تشكل مدن شمال قطاع غزة حجر عثرة في أي هجوم بري محتمل للاحتلال الإسرائيلي، حيث تعد المنطقة الأكثر كثافة سكانية، وهو ما جعل شمال القطاع تحت نيران القصف الإسرائيلي الذي أودى بحياة الآلاف من سكانه وشرد عشرات الآلاف في عدوان مفتوح يهدف إلى إخلاء المنطقة باتجاه الجنوب، بحسب دعوات وجهها جيش الاحتلال لأهالي المنطقة.
وإثر ذلك، يُدمر شمالي قطاع غزة على مرأى ومسمع من العالم بفعل العدوان الإسرائيلي، ويُقتل الآلاف ويُفرض على سكانه النزوح.
ورغم الانتقادات الدولية الخجولة لعملية التهجير القسري، يجدد الاحتلال دعواته لسكان المدينة إلى إخلاء منازلهم والتوجه جنوبًا، في دعوات تتماهى مع ما يسمى ببنك الأهداف الإسرائيلي.
وتركز القصف منذ بدايته على مناطق شمالي القطاع وصل حد تسوية بعضها بالكامل.
واستهدف القصف بيت حانون التي تبعد بضعة كيلومترات عن مستوطنة سديروت وتضم أكبر معبر بري يربط قطاع غزة بالأراضي المحتلة عام 1948، وبيت لاهيا التي تقع على مقربة من بعض المستوطنات الإسرائيلية السابقة، وجباليا التي استهدفت أحياءها ودمرت فيها المباني والمنشآت.
كما استهدف القصف حي الرمال الذي يبعد عن مركز مدينة غزة 3 كيلومترات فقط وأحياء أخرى مكتظة بالسكان.
استهداف مناطق شمالي القطاع التي تعد من أكثر المناطق السكنية كثافة في العالم، عبر سياسة الأرض المحروقة لجيش الاحتلال الذي يوصي بالتنقل للمناطق المفتوحة غربي خانيونس في منطقة المواصي، دعوات وصفتها منظمات غير حكومية بالعقاب الجماعي لمنطقة غير مأهولة لاستقبال النازحين أصلًا.
وتأتي الغارات الإسرائيلية الكثيفة على مدن شمال القطاع تمهيدًا للتحرك بريًا في قطاع غزة، بحسب ما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، بعد زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي وصفت بالداعمة لتل أبيب.
وقد تكون الحرب طويلة الأمد وقد تستغرق سنوات، بحسب تسريبات لوسائل إعلام إسرائيلية عن المداولات التي عقدت مع بايدن الذي أبلغه مجلس الحرب بأن التحرك البري في قطاع غزة أمر لا مفر منه، ما يضع سكان شمالي القطاع في أتون معركة هي الأكثر دموية في تاريخ مواجهة الغزيين للاحتلال.