بعد اشتباكات استمرت لمدة ثماني ساعات، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، انتهاء عدوانه على مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال، أنه "بعد اشتباكات استمرت ثماني ساعات انتهت عملية الإخلاء والإنقاذ المعقدة، وغادرت القوات جنين".
وكان مراسل "العربي"، قد أفاد بانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مدينة جنين، بعد اقتحام استمر أكثر من 10 ساعات.
"العدوان على جنين"
وأسفرت العملية الإسرائيلية في جنين، عن استشهاد 5 فلسطينيين بينهم طفل، وإصابة العشرات، خلال المواجهات التي اندلعت مع قوات الاحتلال التي اقتحمت المدينة ومخيمها.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن الشهداء هم: الشاب خالد عزام عصاعصة (21 عامًا) من الحي الشرقي من مدينة جنين، والطفل أحمد يوسف صقر (15 عامًا)، وقسام فيصل أبو سرية (29 عامًا)، وقيس مجدي عادل جبارين (21 عامًا)، والشهيد الخامس أحمد دراغمة من محافظة طوباس والأغوار الشمالية.
في حين، أصيب 7 جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي، إثر تفجير عبوة ناسفة في مركبة عسكرية إسرائيلية مصفحة من طراز "الفهد" خلال اقتحام قوات الجيش لمدينة جنين.
وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال تقدر بـ120 آلية عسكرية معززة بطائرات "أباتشي"، قد اقتحمت صباح اليوم مدينة جنين ومخيمها، ونشرت قناصتها فوق بعض المنازل والبنايات المطلة على المخيم، خاصة في حيي الهدف والجابريات.
ودارت مواجهات عنيفة في عدة مناطق من جنين ومخيمها، أطلق جنود الاحتلال خلالها الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام، باتجاه الشبان، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات، بينها حالات حرجة، كما قصفت طائرة حربية من طراز "أباتشي" لأول مرة منذ عام 2002، أرضًا خالية في حي الجابريات من مدينة جنين.
المقاومة الفلسطينية تنفذ "كمينا محكما" ضد جيش الاحتلال في مخيم #جنين وطائرات الأباتشي الإسرائيلية تقصف المدينة لأول مرة منذ عام 2002👇#فلسطين تقرير: رشدي رضوان pic.twitter.com/isxor0iSXC
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 19, 2023
وفي هذا الإطار، أفاد مراسل "العربي"، بأن العملية الإسرائيلية في جنين هي أطول اقتحام للمنطقة ولمدن الضفة الغربية بشكل عام منذ سنوات طويلة، مشيرًا إلى أن الاقتحام استمر لمدة 10 ساعات، فيما استمرت الاشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال لـ8 ساعات.
وأوضح أن قوة عسكرية إسرائيلية خاصة وصلت بسيارة مدنية إلى "حي الهدف" على أطراف مخيم جنين، لتنفيذ عملية اعتقال لفتى فلسطيني.
وأضاف أن المقاتلين الفلسطينيين أبلغوا بأن هناك سيارة مشبوهة وصلت إلى أطراف مخيم جنين، ترافقها تعزيزات عسكرية إسرائيلية، ليتم بعد ذلك تفجير عبوة ناسفة كبيرة الحجم بالآليات الإسرائيلية، ما أدى إلى إعطاب واحدة منها من نوع "فهد" مصفحة ضد الرصاص وضد العبوات الناسفة الصغيرة، وهي تحمل أربعة عشر جنديًا إسرائيليًا.
وتابع إثر عملية تفجير العبوة الناسفة، بدأت الاشتباكات مع المقاتلين الفلسطينيين الذين أعطبوا أيضًا ست آليات عسكرية إسرائيلية شاركت في الاقتحام.
"حرب شرسة"
سياسيًا، تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت بالاستمرار "في اعتماد سياسة هجومية".
وقال: "نستخدم كل الوسائل المتاحة لنا لضرب العناصر الإرهابية أينما كانوا، ولن يكون هناك ملاذ للإرهابيين لا في جنين ولا في نابلس ولا في غزة"، حسب قوله.
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: إن "مجازر الاحتلال هدفها تفجير المنطقة والوضع الحالي لا يمكن استمراره وعلى المجتمع الدولي، والإدارة الأميركية خاصة، التدخل فورًا لوقف هذا الجنون الإسرائيلي".
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان ما وصفته بأنه "عدوان الاحتلال المتواصل" على جنين، قائلة: إنه يشكل "تصعيدًا خطيرًا في ساحة الصراع واستنجادًا إسرائيليًا رسميًا بدوامة العنف".
أما أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ فكتب في تغريدة "حرب شرسة ومفتوحة تشن ضد الشعب الفلسطيني سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا من قبل قوات الاحتلال".
وبحسب الشيخ: "نحن في أتون معركة شاملة على كل الجبهات، تتطلب وحدة شعبنا في مواجهة هذا العدوان".
ومنذ بداية يناير/ كانون الثاني، استشهد ما لا يقل عن 162 فلسطينيًا، في مواجهات وعمليات عسكرية وهجمات، حسب حصيلة لوكالة "فرانس برس" تستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.
ومنذ أكثر من عام يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات بالضفة الغربية تتركز في مدن نابلس وجنين بدعوى ملاحقة مطلوبين، ترافقها عادة مواجهات بين الطرفين وتبادل إطلاق للنار.
