برز في الأردن مشروع تطوعي لدعم المكفوفين تحت اسم "مشروع مطر"، يهدف إلى تذليل الصعوبات أمامهم وتساعدهم على التعلم.
فـ"مطر" هي مبادرة إلكترونية غير ربحية تهدف إلى خدمة المكفوفين في الوطن العربي، عبر تحويل الكتب الجامعية والمواد التعليمية إلى كتب صوتية، ونصوص متوافقة مع قارئ الشاشة وطريقة "بريل".
أما مؤسسة المشروع، فهي رائدة الأعمال الاجتماعية الأردنية نور عجلوني البالغة من العمر 29 عامًا، بمساعدة أكثر من 30 ألف متطوع من حول العالم لتذليل صعوبات التعلّم أمام المكفوفين من دون أن يضطروا لدفع مبالغ باهظة لشراء كتب "بريل".
وحول مشروعها تقول عجلوني: "فكرتنا هي أن نوزع الكتب على المتطوعين، وكل أحد فيه في بيته، وعلى تلفونه، يقوم بتسجيل الكتاب صوتيًا أو يعيد طباعته عن طريق المايكروسوفت ورد، قبل أن يتم تسليم هذه الكتب للطالب الكفيف".
200 كتاب شهريًا
هذه المبادرة، تنتج نحو 200 كتاب شهريًا، وتوضح نور أنه "من 2013 لليوم تمكنا من مساعدة أكثر من 800 طالب كفيف.. والكتب أكاديمية ومخصصة لتناسب الأشخاص من ذوي الإعاقة البصرية".
ويقول أبو زهرة: "قبل مشروع مطر أنا كنت أطبع المراجع التي أحتاجها على حسابي الشخصي، وكان ثمنها غاليًا كثيرًا"، مؤكّدًا أن الكتاب الواحد كان يكلف 80 دينار أي حوالي 112 دولارًا قبل أن تسهم "مطر" في توفير الكتب الصوتية الإلكترونية له ولأمثاله عبر الإنترنت.
"قهوة كتاب وأكثر"
ولضمان استمرارها، افتتحت نور عجلوني مقهى في إربد، شعاره "قهوة كتاب وأكثر"، حيث تسهم أرباحه في تمويل المشروع في ظل ضعف التمويل الخارجي.
عن هذا المكان تقول عجلوني: "هذا المكان مختلف عن أي مقهى آخر، لأن كل عائدات هذا المشروع تذهب لدعم الأشخاص المكفوفين على التعليم".
وعن إحساسها وهي تساعد ذوي الإعاقة البصرية قالت المتطوعة في المبادرة شهيرة سمارة: "هو شعور جدًا جميل أن تشعر أنك سبب مساعدة شخص لا يستطيع الرؤية فتكون أنت له العينين أو الصوت أو السمع، هذا الشيء شعور جدًا لا يوصف".