Skip to main content

قمة تجمع واشنطن وحليفتيها.. هل يقتصر توجيه الرسائل لبيونغيانغ وبكين؟

الجمعة 18 أغسطس 2023

تعقَد قمة ثلاثية أميركية يابانية كورية جنوبية تهدف إلى توجيه رسالة قوة للصين التي أبدت استياءها، ويُرتقب أن يعلن فيها الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الجمعة عن تعاون أمني جديد.

والقمة التي تُعد الأولى من نوعها ستُقام في منتجع كامب ديفيد الرئاسي في الجبال غرب واشنطن، ويحضرها رئيس الوزراء الياباني والرئيس الكوري الجنوبي.

ولم يكن بالإمكان تصورها حتى وقت قريب، وسط خلافات منذ عقود بين الحليفين الآسيويين للولايات المتحدة، على خلفية الاحتلال الياباني القاسي لشبه الجزيرة الكورية في الفترة ما بين أعوام 1910-1945.

غير أن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يو، ورغم مجازفات سياسية في الداخل، طوى الصفحة عن طريق تسوية خلاف يتعلق بالعمل القسري خلال الحرب، ووصف اليابان بالشريك خلال مرحلة من التوتر الشديد مع كل من الصين وكوريا الشمالية.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤولين أميركيين، أن بايدن ويون وفوميو كيشيدا سيتفقون على إقامة خط ساخن ثلاثي جديد وإجراء تمارين عسكرية منتظمة وعقد قمم ثلاثية سنوية، أملًا في إضفاء الطابع المؤسساتي على العملية.

وقال السفير الأميركي لدى اليابان رام إيمانيويل في معهد بروكينغز: "خلقنا شيئًا هو تمامًا ما كانت الصين تأمل في ألا يحدث". 

وأضاف: "رسالتنا هي أننا قوة وحضور دائمان في المحيط الهادئ، وبالإمكان الاعتماد على أميركا".

وبحسب إيمانويل، على الصين أن تفهم "أننا القوة الصاعدة، وهم يتراجعون".

"لن تصبحوا أوروبيين أو أميركيين"

وشددت الصين في عهد الرئيس شي جينبينغ على أحقيتها في السيادة على مناطق بحرية متنازع عليها، وأجرت مناورات كبيرة قرب تايوان، التي تطالب بها بكين.

وحضّ وزير الخارجية الصيني وانغ يي الدولتين المتقدمتين اقتصاديًا في شمال شرق آسيا، بدلًا من ذلك على العمل مع بكين "لإنعاش شرق آسيا".

وقال في فيديو نُشر على وسائل إعلام رسمية: "مهما صبغتم شعركم بالأشقر أو جعلتم شكل الأنف رفيعًا لن تصبحوا أوروبيين أو أميركيين، لا يمكنكم أن تصبحوا غربيين أبدًا. يحب أن نعرف أين هي جذورنا".

وحتى ساعة متقدمّة الخميس، كان مفاوضون من الدول الثلاث لا يزالون يناقشون طريقة الإشارة إلى الصين في البيان النهائي، على ما قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية اليابانية هيكاريكو أونو.

وذكرت أن القمة ستوافق أيضًا على ضرورة التشاور في حال نشوب أزمة، والمضي قدمًا بتشارك المعطيات في الوقت الفعلي بشأن كوريا الشمالية التي أجرت عددًا من التجارب الصاروخية في الأشهر القليلة الماضية.

إلى ذلك، تعتقد الاستخبارات الكورية الجنوبية أن بيونغيانغ تستعد لإظهار تحديها بتجربة إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات تتزامن مع قمة كامب ديفيد، وفق ما ذكرت وكالة يونهاب للأنباء نقلًا عن المشرع يو سانغ-بام.

غير أن القمة تهدف إلى الذهاب أبعد من التركيز على كوريا الشمالية أو حتى آسيا فقط، في وقت تعد طوكيو وسول أهم دولتين غير غربيتين داعمتين لأوكرانيا بعد الهجوم الروسي.

وفيما قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إنه يرى "عهدًا جديدًا في التعاون الثلاثي"، وصف "اليابان وكوريا الجنوبية بأنهما حليفان جوهريان، ليس فقط في المنطقة بل في أنحاء العالم".

وستكون القمة الأولى من نوعها بين زعماء الدول الثلاث خارج سياق قمة أكبر، والحدث الدبلوماسي الأول منذ قمة كامب ديفيد للسلام في الشرق الأوسط عام 2015.

على الجانب الآخر، كانت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أفادت الثلاثاء الماضي بأن كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية وفلاديمير بوتين رئيس روسيا تبادلا خطابات يتعهدان فيها بتطوير علاقاتهما لتتحول إلى ما وصفها كيم "بعلاقة إستراتيجية ممتدة".

وجاءت الخطابات بمناسبة الذكرى السابعة والثمانين لتحرير كوريا من حكم اليابان الاستعماري.

وذكرت الوكالة أن كيم قال في خطابه إلى بوتين: إن الصداقة بدأت بين البلدين في الحرب العالمية الثانية بالانتصار على اليابان، والآن "تظهر بشكل كامل قوتهما وأنهما لا يقهران في الكفاح لكسر هيمنة الاستعماريين وممارساتهم التعسفية".

وفي يوليو/ تموز الماضي، استعرض كيم ترسانة أسلحة فتاكة تمتلكها بلاده أمام وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ضمن عرض عسكري كبير في ذكرى انتهاء الحرب الكورية؛ شمل الصواريخ ذات القدرة النووية وطائرات التجسس والهجوم المسيّرة.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة