شهد قطاع غزة الأسبوع الماضي عدوانًا شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي مخلفًا أكثر من 40 شهيدًا بينهم 15 طفلًا.
وفي مجتمع يشكل الأطفال فيه ما نسبته 47% من إجمالي عدد السكان، فإن الضرر اللاحق بهم جسديًا ومعنويًا يعد ضررًا بالغًا بخاصة وأن العدوان الأخير هو العدوان السادس على القطاع منذ عام 2006.
وأشار تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" حول الصراع في فلسطين وأثره على الأطفال الفلسطينيين إلى أن الحرب تشكل آثارًا وضغوطًا نفسية متزايدة على جميع الأطفال في فلسطين.
وتعد أكثر المشاكل التي تواجههم هي تلك المتعلقة بالنوم، حيث يخاف الأطفال أن يناموا ليستيقظوا على أصوات الطائرات والرصاص أو على الجنود المتواجدين فوق رؤوسهم، بالإضافة إلى المشاكل المرتبطة بالخوف، كالخوف من الظلام الذي يحمله اشتداد المعارك وارتفاع عدد الموتى.
وأوضح الاختصاصي في علم النفس التربوي أحمد عويني أن تأثير الحرب على أطفال غزة هو على مدى سنوات، مشيرًا إلى أن نحو 91% من الأطفال يعانون من مشاكل نفسية ولا سيما اضطرابات ما بعد الصدمة والقلق وعدم القدرة على التركيز والبعض يعاني من اكتئاب.
وقال في حديث إلى "العربي" من البرتغال: "إن الطفل يتعرض لصدمة جراء مشاهد عنيفة ومشاهد دمار وقتل وتعرضه لأذى نفسي أو جسدي، ويخزن هذه المواقف في ذاكرته وقد يتفاعل معها آنيًا أو تأتي متأخرة بعد أيام أو أسابيع من تعرضه للمأساة".
ويتغير مزاج الطفل ويشعر بالحزن الدائم والخوف وقد يرافقه لأشهر، بحسب عويني.
ولفت إلى أن إعطاء المساحة للأطفال للتعبير عن مشاعرهم والاسترخاء يساعدهم على تخفيف الشعور بالقلق.