طوّر باحثون من تايوان نظامًا ثلاثي الأبعاد، لاستنبات الخلايا بهدف المساعدة على تثبيط الخلايا الليفية في إطار علاج سرطان الرئة.
وبحسب دراسة جديدة، وجد باحثون أن مزج عقار "نينتيدانيب" المضاد للتليف مع عقار "سيس بلاتين" المضاد للسرطان يزيد من فعالية هذا الأخير.
ويسمح هذا النظام بتفاعلات الخلايا في ثلاثة أبعاد، على عكس بيئة الاستزراع ثنائية الأبعاد. وتكشف الدراسة أنّ إضافة العقار "نينتيدانيب"، ساهم بتحسين فعالية العقار المضاد للسرطان، سيسبلاتين، في وقف نمو وانتشار خلايا سرطان الرئة.
ويمكن أن يكون نظام الاستزراع المشترك مفيدًا لتقييم آثار تركيبات الأدوية على الأورام المتعلقة بتليف الأنسجة، مثل سرطان البنكرياس وسرطان الكبد وسرطان الفم، بحسب الباحثين.
ويخطط الباحثون لتطبيق هذا النهج على سرطان الفم، وإجراء مزيد من الدراسات لفهم أدوار الجينات في البيئة الدقيقة للورم، وتعزيز فهم تطور سرطان الرئة.
وتجمع الخلايا الليفية النسيج خارج الخلية وتشكّل الإطار الهيكلي للأنسجة، وتؤدي دورًا مهمًا في التئام الجروح وتحافظ على النسيج المكوّن من ألياف مثل الكولاجين.
السيطرة على المرض
وأكد المستشار في الأورام السرطانية، د.علاء شبلاق، أن تجارب الدراسة ما زالت مخبرية وتحتاج إلى المرور بالعديد من المراحل المختلفة لتصبح معتمدة، مشيرًا إلى أن التركيب العلاجي لن يكون شافيًا، بل هدفه السيطرة على المرض وانتشاره.
وقال شبلاق في حديث إلى "العربي" من الدوحة، إن النظام الثلاثي الأبعاد المطوّر قادر على دراسة تفاعل الخلايا ككتلة ويشكل تمثيلاً حقيقيًا للجسم ونتائجه أكثر مصداقية من دراسة الخلايا بتقنية ثنائية الأبعاد.
وعن إمكانية مساعدة هذا النظام في الشفاء مستقبلاً من السرطانات، رأى الطبيب أن هذه التقنية لا تزال "وليدة" حتى الآن ومن المبكر توقّع ذلك، لكن يمكن أن تساعد مستقبلاً في فهم كيفية تفاعل الخلايا السرطانية مع بعضها البعض، بحسب تعبيره.