في حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كانت المستشفيات هدفًا لعملياته العسكرية وما زالت.
في 17 أكتوبر، كان المستشفى الأهلي المعمداني أول المستشفيات المستهدفة، حيث أدت الغارات الإسرائيلية إلى استشهاد وجرح مئات الفلسطينيين.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، استهداف المستشفى الذي كان يؤوي مئات النازحين والمرضى. بينما اكتفى المتحدث باسم جيش الاحتلال بالقول إنّه لا تتوفر لديه تفاصيل بشأن ما حدث في المستشفى، في محاولة لإنكار الاستهداف.
واستمرّ استهداف المستشفيات والمراكز الصحية وقتل الفلسطينيين في قطاع غزة بعد ذلك. ففي 3 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، استهدف الاحتلال مجمع الشفاء الطبي في القطاع، واعترف إثر ذلك بقصف سيارة إسعاف أمام المجمع.
وفي نوفمبر أيضًا، استهدف الاحتلال عددًا من مستشفيات القطاع، منها القدس والنصر للأطفال، ومستشفى العيون، بالإضافة إلى مستشفى الرنتيسي التخصّصي للأطفال والمستشفى الإندونيسي.
كما اعتقل الاحتلال مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، الذي ما زال حتى الآن رهن الاعتقال والتعذيب.
وفي الخامس من نوفمبر، وقّع عشرات الأطباء الإسرائيليين على عريضة للمطالبة بقصف مستشفيات غزة.
إخلاء وقصف
وبعد شهر من بدء العدوان على غزة، كشفت بيانات منظمة الصحة العالمية أنّ إسرائيل نفّذت 229 هجومًا على مستشفيات ومراكز رعاية صحية في القطاع، ما أدى إلى مقتل أكثر من 500 فلسطيني من مواطنين ومرضى وأطقم طبية.
ووفقًا لمنظمة الصحة، أدى هذا الأمر إلى إخلاء عدد من مستشفيات شمالي قطاع غزة.
كما تعرّض محيط بعض المستشفيات للقصف.
ففي شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حاصرت قوات الاحتلال مستشفى العودة، بينما تعرّضت سيارة إسعاف لإطلاق نار بالقرب من المستشفى الأوروبي. وبحسب الأمم المتحدة، تعرّضت المنطقة المحيطة بالمستشفى لقصف متكرر.
ومع دخول عام 2024 واستمرار العدوان على غزة، أدى استهداف المستشفيات إلى محدودية تدفّق الإمدادات، ما دفع إلى إجلاء الطواقم الطبية من عدد من المستشفيات بسبب الخوف على سلامتها.
واعتبرت الأمم المتحدة أنّ الاستهدافات صارت مقدمة لكارثة ستُؤدي إلى توقّف مزيد من المستشفيات عن العمل.
أما اليوم، فأجبرت قوات الاحتلال النازحين على إخلاء مجمع ناصر الطبي في خانيونس، في تكرار لما حدث سابقًا في مستشفى الشفاء في مدينة غزة وغيره من المستشفيات.
ولم تكن الضفة الغربية بعيدة عن مسرح استهدافات المستشفيات، فقد هاجم الاحتلال مستشفياتها تزامنًا مع استهداف قطاع غزة.
فكان أبرزها مستشفى جنين الحكومي الذي تعرّض لحصار إسرائيلي، تخلّله توقيف مركبات الإسعاف وتفتيشها. إضافة إلى استهدافات شملت مستشفى ابن سينا التخصصي الذي تسلل إليه مستعربون لاغتيال جريح داخل المستشفى، ومستشفى الأمل والشفاء للولادة في جنين.
كما تكرّر المشهد في طولكرم حيث استهدف مستشفى طولكرم الحكومي، إضافة إلى مستشفى هوغو تشافيز في بلدة ترمسعيا شرقي رام الله.