الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

قرار مفاجئ.. فرنسا تحظر تعبئة أصناف من الفاكهة والخضر في أغلفة بلاستيكية

قرار مفاجئ.. فرنسا تحظر تعبئة أصناف من الفاكهة والخضر في أغلفة بلاستيكية

شارك القصة

يمنح المرسوم الفرنسي التجار 6 أشهر لاستخدام مخزون الأكياس البلاستيكية لديهم
يمنح المرسوم الفرنسي التجار 6 أشهر لاستخدام مخزون الأكياس البلاستيكية لديهم (غيتي)
يخوض دعاة حماية البيئة حملة منذ أمد طويل ضد مواد اللفّ البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد مع تفاقم التلوث على مستوى العالم.

دخل حظر على استخدام البلاستيك لتعبئة أصناف من الفاكهة والخضر حيز التنفيذ في فرنسا السبت، ما أثار استياء قطاع صناعة مواد التعبئة والتغليف.

ويخوض دعاة حماية البيئة حملة منذ أمد طويل ضد مواد اللفّ البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد مع تفاقم التلوث على مستوى العالم، وأيد الرئيس إيمانويل ماكرون الخطوة مدافعًا عن مقاربة "عمليّة".

ويغطي المرسوم الصادر في أكتوبر/ تشرين الأول على سبيل المثال استعمال البلاستيك لتعبئة أقل من 1,5 كيلوغرام من التفاح.

لكن لن يتم تطبيق النصّ كاملًا حتى عام 2026 ولا سيما للفواكه سريعة التأثر، للسماح للشركات بالتكيّف معه. كما منح التجار ستة أشهر لاستخدام مخزون الأكياس البلاستيكية.

"قرار مفاجئ"

لكن رئيس جمعية "انترفل" في قطاع الفاكهة والخضر لوران غراندين قال غاضبًا: إن "القرار مفاجئ.. لم تتم استشارتنا مطلقًا".

وأضاف في تصريح لوكالة فرانس برس أن التكاليف "عالية" بالنسبة للشركات الصغيرة التي ستضطر إلى الاستمرار في استخدام البلاستيك لحماية الصادرات ولا سيما إلى بريطانيا التي تعد مستوردًا رئيسًا للتفاح.

من جهتها، تنتج شركة "بومانجو" ما يصل إلى 40 ألف طن من التفاح سنويًا في وادي لوار، واستعملت بمبادرة منها مدى السنوات الثلاث الماضية تغليفًا كاملًا من الورق المقوى الذي تدعو فئات متزايدة من المستهلكين إلى استعماله.

لكن مديرها أرنو دي بوينوف أسف للتأثير "القوي جدًا" للتخلي عن البلاستيك نظرًا لكلفة أجهزة اللفّ بالورق "التي تتجاوز 100 ألف يورو" والتعبئة "الأغلى بنسبة 20 إلى 30%".

وأضاف بوينوف "نتحمل التكاليف ولكن في المقابل لا توجد زيادة في سعر البيع".

ولا يزال يتعين البحث عن بدائل من البلاستيك، وأسف غراندين لأن "القانون (غير مهتم) بالبدائل" وخصوصًا أن الملصقات غير القابلة للتحلل والتحول إلى سماد والموضوعة مباشرة على الطعام صارت محظورة أيضا مطلع يناير/ كانون الأول.

ولجأت مجموعة كازينو (متاجر كازينو وكارفور وغيرها) إلى بيع الطماطم في علب من الورق المقوى في العديد من متاجرها، ووفرت أيضًا أكياسًا ورقية وأخرى من مواد عضوية. 

"عقبة أمام التجارة"

ولتعويض النقص المحتمل في اهتمام العملاء بالتغليف الأقل شفافية، يعمل بعض المنتجين على إعلام زبائنهم بوضع علامات حول التغيير المقبل على المواد التي لا تزال ملفوفة في البلاستيك.

ويقول مسؤول التواصل في شركة أزورا نيكولا كالو: "يجب أن يعلم المستهلك أن الطماطم ستكون بالجودة نفسها".

من جانبها، تقول شركات التعبئة والتغليف بالبلاستيك إنها فوجئت بمرسوم 8 أكتوبر/ تشرين الأول، ولا سيما حظر استعمال البلاستيك المعاد تدويره.

وأفاد اتحاد إليبسو للمصنّعين: "لدينا أعضاء (..) سيتعين عليهم إيقاف جميع أنشطة تغليف الفاكهة والخضر، رغم أنهم يعملون منذ سنوات لإيجاد بدائل (..) من البلاستيك المعاد تدويره أو باستخدام كميات أقل من البلاستيك".

بدوره، قال تييري تشارلز مدير الشؤون العامة في اتّحاد بوليفيا الذي يضم 3500 شركة: "لا نقول إنه لا توجد مشكلة حاليًا في التلوث البلاستيكي (..) ولكن يجب أن يؤخذ الجميع في الحسبان".

وقدمت المنظمتان في 10 أكتوبر/ تشرين الأوّل طعنًا إلى مجلس الدولة على خلفية ما اعتبرتاه "تشويها" للسوق الأوروبية لأن الحظر ينطبق فقط على نقاط البيع في فرنسا.

كما انتقد منتجون أجانب المرسوم، مثل تعاونيات الصناعات الغذائية الإسبانية التي وصفته بأنه "عقبة أمام التجارة" مشككة في إمكان استبدال البلاستيك بسهولة "على المدى القصير".

وشدد تييري تشارلز على أن الحظر المفروض على البلاستيك يتعلق فقط بنقاط البيع وليس بنقل البضائع، معتبرًا أن القرار ينطوي على "نفاق".

ولم يصدر حتى الآن مجلس الدولة، وهو أعلى محكمة إدارية فرنسية، قرارًا في شأن الطعون التي تلقاها.

تابع القراءة
المصادر:
العربي- أ ف ب
Close