تشهد قمة الأمم المتحدة للمناخ المنعقدة في غلاسكو بإسكتلندا، ضغوطًا من الدول الفقيرة على الدول الغنية لدفع ثمن الأضرار المتزايدة الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، فيما أشارت هذه الدول إلى تزايد العواصف القوية والأعاصير والجفاف والفيضانات التي تؤثر على شعوبها.
وتسعى الحملة التي تقوم بها هذه الدول للحصول على مئات المليارات من الدولارات سنويًا للاقتصادات المعرضة لآثار تغير المناخ، رغم أنها تعاني بالفعل للحصول على نحو 100 مليار دولار تعهدت بها القوى العالمية قبل عام.
وتُقدم الأموال، التي تم التعهد بها في السابق، اعترافًا بأن الدول الفقيرة أقل مسؤولية عن تغير المناخ. وتهدف هذه الأموال إلى مساعدة الدول النامية على الانتقال من الوقود الأحفوري والتكيف مع الحقائق المستقبلية لعالم أكثر سخونة.
مفاوضات بين الدول الغنية والفقيرة
وقال هارجيت سينغ المستشار لدى شبكة العمل المناخي والمشارك في المفاوضات باسم البلدان النامية: "الخطوات التي اتخذت للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معها كانت بطيئة للغاية. والآن أصبحت لدينا هذه المشكلة الكبيرة والمتنامية المتمثلة في الخسائر والأضرار".
وأضاف أن المفاوضات تركزت حتى الآن على إدراج كلمات مثل "الخسائر والأضرار" في النص الرسمي لاتفاقية القمة، وهو طلب قال إنه يواجه مقاومة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول متقدمة أخرى تشعر بالقلق من التكاليف المحتملة والتداعيات القانونية.
ولم يصدر أي ردّ حتى الساعة عن ممثل وفد الولايات المتحدة في المؤتمر.
أما بحسب "واشنطن بوست"، فتخشى الدول الغنية من أن فتح الباب أمام التعويض عن التأثيرات المناخية التي تسببت فيها إلى حد كبير يمكن أن يؤدي إلى التزامات مالية ضخمة لا تنتهي.
فبموجب اتفاق باريس للمناخ التاريخي عام 2015، وافقت البلدان المتقدمة بشكل ملحوظ على الصيغة التي تقر "بأهمية تجنب وتقليل ومعالجة الخسائر والأضرار المرتبطة بالآثار الضارة لتغير المناخ". لكنهم أصروا أيضًا على تضمين بند آخر، مشيرين إلى أن اتفاقية باريس "لا تتضمن أو توفر أساسًا لأي مسؤولية أو تعويض".
تكلفة أضرار تغير المناخ بالمليارات
ويقدر الاقتصاديون حاليًا تكاليف الأضرار الناجمة عن الأحداث المناخية المرتبطة بتغير المناخ بأنها قد تصل إلى حوالي 400 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030.
في الوقت نفسه، قدّرت دراسة بتكليف من وكالة التنمية "كريستيان إيد"، أن الأضرار المناخية قد تكلف البلدان الأكثر عرضة للخطر خمس ناتجها المحلي الإجمالي بحلول 2050.
وعن هذا الأمر قال سينغ من شبكة العمل المناخي إنه بدون بعض المساعدات المالية فإن تكاليف الأضرار الناجمة عن تغير المناخ يمكن أن تؤدي إلى إفلاس الاقتصادات الهشة مما يعيق قدرتها على المساهمة في مكافحة تغير المناخ.
لماذا ينظر الناشطون لقمة #غلاسكو للمناخ بأنها فاشلة؟#للخبر_بقية@NidalHamdiTw pic.twitter.com/OtoDSUpn3Q
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 7, 2021
في المقابل، يذكر أنه عندما تقع كارثة طبيعية في البلدان الغنية، تكون هذه الدول قادرة على تقديم الدعم للمواطنين الذين تضرروا، وفق "الواشنطن بوست".
فبعد حرائق الغابات عام 2018، أنشأت الحكومة الأسترالية صندوقًا بأكثر من مليار دولار لمساعدة المجتمعات التي دمرتها الحرائق.
كما أن ضحايا الفيضانات التي سجلت أرقامًا قياسية في ألمانيا هذا الصيف مؤهلون للحصول على ملايين الدولارات كإغاثة، والمزيد من التمويل لإعادة بناء البنية التحتية.
19 دولة في قمة غلاسكو للمناخ تتعهد بوقف تمويل مشاريع مصادر الطاقة الأحفورية pic.twitter.com/SKnDPqn5eq
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 5, 2021