قصفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في وسط غزة خلال الليلة الماضية، فيما استهدفت القذائف مخيم يبنا وسط مدينة رفح جنوبي القطاع.
وقد جاء ذلك بعد سلسلة غارات طالت منازل وشقق سكنية في شمال مخيم النصيرات وفي منطقة خربة العدس شمال رفح، حيث استشهد 6 أشخاص من عائلة واحدة، بحسب مراسل "العربي" في دير البلح أحمد البطة.
مجازر إسرائيلية جديدة
كما استشهد 13 شخصًا في المحافظة الوسطى خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وفي شمال القطاع، أفاد مراسل "العربي" باستشهاد 10 أشخاص في مدرسة تؤوي نازحين كانوا قد هربوا من هول القصف من مناطق بيت لاهيا وجباليا.
ويأتي تصاعد عمليات الاحتلال الميدانية على وقع تفاقم الوضع الإنساني في ظل إغلاق المعابر بسبب العملية العسكرية في مدينة رفح، وانعدام وصول المساعدات لا سيما إلى مدينة غزة وشمال القطاع.
كما تواصل المنظومة الصحية في القطاع انهيارها وسط استهداف المستشفيات بشكل مباشر ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية.
وقد أخرج الاحتلال في الآونة الأخيرة مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح عن الخدمة عند بدء العملية العسكرية على المدينة، وفق ما أفاد مراسل "العربي". كما يُتوقع أن يخرج مستشفى الكويت عن الخدمة إذا ما وصلت الآليات العسكرية الإسرائيلية إليه.
مناورة إسرائيلية
وفي ظل حديث إسرائيلي عن استئناف المفاوضات بشأن صفقة تبادل أسرى مع حماس، يشير القيادي في الحركة أسامة حمدان إلى أن حماس لم تُبلّغ بأي جديد بشأن المفاوضات، لافتًا إلى أن ما ورد بشأن استئنافها جاء من جانب إسرائيل فقط.
واعتبر حمدان في حديث إلى "العربي"، أن الاحتلال يسعى لكسب الوقت والتضليل للتخلص من الالتزامات والقيود التي يفرضها قرار محكمة العدل الدولية.
ولفت حمدان إلى أن الحراك السياسي على مستوى العالم بات يثمر نتيجة واضحة. وقال: "بدلًا من أن ينجح العدو في تصفية القضية الفلسطينية كما كان يخطط، ها هو أمام واقع يعترف بحق الفلسطينيين في أن تكون لهم دولتهم الحرة والمستقلة وذات السيادة".
حماس "ليست بحاجة لمفاوضات جديدة"
وأكد حمدان أن حماس ليست بحاجة إلى أى مفاوضات جديدة، حيث يوجد مقترح وافق عليه الفلسطينيون بناء على ما قدّمه الوسطاء. وقال: "إذا كانت هناك جدية لدى الاحتلال فليقبل به".
ورأى القيادي أن "هذه المرحلة تمثّل امتحانًا للإدارة الأميركية في ما إذا كانت جادة في وقف هذه المجزرة، أم أنها ستواصل دعمها للكيان".
كما لفت حمدان إلى أن الحركة بذلت طيلة أربعة أشهر الجهود الممكنة لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني وسحب الاحتلال قواته من القطاع، وإغاثة شعبنا وإيوائه وإنهاء الحصار وإعادة الإعمار ثم تنفيذ صفقة تبادل الأسرى.
وأضاف: "لسنا بصدد مزيد من التفاوض"، لافتًا إلى أن الحديث عن المفاوضات الآن يمثل خطرين أساسيين؛ أولهما أنه بمثابة مكافأة للاحتلال بعد كل هذه الجرائم، والثاني أنه يساعد الاحتلال على التملص من قرار المحكمة الدولية.