الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

قوات روسية وبيلاروسية على الحدود الغربية.. هل تتوسع الحرب في أوكرانيا؟

قوات روسية وبيلاروسية على الحدود الغربية.. هل تتوسع الحرب في أوكرانيا؟

شارك القصة

"للخبر بقية" يعرض لقرار روسيا وبيلاروسيا نشر قوات إقليمية مشتركة على الحدود الغربية (الصورة: رويترز)
قررت روسيا وبيلاروسيا نشر قوات مشتركة على الحدود الغربية في ظل مخاوف من انضمام مينسك مباشرة إلى الحرب على أوكرانيا، فما هي حدود التصعيد بعد توسيع حدود الحرب؟

لم يعد بإمكان بيلاروسيا ممارسة دور المتفرّج في الحرب الروسية الأوكرانية، وفق ما تقوله كييف.

كانت أولى الضربات الروسية على أوكرانيا قد انطلقت من بيلاروسيا، حيث أقر رئيسها ألكسندر لوكاشينكو بمشاركة بلاده في الحرب من دون إرسال جنوده إلى مناطق القتال على الأرض الأوكرانية.

وبرّر لوكاشينكو نشر موسكو ومينسك قوات إقليمية مشتركة على الحدود الغربية بـ"نشاط عسكري حدودي للناتو، ومخططٍ لهجوم وشيك على بلاده عبر تدريب ناشطين بيلاروس في بولندا وليتوانيا وأوكرانيا".

لكن كييف ردّت على اتهامات مينسك بـ"لغة المزاعم"، ودعتها إلى التوقف عن تلبية رغبات الكرملين.

الحرب تستعر وتتوسع

غادرت مينسك مربع اللا فعل تحت مظلة العقيدة العسكرية لدولة الاتحاد الروسي الموقعة مع موسكو العام الماضي، حيث تصبح - بموجب هذه العقيدة - كل الخيارات متاحة أمام بيلاروسيا بما فيها تجهيز الطائرات النووية.

ويقول المراقبون إن جبهة بيلاروسيا تنضم إلى الحرب على ما يبدو، وستتدفق الحشود العسكرية إليها ضمن مخطط بوتين للرد على تفجير جسر القرم وتعويضًا عن التراجع الروسي العسكري أمام التقدم الميداني الأوكراني.

وفيما ترفع العقيدة القتالية الروسية لواء التصعيد من أجل خفض تصعيد الخصم، إلا أن ما يحدث هو أن الحرب تستعر أكثر فأكثر وتتوسع على امتداد جبهات استنزاف مستحدثة. ويقحم انجرار بيلاروسيا إلى المعارك الأوكرانية، مينسك بالضرورة في تداعيات كل ذلك.

لكن كل ما يسبق لا يعني الكثير لصانع القرار الروسي، الذي يريد أن يستعيد مكاسبه بأي ثمن، ولو جرّ القارة الأوروبية كلها عبر البوابة الأوكرانية إلى حرب عالمية ثالثة. 

في غضون ذلك، تتصاعد على الجبهة الأوكرانية الغربية المخاوف، ويتمرس التوتر من قرار نشر قوات إقليمية روسية بيلاروسية، فذلك يؤشر بالنسبة لسلطات كييف إلى انعدام أي أمل بانتهاء الحرب أو فتح باب التفاوض مع موسكو عوضًا من فتح المزيد من الجبهات العسكرية.

وبينما تتمحور مخاوف الأوكرانيين حول كيفية الحفاظ على تقدمهم الميداني في ظل خطوة مينسك، فإن رد حلفاء كييف الغربيين على بيلاروسيا هو قيد الدراسة والعقوبات.

"دعاية روسية يترجمها لوكاشينكو"

ينفي وزير الخارجية الأوكراني السابق قسطنيطين هيرشينكو، وجود أي تهديد لبيلاروسيا من أوكرانيا، لافتًا إلى ما يصفه بالعدوان الروسي والقصف الصاروخي العشوائي للمدن الأوكرانية.

ويشير في حديثه إلى "العربي" من كييف، إلى أن الحديث عن عدوان على بيلاروسيا هو من الأخبار، التي تستخدمها الدعاية الروسية ويترجمها لوكاشينكو.

ويوضح أن الأخير يقوم بذلك تحت ضغوط هائلة من موسكو لينخرط في الحرب ضد أوكرانيا، وهذا الأمر ليس من مصلحة مينسك ولا الشعب البيلاروسي، لكنه يعتمد إلى حد كبير على موسكو لدرجة قد تدفعه إلى اتباع الأوامر الصادرة عن بوتين". ويضيف أن أوكرانيا مستعدة لذلك.

إلى ذلك، يعدد ما تحتاجه أوكرانيا في هذه المرحلة، إذا قُدر عليها فتح جبهة أخرى في الغرب، فيتحدث في هذا الصدد عن "الدفاع الجوي، وتقديم المساعدة لحماية المدنيين والبنية التحتية الأساسية قبل قدوم فصل الشتاء..".

"مشكلة بيلاروسيا مع بولونيا"

بدوره، يرى الدبلوماسي الروسي السابق فيتاشيسلاف ماتوزوف أن مشكلة بيلاروسيا هي مع بولونيا.

ويلفت في حديثه إلى "العربي" من موسكو، إلى قلق لدى لوكاشينكو وقيادة بيلاروسيا من طموحات بولونيا بالنسبة للمناطق الكاثوليكية في غرب بيلاروسيا نفسها. 

ففيما يوضح أن نفوذ بولونيا كبير جدًا في تلك المناطق ويحمل الكثير من الناس – وهم من الكاثوليك - الجواز السفر البولوني، يشير إلى قلق بيلاروسي على مصيرها، ولا سيما مع إعلان وسائل إعلام غربية من وقت إلى آخر عن تركز الكثير من القوات المسلحة البولونية على الحدود مع بيلاروسيا. 

إلى ذلك، يصف ماتوزوف مشاركة بيلاروسيا في الحرب الجارية في أوكرانيا بـ"أمر هام للغاية"، ومما يتحدث عنه في هذا الصدد جيشها القوي والمسلح جيدًا.

"وسيلة ما للتعامل مع النكسات"

من جانبه، يوضح السفير الأميركي السابق لحلف الناتو روبرت هانتر أن بوتين يبحث عن وسيلة ما ليتعامل مع النكسات التي مني بها عسكريًا.

ويؤكد في حديثه إلى "العربي" من واشنطن، أن لوكاشينكو لا يريد الانخراط في أي حرب.

ويشير إلى أنه لا ينبغي إعارة اهتام كبير لهذا الأمر، بغض النظر عن الحرب النفسية التي يشنها بوتين.

وفيما يلفت إلى أن بيلاروسيا ستدفع ثمنًا باهظًا في حال شاركت في إطلاق النار، يقول إن ليس هناك اهتمامًا روسيًا في إنقاذها، وسيكون لوكاشينكو لوحده.  

وهانتر الذي يعتقد أن العقوبات ستستمر ولا سيما ضد روسيا، يقول إنه من النادر جدًا في التاريخ أن يكون للعقوبات أثر، خصوصًا بالنسبة لحكومة لديها مصالح إستراتيجية عميقة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close