجنود العدو المحتلين، وسيخرج منه العدو مندحرًا كما خرج من قبل بقوة الله تعالى".
وتوجه إلى أهالي الأسرى في غزة بالقول: "مصير أبنائكم يا جمهور العدو أصبح لعبة في يد رئيس حكومتكم ووزراء حكومته المهووسين بالتدمير والقتل".