قد يكون قاتلًا.. إليكم ما نعرفه عن التسمم المائي وأعراضه

يُعد الماء عنصرًا حيويًا لوظائف الجسم المختلفة وللمظهر الخارجي للبشرة. ويؤثر النقص في كميته على كثافة الدم ويسبب الصداع وقلة التركيز. كما يبدأ حينها الجلد في الترهل وتظهر علامات الجفاف. 

وبينما ينصح الأطباء دائمًا بالحرص على شرب الماء لضبط التوازن المطلوب داخل الجسم، لا سيما في فصل الصيف، إلا أن الإفراط في ذلك ربما يؤدي إلى اختلالات داخلية، قد تصل إلى حد إصابة الإنسان بما يسمى بـ"التسمم المائي".

ما هو التسمم المائي؟

أفاد تقرير عن الجمعية الألمانية للتغذية بأن تناول ما يزيد على 5 ليترات من الماء يوميًا يؤدي لعواقب وخيمة، ربما تصل إلى إصابة الإنسان بما يسمى بالتسمم المائي الذي قد يكون قاتلًا.

ويحصل التسمم المائي حين يتم إدخال كميات كبيرة من الماء إلى الجسم، بشكل يصعب على الكليتين فيه تصريف الماء الزائد عن حاجة الجسم في الوقت المناسب.

فالكلى لا تستطيع أن تخلص الجسم من كمية أكبر من نحو ليتر واحد من الماء كل ساعة. وعند تدفق كميات كبيرة من الماء على الجسم، تخفق الكلى في أداء وظيفتها على الوجه الأكمل ما يؤدي إلى التخفيف الحاد لتركيز الدم وتراجع معدل الصوديوم.

وتفيد المكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة، بأن شرب الكثير من الماء قد يؤدي إلى حدوث اضطراب في وظائف الدماغ. كما يمكن أن يؤثر على توازن المعادن والأملاح ذات الشحنات الكهربائية الموجودة في الدم والبول والأنسجة وسوائل الجسم الأخرى.

مقدار حاجة الجسم من الماء

إلى ذلك، أكدت دراسات طبية أن مقدار الحاجة إلى الماء يختلف من إنسان إلى آخر وفقًا للعمر والوزن والنشاط والوضع الصحي العام. فالإنسان يفقد يوميًا الماء من جسمه بعدة طرق، وهو في حاجة مستمرة لتعويض ذلك.

وينصح خبراء التغذية بعدم المبالغة في شرب الماء حتى في أشد الأيام حرًا. وحددوا أن القدر المناسب يعادل ليترًا ونصف ليتر من الماء يوميًا؛ يمكن زيادتها إلى 3 ليترات لمن يقومون بأعمال بدنية أو في أيام الصيف الحارة.

ما هي أعراض التسمم المائي؟

تشير المحاضرة في قسم تغذية الإنسان بجامعة قطر ريما تيم، إلى أن من أعراض التسمم المائي الدخول في مرحلة هلوسة وفقدان التوازن العقلي نوعًا ما.

وتحذر في إطلالتها من استديوهات "العربي" في لوسيل، من أن الأمر في حال استمراره لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى الوفاة.

وتذكر من الأعراض الأخرى انخفاض معدل الصوديوم في الدم، لافتة إلى خطورة الأمر لا سيما وأن الصوديوم مهم جدًا للتوازن الداخلي.

وتتحدث أيضًا عن تقيؤ وغثيان واضطرابات بالجهاز الهضمي مبدئيًا، وحصول تجمع للسوائل في الأطراف بشكل غير صحي، وكذلك في منطقة البطن.

وتقول إن أخطر الأعراض التي تظهر هي عند وصولها إلى الجهاز العصبي وخلايا الدماغ، أي حين يحصل انتفاخ بالسوائل داخل الخلايا ما يؤدي إلى ارتفاع الضغط داخلها وانفجارها.