الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

"قمة جبل الجليد".. تراجع أكثر من 500 نوع في الحياة البحرية الأسترالية

"قمة جبل الجليد".. تراجع أكثر من 500 نوع في الحياة البحرية الأسترالية

شارك القصة

فقرة أرشيفية من برنامج "صباح جديد" ترصد تداعيات التغير المناخي على الشعاب المرجانية (الصورة: الغارديان)
يمثّل ارتفاع درجات حرارة المحيطات نتيجة تغيّر المناخ "تهديدًا وجوديًا" مع تأثيرات غير مباشرة على النظم البيئية ومصايد الأسماك التجارية.

كشفت دراسة حديثة أنّ أكثر من 500 نوع شائع من الأسماك، والأعشاب البحرية، والشعاب المرجانية، واللافقاريات التي تعيش على الشعاب المرجانية حول أستراليا، تراجعت خلال العقد الماضي.

وحذّر الباحثون، في الدراسة التي نشرتها مجلة "نايتشر"، من أنّه "ليس كل شيء على ما يرام في المحيط"، مضيفين أنّ ارتفاع درجات حرارة المحيطات نتيجة تغيّر المناخ يمثّل "تهديدًا وجوديًا" مع تأثيرات غير مباشرة على النظم البيئية ومصايد الأسماك التجارية.

ورجّحت الدراسة، التي شارك فيها حوالي 35 باحثًا واستندت إلى البيانات الحالية من المعهد الأسترالي لعلوم البحار بالإضافة إلى المراقبة من جيش من الغواصين المتطوعين، أن يكون الاحتباس الحراري هو المحرّك الرئيسي لهذا التدهور البيئي، حيث ضربت موجات الحر البحرية وارتفاع درجات حرارة المحيط، الأنواع التي تعيش على الشعاب الصخرية والشعاب المرجانية.

ورصدت الدراسة 1057 نوعًا، ووجدت أن 57% منها قد تناقص، وحوالي 300 منها تتراجع بمعدل يمكن أن يؤهلها لتكون أنواعًا مهددة بالانقراض. كما عانى حوالي 28% من الأنواع التي تمّ رصدها، من انخفاض بنسبة 30% أو أكثر في عقد واحد فقط، ناهيك عن أن الأنواع التي تعيش في المياه الباردة بشكل خاص كانت الأكثر تضررًا.

كانت الأنواع البحرية التي تعيش في المياه الباردة بشكل خاص الأكثر تضررًا
كانت الأنواع البحرية التي تعيش في المياه الباردة بشكل خاص الأكثر تضررًا- الغارديان

وقال البروفيسور غراهام إدغار، عالم البيئة البحرية بجامعة تسمانيا والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن الانخفاضات كانت أكثر وضوحًا في الشعاب الصخرية التي يُسيطر عليها عشب البحر في المياه الجنوبية الأكثر برودة في أستراليا، والمعروفة باسم "الشعاب المرجانية الجنوبية الكبرى".

قمة جبل الجليد

وأضاف أن هذا التراجع لا يحظى باهتمام الرأي العام، قائلًا: "نحن في الحقيقة ننظر فقط إلى قمة جبل الجليد هنا، لأن هذه الأنواع يمكن أن تنقرض الآن".

وأشار إلى أن هذا التراجع هو "مصدر قلق كبير. ففقدان عشب البحر كان حجر الزاوية الذي توجد حوله العديد من الموائل في المياه الباردة في القارة".

ووجدت الدراسة أن الأسماك الأكبر حجمًا كانت تتراجع بشكل أسرع من الأسماك الصغيرة، ربما بسبب الضغط الناجم عن الصيد الذي أدى إلى تفاقم درجات الحرارة المرتفعة.

وكتب الباحثون أنه بالنسبة للعديد من أنواع الشعاب المرجانية، كان ارتفاع درجات حرارة المحيط المتزايدة يمثّل "تهديدًا وجوديًا" مع تأثيرات غير مباشرة على النظم البيئية ومصايد الأسماك التجارية.

على الرغم من أن الدراسة ركّزت على الأنواع البحرية التي تعيش على الشعاب المرجانية، قال المؤلفون إن الحياة البرية البحرية ربما تتراجع أيضًا في المياه المعتدلة الأخرى التي ترتفع درجة حرارتها بسرعة.

وتحدّث الدكتور جون تورنبول، عالم البيئة البحرية بجامعة سيدني والمؤلف المشارك في الدراسة، عن تحوّل الشعاب المرجانية في المياه الباردة بالقرب من سيدني إلى اللون الأبيض للمرة الأولى، إضافة إلى انخفاض واضح في أعداد التنانين البحرية والقنافذ.

وقال إن فقدان القنافذ كان له تأثير غير مباشر، حيث كان طعامًا للأسماك الكبيرة، بما في ذلك الأسماك الزرقاء التي يمكن أن تنمو بطول متر.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
تغطية خاصة
Close