منذ نحو أسبوع، تتعرّض محطة زابوريجيا في أوكرانيا لقصف، أثار مخاوف من وقوع كارثة نووية، وسط تبادل الاتهامات بين روسيا وأوكرانيا باستهداف المحطة النووية.
وقال رئيس بلدية زابوريجيا إن خطر وقوع كارثة نووية يزداد كل يوم، واصفًا ما يحصل بأنه "إرهاب نووي صريح، قد ينتهي بشكل لا يمكن التنبؤ به في أي لحظة".
وتتواصل الاتهامات بين الطرفين بشأن قصف محيط المحطة النووية، إذ اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات الروسية بالاختباء خلف مصنع المحطة لقصف بلدات تحت سيطرة الجيش الأوكراني، محذرًا من "الإبتزاز النووي الروسي"، ومستذكرًا كارثة محطة تشيرنوبيل التي كانت تحتوي على مفاعل واحد، بينما محطة زاباروجيا تضمّ ست وحدات للطاقة.
وكشفت الاستخبارات الأوكرانية أن إحدى الضربات الروسية أدت إلى تدمير جزئي لإدارة الإطفاء المسؤولة عن أمن محطة الطاقة النووية.
كما طالبت السلطات الأوكرانية والأمم المتحدة بإقامة منطقة منزوعة السلاح حول زابوريجيا، وانسحاب القوات الروسية التي تحتل الموقع منذ مارس/ آذار الماضي.
في المقابل، تتهم روسيا القوات الأوكرانية بالوقوف وراء الهجمات، وتقول إن أوكرانيا والدول الغربية يعرقلان وصول بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى الموقع.
وتعهّدت الخارجية الروسية بالقيام بما هو ضروري لتسهيل زيارة مختصي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوريجيا.
"مصلحة مشتركة بالحفاظ على سلامة المحطة"
وفي هذا الإطار، أسف روبرت كيلي، المدير السابق لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، للمقارنة التي أجرتها أوكرانيا لما يحصل في زاباروجيا بكارثة تشيرنوبيل، معتبرًا أن المزاعم الأوكرانية مبالغ فيها، وتهدف إلى إثارة الرعب من أزمة نووية.
وتعجّب كيلي، في حديث إلى "العربي"، من فيينا، من كيفية حصول الحكومة الأوكرانية على هذه المعلومات عن المحطة، خصوصًا وأن القوات الروسية قد سيطرت على هذه المحطة منذ مارس الماضي.
وأكد أن البلدين لديهما مصلحة في الحفاظ على سلامة المحطة النووية وعملها في توليد الكهرباء، لافتًا إلى أن تخريب المحوّلات عملية داخلية محلية.
"أي تسرّب إشعاعي سيغطي مليوني كم2"
من جهته، قال فولوديمير شوماكوف، الدبلوماسي الأوكراني السابق، إنه منذ بداية الحرب على اوكرانيا، تعرّضت كييف لابتزازات، حيث هدّدت موسكو باستخدام الأسلحة النووية والكيميائية، كما استخدمت الحبوب لإيجاد أزمة غذاء ومجاعة حول العالم.
وأضاف شوماكوف، في حديث إلى "العربي"، من كييف، أن الاتهامات لأوكرانيا بقصف المحطة عارية من الصحة.
وإذ أشار إلى أنه لا يوجد أي تسرّب إشعاعي من المحطة حتى الآن، أوضح أن موسكو كثّفت قصفها للمحطة منذ أسبوع وهناك تهديدات بقصف المحطة بشكل مباشر، محذرًا من أن التسرب الإشعاعي من المحطة سيغطي حوالي مليوني كيلومتر مربّع.
وأوضح أن الأولوية الحالية هي لدخول مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة، وإعلان المنطقة "حيادية".
"الحديث عن منطقة منزوعة السلاح خطر بحد ذاته"
بدوره، أوضح فيتشسلاف ماتوزوف، الدبلوماسي الروسي السابق، أن اتهام موسكو بقصف المحطة بما يؤدي إلى كارثة نووية دولية هو "مجرد كذب"، بخاصة وأن القوات الروسية تسيطر على المنطقة المحيطة بمحطة زابوريجيا منذ خمسة أشهر.
وقال ماتوزوف، في حديث إلى "العربي"، من موسكو، إن أحد الخبراء الذين شاركوا في بناء المحطة خلال حكم الاتحاد السوفيتي، أكد أنها محمية بقبتين، الأولى تحمي المفاعلات النووية، والثانية مصنوعة من الحديد المقوّى، وفي حال توقّفت الكهرباء عن المفاعل، فإنه يغلق تلقائيًا.
وشدد على ضرورة أن تكون المحطة تحت حراسة أمنية مشدّدة منعًا لاستخدامها من أي مجموعة إرهابية، ولذلك، فإن الحديث عن منطقة منزوعة السلاح قرب المحطة هو خطر بحد ذاته.