السبت 12 أكتوبر / October 2024

قلق في واشنطن... ماذا لو تحوّل ترمب إلى الأنموذج الملهم؟

قلق في واشنطن... ماذا لو تحوّل ترمب إلى الأنموذج الملهم؟

شارك القصة

مراقبون يعتبرون أن ترمب قد لا يكون مجرد رئيس عابر بل قد يؤسس لتيار في السياسية يحتذي به آخرون، ويحذرون عبر "التلفزيون العربي" من حصول انقسام حاد داخل المجتمع الأميركي.

تعالت أصوات في أوساط النخب السياسية الأميركيّة على العمل لمنع الرئيس الأميركي دونالد ترمب من أي عودة محتملة له إلى الساحة السياسية، وذلك في ظل وجود إجماع في صفوف الديمقراطيين وبعض الجمهوريين على ضرورة الرد على أحداث اقتحام مبنى الكونغرس الأميركي.

وإذا كان كثيرون يراهنون على أنّ "الترمبية السياسية"، إن جاز التعبير، قد تنتهي وتتلاشى كحالة سياسية غريبة بمجرّد رحيل ترامب عن البيت الأبيض، ثمّة في المقابل، من يحذر من حصول انقسام حاد داخل المجتمع الأميركي يقوده بعض أنصار ترامب داخل الحزب الجمهوري.

يستند هؤلاء إلى كون الرئيس المنتهية ولايته تمكن من استقطاب قاعدة شعبية يمينية كبيرة، ما يعني أنّ ترمب لن يكون، كما يرى بعض المراقبين، مجرد رئيس عابر بل قد يؤسس لتيار في السياسية يحتذي به آخرون، في استقطابٍ لا بدّ أن يسهم في تعميق الانقسام في الداخل الأميركي.

ولأنّ الولايات المتحدة التي تتباهى بتصدير الديمقراطية إلى العالم وتحميها، كانت عاجزة عن حماية ديمقراطيتها خلال اقتحام الكونغرس، يسأل مراقبون: ماذا لو استوطن في مكانٍ ما نمط ترمب في القيادة في الحياة السياسية في أميركا؟ وماذا لو صار الأنموذج الملهم لأجنحة وتيارات يمينية أفسح لها لتحيا في مفاصل الدولة وأحزابها؟ وماذا لو تسلل خفية آخرون على نهجه إلى النظم الديمقراطية وبوسائها ليعادوها لاحقًا؟

أكبر تهديد للولايات المتحدة

لا شكّ أنّ مثل هذه المخاوف تبدو مشروعة، وهو ما يوحي به المستشار الاستراتيجي في الحزب الديمقراطي ريتشارد غودستين، الذي ينقل عن مكتب التحقيق الفيدرالي قوله إنّ "المجموعات البيضاء المتطرفة"، التي نشطت على خطّ حادثة اقتحام الكونغرس، تشكّل "أكبر تهديد داخلي في الولايات المتحدة".

ويوضح غودستين، في حديث إلى "التلفزيون العربي" ضمن برنامج "للخبر بقية"، أنّ هؤلاء يشكّلون "النواة الصلبة" لقاعدة دعم الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب، داعيًا إلى اجتثاث هؤلاء الأشخاص لأنّهم يشكلون خطراً جسيمًا على مستقبل الولايات المتحدة.

ويحمّل غودستين ترمب مسؤولية أساسيّة في هذا الأمر، فهو الذي "حرّض" من يصفهم بـ "الغوغاء"، لينقضّوا على الديمقراطية، كما حصل الأسبوع الماضي، مع إدراكه أنّهم يحملون أسلحة، مشدّدًا على وجوب المضيّ في إجراءات محاسبته وعزله حتى النهاية، علمًا أنّ معظم الجمهوريين أدركوا حقيقة أنّ الرئيس جو بايدن حقّق فوزًا "كاسحًا" خلافاً لادّعاءات ترمب.

مهاجمون على ضفتي الانقسام

في المقابل، يشير نائب رئيس حملة ترمب في ولاية ميشيغان جون عاكوري إلى وجود أفرادٍ من الجانبيْن، على ضفتي الانقسام، يرغبون بمهاجمة الحكومة وأسلوب الحياة الأميركية.

ويوضح عاكوري، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ هناك ديمقراطيين وجمهوريين ينظر إليهم على أنهم فوضويون، لديهم رغبة في مهاجمة الحكومة أو القيادات أو أسلوب الحياة الأميركية، وبالتالي فإنّ الأمر ليس حكرًا على طرف دون غيره.

ويرفض عاكوري توصيف هؤلاء بأنّهم "ميليشيات"، مؤكّدًا أنّهم أشخاص ينتمون إلى أحزاب سياسيّة، مستبعدًا الفرضية القائلة بتغيّر الأولويات وتجاوز مرحلة 11 سبتمبر، مشدّدًا على أنّ أميركا "دائماً يدها على الزناد". 

مهمة صعبة

من جهته، يرى رئيس البحوث بالمركز العربي في واشنطن عماد حرب، أن أمام الرئيس المنتخب جو بايدن مهمة صعبة للتوفيق بين شارعين سياسيّين منقسمين.

ويعرب حرب، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، عن اعتقاده بأنّ بايدن مع قلة قليلة من الجمهوريين سيستطيع رأب الصدع في المجتمع الأميركي، لافتاً إلى أن التيار المناصر لترمب حاضر في الحزب الجمهوري،

ويشدّد على أنّ أمام الولايات المتحدة مهمة شاقة لتقنع العالم بأنها "أم الديمقراطية"، ولتتمكن من مساعدة دول العالم النامي على تطوير ديمقراطيته ومؤسساته.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
Close