الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

قصف مستشفى للأطفال.. أوكرانيا تتهم روسيا بارتكاب "إبادة جماعية"

قصف مستشفى للأطفال.. أوكرانيا تتهم روسيا بارتكاب "إبادة جماعية"

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" تسلط الضوء على الوضع الإنساني والعمليات الميدانية المتواصلة في أوكرانيا (الصورة: غيتي)
وجهت أوكرانيا اتهامات إلى روسيا بارتكاب "إبادة جماعية" بعد قصفها مستشفى للأطفال في مدينة ماريوبول فيما يدخل الهجوم العسكري يومه الـ15.

اتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بارتكاب "إبادة جماعية" بعد قصفها مستشفى للأطفال في مدينة ماريوبول مما أدى إلى دفن مرضى تحت الأنقاض، فيما أحصت السلطات مقتل 1207 أشخاص منذ بدء الهجوم الروسي على المدينة الساحلية، فيما تصف موسكو هذه المزاعم بأنها "أخبار كاذبة".

وجاءت عملية القصف على الرغم من اتفاق لوقف إطلاق النار يتيح للسكان الخروج من مدينة ماريوبول المحاصرة منذ تسعة أيام، حيث يعد الهجوم أحدث واقعة قاتمة في العملية العسكرية الروسية التي بدأت قبل 15 يومًا.

وتقول السلطات الأوكرانية: إنّ الهجوم على المستشفى أسفر عن إصابة سيدات في حالة وضع وخلف أطفالًا بين الحطام، حيث أكد مجلس مدينة ماريوبول أن المستشفى تعرض للقصف عدة مرات، في ما وصفه البيت الأبيض بأنه "استخدام همجي للقوة العسكرية لملاحقة مدنيين أبرياء".

"إبادة جماعية"

وفي هذا الإطار، سأل الرئيس الأوكراني، في خطاب بثه التلفزيون في وقت متأخر أمس الأربعاء: "أيّ نوع من الدول هي روسيا الاتحادية التي تخشى المستشفيات، تخشى مستشفيات الولادة وتدمرها؟".

وكرر زيلينسكي دعوته إلى الغرب لتشديد العقوبات على روسيا "كي يجلسوا إلى طاولة المفاوضات لإنهاء هذه الحرب الوحشية". وقال: إنّ قصف مستشفى الأطفال "دليل على وقوع إبادة جماعية للأوكرانيين".

ووقع هذا الدمار في المنطقة على الرغم من تعهد روسيا بوقف إطلاق النار كي يتسنى على الأقل لبعض المدنيين المحاصرين الفرار من المدينة، حيث يحتمي مئات الآلاف في الملاجئ بدون مياه أو كهرباء منذ أكثر من أسبوع.

روسيا: أخبار كاذبة

في المقابل، وصفت روسيا مزاعم أوكرانيا بأن موسكو قصفت المستشفى بالـ "أخبار الكاذبة" لأن المبنى كان مستشفى سابق للولادة تسيطر عليه القوات الأوكرانية منذ فترة طويلة.

وكتب النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي على تويتر: "هكذا تولد الأنباء الكاذبة".

وقال بوليانسكي: إن روسيا حذرت يوم السابع من مارس آذار من أن المستشفى تحول إلى كيان عسكري يطلق منه الأوكرانيون النار.

الأمم المتحدة "قلقة للغاية"

أمّا مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فقد أكد أنه يتحقق من أعداد الضحايا في ماريوبول، حيث قالت ليزا ثروسيل المتحدثة باسم المكتب: "يزيد هذا الحادث من قلقنا العميق تجاه الاستخدام العشوائي للأسلحة في مناطق مأهولة وحصار مدنيين وسط أعمال قتالية نشطة في عدة مناطق".

واتهمت أوكرانيا روسيا بانتهاك وقف إطلاق النار حول المدينة الساحلية الجنوبية، حيث يقول مسؤولون وعمال إغاثة: إنّ إمدادات الغذاء والماء بدأت تنفد بعد أيام من القصف الروسي.

وقالت شركة "ماكسار تكنولوجيز" الأميركية: إنّ صورًا التقطت بالأقمار الصناعية في وقت سابق يوم الأربعاء تظهر أضرارًا جسيمة في المباني السكنية والمتاجر ومراكز التسوق في المدينة. وألقت روسيا باللوم على أوكرانيا في فشل عمليات الإجلاء.

