قمة العشرين.. تخوف أوروبي من تحولها إلى "منصة دعائية" لموسكو
بدأت في جزيرة "بالي" الإندونيسية، اليوم الخميس، اجتماعات وزراء خارجية مجموعة العشرين، حيث يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لأول مرة عن قرب مع أشد منتقدي الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، حيث من المؤكد أن تهيمن الحرب على المناقشات فيه.
وفي هذا السياق، التقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي نظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي شدد خلاله على عدم قبول العقوبات أحادية الجانب التي تم تبنيها في تجاوز للأمم المتحدة، بحسب ما نقلت الخارجية الروسية.
هذا وأكدت المتحدثة باسم جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن "الاتحاد يرفض استخدام روسيا لقاءات مجموعة العشرين كمنصة للدعاية بشأن الحرب في أوكرانيا".
مقاطعة غربية للافروف
وستشهد القمة أول لقاء مباشر بين لافروف وبعض من نظرائه المنتقدين لروسيا على هامش القمة، في حين استبعد كل وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عقد اجتماعات منفصلة معه.
وتوقع مصدر فرنسي نقلًا عن وزارة الخارجية أن يكون وجود لافروف سيؤدي إلى "مواجهة صعبة" بحيث لن تكون اللقاءات "وكأن شيئًا لم يكن"، مشيرًا إلى أن الاجتماع سيكون فرصة لتوضيح دور العقوبات الدولية كفاتورة على حرب روسيا.
أما المصدر الأميركي، فكشف أنه بسبب مشاركة موسكو لن يصدر أي بيان مشترك نهايات الاجتماعات، على أن تبحث القمة خلال اليومين المقبلين أزمة الطاقة والأمن الغذائي وهما أول مؤشرين على تداعيات الحرب الروسية.
الأدوات الغربية لصد "الدعاية الروسية"
ومن باريس يتحدث الكاتب الصحافي مصطفى طوسة، أن دول الاتحاد الأوروبي تخشى من أن تستغل موسكو قمة العشرين لمحاولة الدفاع عن موقفها وحربها في أوكرانيا، واستقطاب الدول الأخرى عبر إقناعها بعدم الرضوخ لإرادة المجموعة الدولية.
ويردف طوسة أن السؤال المطروح اليوم هو ما هي الوسائل التي تملكها الدبلوماسية الأوروبية لمنع الدبلوماسية الروسية من المضي قدمًا في هذا المشروع التواصلي و"البروباغندا" على حد تعبيره.
كذلك، تطرق الكاتب الصحافي في حديثه مع "العربي" إلى أن كانت هناك فكرة مطروحة بعدم دعوة موسكو إلى القمة، "إلا أن إندونيسيا الدولة المضيفة أصرّت على حضور روسيا وعلى أن يحضر فلاديمير بوتين شخصيًا في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل".
وعن الأدوات الغربية لمنع "الدعاية الروسية" يلفت طوسة إلى عدم وجود أي وسائل ملموسة باستثناء بعض الخطوات الرمزية تتضمن عدم إصدار بيان نهائي مشترك، وعدم الظهور في صورة مشتركة مع روسيا، أو بقيام أميركا وأوروبا "ببروباغندا" مضادة لدعم موقفها من العقوبات.
ويتابع: "بوتين يعي تمامًا بأن العالم منقسم الآن تجاه نظام العقوبات الدولية المفروض على بلاده وهو يريد أن يحملها مسؤولية أزمة الطاقة والأمن الغذائي في العالم، وأن يقول بأنها ليست بسبب حربه في أوكرانيا عبر تجنيد بعض الدول لرفع صوتها لإعادة النظر في العقوبات الاقتصادية".