في وقت دعت القوى الغربية بشكل مشترك إلى محاسبة النظام السوري على الهجوم الكيميائي "المروع"، شدّدت دولة قطر اليوم السبت على أن تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأخير، الذي خلص إلى مسؤولية هذا النظام عن الهجوم الشنيع على مدينة دوما بريف دمشق عام 2018 وأسفر عن مقتل 43 شخصًا، يكشف للعالم مجددًا بشاعة ووحشية النظام السوري.
وقال بيان لوزارة الخارجية القطرية: "إن التقرير يكشف بشاعة هذا النظام عديم الضمير والإنسانية ووحشيته، الذي مازال مستمرًا في سياسة المجازر المروعة والأرض المحروقة والمدن المدمرة، متجاوزًا جميع الخطوط الحمراء التي تفرضها الأخلاق، ويوجبها القانون".
تورط مباشر للنظام السوري
وأصدرت أمس الجمعة منظمة "حظر الأسلحة الكيميائية"، تقريرًا حمّلت خلاله قوات النظام السوري مسؤولية استخدام مادة الكلورين (غاز الكلور) في قصف مدينة دوما بريف دمشق في أبريل/ نيسان 2018، ما أسفر عن 43 قتيلًا وإصابة العشرات.
ثلاثة أعوام على هجوم #دوما الكيماوي، الذي قتل فيه أكثر من 40 مدنياً بينهم 12 طفلاً و15 امرأة بعد استهداف مروحيات نظام الأسد للمدينة باسطوانات محملة بمواد سامة، 7 نيسان من عام 2018 كان يوماً اختنقت فيها الأرواح وماتزال تختنق بانتظار العدالة. #DoNotSuffocateTruth#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/CFFKrWW0IK
— Raed Al Saleh ( رائد الصالح ) (@RaedAlSaleh3) April 7, 2021
وقالت المنظمة: إن "مروحية واحدة على الأقل من طراز أم أي-8/17 تابعة لقوات النظام انطلقت من قاعدة الضمير الجوية وكانت تعمل تحت سيطرة قوات النمر، أسقطت أسطوانتين صفراوين" في السابع من أبريل/ نيسان 2018. واستهدفت الأسطوانتان مبنيين سكنيين في وسط دوما، وفق المنظمة.
وقال رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فرناندو أرياس في بيان: "العالم يعرف الآن الحقائق". وأضاف: "الأمر متروك للمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات".
قطر تدعو لحل بسوريا وفقًا للقرارات الدولية
وعبّرت قطر في بيان الوزارة عن "دعمها الكامل للجهود الدولية الرامية إلى محاسبة النظام السوري على جرائمه المروعة في حق الشعب السوري الشقيق، بما في ذلك استخدامه للأسلحة الكيماوية في مدينة دوما بالغوطة الشرقية في شهر أبريل عام 2018، وضمان تقديم مجرمي الحرب في سوريا إلى العدالة الدولية".
وشدّدت الخارجية القطرية على أن "أي حل سياسي في سوريا لن يؤدي إلى نتيجة ناجحة ومستدامة من دون محاسبة المتورطين في ارتكاب هذه الجرائم الفظيعة".
كما جدد البيان "موقف دولة قطر الثابت بضرورة إيجاد حل سياسي تفاوضي بين كل الأطراف السورية، وفقًا لبيان جنيف 1، وقرار مجلس الأمن رقم 2254، بما يحفظ وحدة سوريا وسيادتها، ويحقق تطلعات شعبها في الأمن والاستقرار".
وكان المحققون قد فحصوا 70 عيّنة بيئية وطبية و66 إفادة من شهود وبيانات أخرى بينها تحليلات جنائية وصور أقمار اصطناعية مع نمذجة انتشار الغاز ومحاكاة المسار.
ثلاثة أعوام على #هجوم_دوما_الكيماوي، الذي قتل فيه أكثر من 40 مدنياً بينهم 12 طفلاً و15 امرأة بعد استهداف مروحيات نظام الأسد الارهابي للمدينة باسطوانات محملة بمواد سامة.. 7 نيسان من عام 2018 كان يوم #استنشاق_الموت ..#سوريا #ارهاب_الاسد#DoNotSuffocateTruth pic.twitter.com/Ftgw420plM
— شبكة عاجل سوريا (@syria55s) April 7, 2021
وقال عمّال إغاثة حينها إنهم عالجوا أشخاصًا يعانون مشاكل في التنفس ورغوة في الفم وأعراضًا أخرى.
وإزاء هذا التقرير الذي يثبت استخدام النظام السوري للأسلحة المحرمة دوليًا لقمع الثورة السورية التي تفجرت في مارس/ آذار 2011، دعت الولايات المتحدة إلى "محاسبة" هذا النظام على الهجوم "المروع"، لافتة الى أنه "الهجوم الكيميائي التاسع الذي تُحمّل مسؤوليته للجيش السوري".
من جانبها أدانت بريطانيا الهجوم "الشنيع"، كما دعت القوى الغربية بشكل مشترك إلى محاسبة سوريا على الهجوم "المروع".