صور عبر الأقمار الاصطناعية تظهر دمارًا في مدينة ماريوبول الساحلية (الصورة: غيتي)
صور عبر الأقمار الاصطناعية تظهر دمارًا في مدينة ماريوبول الساحلية (الصورة: غيتي)

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة فإن من بين أكثر من مليوني لاجئ إجمالًا من أوكرانيا، فرّ أكثر من مليون طفل من البلاد منذ بدء الهجوم الروسي في 24 فبراير/ شباط. وقُتل 37 طفلًا على الأقل وأصيب 50.

إجلاء نحو 48 ألف أوكراني

ونقلت وكالة أنباء "إنترفاكس" الأوكرانية أمس الأربعاء عن أحد كبار مساعدي الرئيس زيلينسكي قوله إنه تم إجلاء نحو 48 ألف أوكراني عبر ممرات إنسانية. ويؤكد مسؤولون أوكرانيون أنه رغم مغادرة البعض من مناطق معينة، فإنّ القوات الروسية تمنع حافلات من إجلاء مدنيين من بلدة بوتشا قرب كييف.

وتمّ إجلاء هؤلاء المدنيين بعدما توصّلت موسكو وكييف، أمس الأربعاء، إلى اتفاق على إقامة ممرّات إنسانية، في خطوة أعطت المدنيين العالقين تحت القصف في المدن المحاصرة أملاً بإمكانية خروجهم منها أحياء.

والثلاثاء تمّ إجلاء أكثر من 5000 مدني من مدينة سومي، التي يبلغ عدد سكانها 250 ألف نسمة وتقع بالقرب من الحدود الروسية.

لكنّ عمليات الإجلاء من مدينة ماريوبول الساحلية فشلت مرات عدّة في الأيام الأخيرة بعدما تقاذف طرفا النزاع المسؤولية عن هذا الفشل.

"9 أيام من الحصار"

ومساء الأربعاء أعلن رئيس بلدية ماريوبول أنّ 1207 مدنيين قتلوا في المدينة في تسعة أيام من الحصار والقصف.

وفي فيديو له على تطبيق تلغرام، قال رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشنكو: "تسعة أيام. تسعة أيام من الحصار المفروض على ماريوبول. تسعة أيام من القصف المستمر للسكان المدنيين. منذ تسعة أيام يعيش نصف مليون شخص من دون كهرباء أو ماء أو تدفئة أو اتصالات. منذ تسعة أيام المدينة معزولة عن العالم الخارجي. تسعة أيام: 1207 قتلى مدنيين في ماريوبول. تسعة أيام من الإبادة للسكان المدنيين".

وقال رئيس البلدية: "لن نسامح أبدًا. لن ننسى أبدًا. نحن صامدون. نحن شعب ماريوبول"، في حين ترزح المدينة تحت وطأة قصف عنيف للجيش الروسي.

وتضمّ هذه المدينة الصناعية ميناء رئيسيًا لأوكرانيا على بحر آزوف، وكان عدد سكانها يتخطى 450 ألف نسمة قبل بدء الهجوم الروسي.

مواصلة العمليات "الهجومية"

وفجر اليوم الخميس، أعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في إحاطتها عن التطورات الميدانية لغاية منتصف الليل بالتوقيت المحلّي (22:00 ت غ) أنّ القوات الروسية واصلت "عمليتها الهجومية" الرامية لتطويق كييف، كما شنّت هجمات على جبهات أخرى في مدن إيزيوم وبتروفسكي وخروتشوفاخا وسومي وأوختريكا وكذلك أيضًا في منطقتي دونيتسك وزاباروجيا.

وحذّر ائتلاف "لجنة الطوارئ للكوارث"، الذي يضمّ جمعيات إنسانية بريطانية، من أنّ ملايين المسنّين والمعوّقين في أوكرانيا هم اليوم عرضة "لخطر كبير" ويحتاجون إلى حماية لأنّهم عاجزون عن الفرار من مناطق القتال وقد يجدون أنفسهم بدون عون أو رعاية صحية إذا ما فرّ إلى أماكن أكثر أمنًا من يهتمّون بهم حاليًا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close