قصف على بيت لاهيا ورفح ودير البلح.. شهداء وإصابات في ليلة دموية بغزة
أفاد مراسل "العربي" من غزة اليوم الأربعاء باستشهاد عدد من الفلسطينيين في غارات جوية إسرائيلية استهدفت بيت لاهيا، ودير البلح، ومدينة رفح في جنوب القطاع.
كما أشار مراسلنا أحمد البطة إلى أن غارة جوية استهدفت منزلًا في مدينة غزة، خلال الساعات الأولى من فجر اليوم، أدت لاستشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين، فيما لا تزال عمليات البحث تحت الأنقاض جارية.
وفي مخيم الشابورة بمدينة رفح، أسفرت غارة إسرائيلية على أحد المنازل عن استشهاد طفلين، فيما وصل عدد من الجرحى إلى مستشفى الكويت التخصصي.
وقال مراسل "العربي" أحمد البطة: إن المنزل المستهدف في المخيم صغير وقد دمره الاحتلال على رؤوس ساكنيه.
إلى ذلك، لفت البطة إلى أن المنطقة الشرقية من مدينة رفح تعرّضت لعدة غارات جوية وقصف مدفعي عنيف، مضيفًا أن بيت لاهيا في الشمال تعرضت بدورها لغارات جوية عنيفة.
وأفاد بأن الغارات على بيت لاهيا لم تسفر عن خسائر بشرية، لكنها خلفت دمارًا كبيرًا في الأبنية والممتلكات. وقال البطة إن الغارات تواصلت متسهدفة مخيم النصيرات في الوسط.
اجتياح رفح
تأتي تلك التطورات الميدانية، على وقع تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مجدّدًا عزمه اجتياح مدينة رفح، على الرّغم من التحذيرات التي وجّهها له عدد كبير من العواصم الغربية، بدءًا من واشنطن، وعدد أكبر من المنظمات الإنسانية التي تخشى أن يؤدّي اجتياح المدينة المكتظّة بالنازحين إلى وقوع خسائر جسيمة في صفوف المدنيين.
وفي هذا الصدد، أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم، بأنه سيتم الإعلان قريبًا عن "منطقة آمنة" وسط قطاع غزة للنازحين من رفح.
وأشارت إلى أن تلك المنطقة ستكون إلى جانب النصيرات والبريج قرب محور نيتساريم، متحدثة عن اتجاه لتوسيع منطقة المواصي لتصل خانيونس شرقًا ودير البلح شمال القطاع.
تحذيرات أممية
وكان مسؤول عمليات الإغاثة في الأمم المتّحدة مارتن غريفيث، قد حذر أمس الثلاثاء من أنّ اجتياح رفح، المكتظّة بأكثر من 1,5 مليون فلسطيني، سيكون "مأساة تفوق الوصف".
وقال منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتّحدة في بيان: إنّ "الحقيقة هي أنّ شنّ عملية برية في رفح سيكون ببساطة مأساة تفوق الوصف.
وأضاف أن "ما من خطة إنسانية بإمكانها أن تعكس هذا الواقع، وكلّ ما عدا ذلك هو مجرد تفاصيل"، مردفًا بأن "العالم ما انفكّ يدعو منذ أسابيع السلطات الإسرائيلية إلى تجنيب رفح (الاجتياح)، لكنّ عملية برية تلوح في الأفق القريب".
وأشار المسؤول الأممي الذي سيغادر منصبه في غضون أسابيع، إلى أنّه "بالنسبة لمئات الآلاف الذين فرّوا إلى أقصى جنوب قطاع غزة هربًا من المرض والمجاعة والمقابر الجماعية والمعارك المباشرة، فإنّ غزوًا بريًا سيؤدّي لمزيد من الصدمات والموتى".
وحذّر غريفيث: "بالنسبة للوكالات التي تكافح من أجل تقديم مساعدات إنسانية على الرغم من المعارك، والطرق غير القابلة للعبور، والذخائر غير المنفجرة، ونقص الوقود، والتأخير عند نقاط التفتيش والقيود الإسرائيلية، فإنّ غزوًا بريًا سيكون بمثابة ضربة كارثية". وأضاف: "نحن في سباق لدرء الجوع والموت، ونحن نخسر".
وعن وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، رأى غريفيث أنّ كمية هذه المساعدات لا تزال أقلّ بكثير من المطلوب، وحذّر من أنّ "هذه التحسينات الرامية إلى جلب مزيد من المساعدات إلى غزة لا يمكن استخدامها للتحضير، أو لتبرير، هجوم عسكري واسع النطاق على رفح".