توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الإثنين، بأنّ الرد على أي هجمات أوكرانية أخرى سيكون "شديدًا"، وذلك بعد أن شهدت أنحاء مختلفة من أوكرانيا سلسلة انفجارات دامية وضربات صاروخية روسية.
وكان بوتين قد اتهم كييف بالوقوف وراء التفجير الذي استهدف جسر "كيرتش"، الرابط بين الأراضي الروسية وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
استهداف الاتصالات والطاقة والدفاع
وقال بوتين في مستهل اجتماع متلفز مع أعضاء مجلس الأمن الروسي: "لم يكن من الممكن ترك (الهجمات الأوكرانية) تمر من دون رد. إذا تواصلت، فسيكون الرد الروسي شديدًا ومتناسبًا مع مستوى التهديد".
وأوضح أن موسكو شنت هجمات بصواريخ طويلة المدى على البنية التحتية الأوكرانية في مجالات الطاقة والاتصالات والدفاع صباح اليوم ردًا على هجوم جسر القرم.
وعن انفجار الجسر، قال بوتين: "من الواضح أن المخابرات الأوكرانية أمرت ونظمت ونفذت الهجوم الإرهابي الذي استهدف تدمير البنية التحتية المدنية الحيوية لروسيا".
الضربات "تحقق أهدافها"
وصارت مدن في جميع أنحاء أوكرانيا بدون كهرباء أو مياه صباح اليوم الإثنين، وقُتل عدد من الناس في ضربات صاروخية روسية لأكثر من 12 مدينة أوكرانية.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الضربات التي استهدفت الإثنين عدة مناطق في أوكرانيا "حققت هدفها"، بعدما أفاد مسؤولون في أوكرانيا عن تعطل منشآت للطاقة والمياه.
وقالت: إن "الهدف من الضربات تحقق. تم ضرب جميع الأهداف"، بعدما أعلنت أوكرانيا أن روسيا أطلقت أكثر من 80 صاروخًا صباح الإثنين.
ردود الفعل الدولية
وتوالت ردود الفعل الدولية، بعد أن هزت انفجارات عدة مدن أوكرانية منها العاصمة كييف اليوم الإثنين.
وضربت الصواريخ كييف في أعنف هجمات على العاصمة منذ أن تخلت روسيا عن محاولة السيطرة عليها في الأسابيع الأولى من الحرب.
كما أفادت تقارير بوقوع انفجارات في لفيف وترنوبل وجيتومير في غرب أوكرانيا ودنيبرو وكريمنشوك في وسط أوكرانيا وزابوريجيا في الجنوب وخاركيف في الشرق. كما سمع شاهد في منطقة بيلجورود الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية دوي انفجار في المنطقة الحدودية.
وأفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الإثنين، بأنّ روسيا استهدفت البنية التحتية للطاقة في حملة القصف التي شنتها على جميع أنحاء أوكرانيا.
من جانبها، هددت وزارة الدفاع الأكرانية بأنها ستسعى للانتقام من الضربات الصاروخية الروسية التي استهدفت مدنًا في أنحاء أوكرانيا صباح اليوم الإثنين.
وأفادت الشرطة الأوكرانية، بأنّ عشرة أشخاص على الأقل قتلوا وجُرح نحو 60 آخرين في الضربات الكثيفة الروسية على أوكرانيا صباح الاثنين.
وأوضحت الشرطة الأوكرانية على فيسبوك: "حتى هذه المرحلة، توفي عشرة أشخاص وجُرح نحو 60 في جميع أنحاء البلاد بعد الضربات الروسية"، مشيرة إلى أن العمل جارٍ على جمع "أدلة الفظائع الروسية".
#أوكرانيا تستفيق على موجة انفجارات عنيفة استهدفت العاصمة وعدة مدن أخرى، والسلطات تدعو المواطنين إلى ملازمة الملاجئ تقرير: يزن الريماوي pic.twitter.com/d8jcdu20bo
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 10, 2022
اتصال بين أمير قطر وزيلينسكي
في غضون ذلك، أجرى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم، اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث جرى مناقشة آخر المستجدات على الساحة الأوكرانية، خاصة ما يتعلق بالأزمة مع روسيا وضرورة إنهائها بالحوار والطرق الدبلوماسية.
ودعا أمير دولة قطر، خلال الاتصال، جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وحل الخلاف عبر الحوار والطرق الدبلوماسية، وتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية، وعدم اتخاذ ما من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد.
كما جدد أمير قطر موقف بلاده الداعي إلى ضرورة احترام سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها في حدودها المعترف بها دوليًا، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الراسخة للقانون الدولي، بما فيها الالتزامات بموجب الميثاق بتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية.
سمو الأمير يجري اتصالاً هاتفياً مع رئيس #أوكرانيا تم خلاله مناقشة آخر المستجدات على الساحة الأوكرانية#قنا https://t.co/QT9PVJyCE2 pic.twitter.com/RZYqqzvkwR
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) October 10, 2022
إدانات للهجمات الروسية
من جهته، أدان جيمس كليفرلي، وزير الخارجية البريطاني، اليوم، سلسلة الهجمات التي شنتها روسيا صباح اليوم، على عدد من المدن الأوكرانية.
وقال كليفرلي في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن "إطلاق روسيا صواريخ على المناطق المدنية في أوكرانيا غير مقبول".
وأضاف أنه أجرى اتصالًا هاتفيا اليوم مع دميترو كوليبا، وزير الخارجية الأوكراني، "للتأكيد على تواصل دعم بريطانيا المعنوي والعملي لأوكرانيا"، مؤكدًا أن الهجمات الروسية على أوكرانيا صباح اليوم "دليل على ضعف بوتين، وليس قوته".
Russia’s firing of missiles into civilian areas of Ukraine is unacceptable. I communicated with @DmytroKuleba this morning to reinforce the UK’s ongoing moral and practical support to Ukraine. This is a demonstration of weakness by Putin, not strength. https://t.co/wsqu1bKccq
— James Cleverly🇬🇧 (@JamesCleverly) October 10, 2022
وأفاد مراسل "العربي"، بأن وزارة خارجية مولدوفيا استدعت السفير الروسي لديها بعد الإعلان عن عبور صواريخ روسية الأجواء المولدوفية.
كما دعت السفارة الأميركية في كييف رعاياها إلى الاحتماء في الملاجئ ثم البحث عن وسائل خاصة لمغادرة أوكرانيا.
من جهته، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه البالغ حيال التطورات في أوكرانيا وأكد التزامه بزيادة الدعم العسكري لكييف، حسبما أفادت الرئاسة الفرنسية.
من جانبها، دعت وزارة الخارجية الصينية اليوم الإثنين إلى وقف التصعيد في أوكرانيا، وقال المتحدث باسم الوزارة ماو نينغ في إفادة صحفية: "نأمل في وقف التصعيد قريبًا".
"هجمات مروعة"
بدورها، أدانت المفوضية الأوروبية الضربات الصاروخية الروسية على كييف ومدن أوكرانية أخرى اليوم ، ووصفتها بأنها "هجمات مروعة".
وقال بيتر ستانو، المتحدث باسم المفوضية، في إفادة صحفية دورية: "إنها هجمات وحشية وجبانة".
ووصف الضربات بأنها مخالفة للقانون الدولي الإنساني، وقال إنها تصل إلى حد "تصعيد إضافي" للحرب في أوكرانيا بشكل غير مقبول على الإطلاق.
وفي إشارة إلى شكوى قدمتها مولدوفا بأن ثلاثة صواريخ كروز أطلقتها روسيا انتهكت مجالها الجوي، قال المتحدث إن استخدام المجال الجوي للدول المجاورة لمهاجمة أوكرانيا غير مقبول أيضًا.
وفي وقت سابق، كتب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في تغريدة على تويتر: "مثل هذه الأعمال ليس لها مكان في القرن الحادي والعشرين. أدينها بأشد العبارات الممكنة. نقف مع أوكرانيا. هناك دعم عسكري إضافي من الاتحاد الأوروبي قادم".
من جانبه، أفاد مراسل "العربي"، محمد زاوي، بأن خطر الاستهداف لايزال قائمًا، وفق ما صرحت به الإدارة المحلية في كييف، إذ أفاد رئيس البلدية بأن الاستهداف الروسي مس بالأساس أماكن البنى التحتية الحيوية، ما أدى إلى تضرر في محطات توليد الكهرباء، الأمر الذي أدى إلى انقطاع جزئي للكهرباء عن عدد من أحياء المدينة.
وأضاف أن محطات المترو توقفت عن العمل إثر المخاوف من عودة الاستهداف وتحولت إلى ملاجئ، حيث طلبت السلطات المحلية والمسؤولون من المواطنين الاختباء في الملاجئ، مشيرًا إلى أن صفارات الإنذار تدوي منذ صباح اليوم حتى هذه اللحظة.
ونقل مراسلنا عن الحاكم العسكري في لفيف غرب البلاد قوله: إن الاستهداف الروسي مس أيضًا منشآت البنية التحتية للطاقة، ما أدى إلى انقطاع كبير للتيار الكهربائي، وكذلك المياه عن عدد كبير من أحياء المدينة، مشيرًا إلى أن الاستهداف الروسي مس أيضًا مدينة خاركيف في شرق البلاد، وأدى إلى انقطاع التيار الكهربائي فيها.
وأضاف مراسل "العربي" وفق ما ذكر المسؤولون في أوكرانيا، بأن قوات الدفاع الجوي الأوكرانية تمكنت من إسقاط عدد من الصواريخ، وكذلك عدد من الطائرات المسيرة الانتحارية الإيرانية الصنع من نوع شهيد 136، والتي باتت تستخدم على نطاق واسع خلال الأسابيع الماضية.
وحول دلالات تصريح الرئيس الأوكراني بأن روسيا تريد محو أوكرانيا، أشار مراسلنا إلى أن هناك قراءات متعددة حول هذا التصريح، أبرزها تلك التي تعتبر بأن هذه الهجمات تحاول تخويف الشعب الأوكراني من أجل الضغط على السلطات للتراجع، وكذلك التوجه إلى المفاوضات مع الجانب الروسي.
ولفت إلى أن هناك حالة من الغضب الشعبي، وكذلك حالة من الغضب وسط السياسيين في أوكرانيا، تعبر عنها الكثير من التصريحات بأن الجانب الأوكراني يجب أن يرد على هذه الهجمات من خلال مواصلة الهجوم المضاد واستعادة المناطق الأوكرانية.