الخميس 21 نوفمبر / November 2024

"كابوس حيّ".. غوتيريش: حجم الفظائع في سوريا يصيب الضمير بالصدمة

"كابوس حيّ".. غوتيريش: حجم الفظائع في سوريا يصيب الضمير بالصدمة

شارك القصة

اتهم غوتيريش أطراف النزاع بانتهاك القانون الإنساني الدولي
اتهم غوتيريش أطراف النزاع في سوريا بانتهاك القانون الإنساني الدولي (غيتي)
يرى الأمين العام للأمم المتحدة أنه "من المستحيل أن ندرك بشكل كامل حجم الدمار في سوريا، لكن شعبها عانى من بعض أسوأ الجرائم التي عرفها العالم هذا القرن".

بمناسبة الذكرى العاشرة لبدء الثورة السورية، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن 60% من السوريين معرضون لخطر الجوع هذا العام، منبّهًا إلى أن سوريا لا تزال "كابوسًا حيًا".

وخلال تصريحات بمقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم الأربعاء، دعا غوتيريش إلى بذل مزيد من الجهود من أجل "إتاحة الوصول للمساعدات الإنسانية" في سوريا، مطالبًا مجلس الأمن الدولي بـ"تحقيق توافق في الآراء بشأن هذه المسألة الحاسمة".

واعتبر أنه "من المستحيل أن ندرك بشكل كامل حجم الدمار في سوريا، لكن شعبها عانى من بعض أسوأ الجرائم التي عرفها العالم هذا القرن"، مشدّدًا على أنّ "حجم الفظائع يصيب الضمير بالصدمة".

ولفت غوتيريش إلى أنّ "هناك حاجة لمزيد من وصول المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى جميع المحتاجين في سوريا".

وأوضح أن "تجسير الانقسامات الحالية في المجتمع الدولي يتطلب حوارًا دبلوماسيًا متواصلًا وقويًا"، محذرًا من أن "عدم القيام بذلك سيؤدي إلى زيادة اليأس عند الشعب السوري".

معاناة الشعب السوري لا توصف

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2015، أصدر مجلس الأمن القرار 2254، الذي دعا إلى وقف إطلاق النار في سوريا، وإجراء محادثات بين النظام السوري والمعارضة.

واتهم غوتيريش، "أطراف النزاع بانتهاك القانون الإنساني الدولي، مع الإفلات المطلق من العقاب حتى الآن".

وقال: "انهمرت القنابل والقذائف على المنازل والمدارس والمستشفيات والأسواق، وتسببت الأسلحة الكيميائية في معاناة لا توصف، وتم وضع المدن تحت الحصار وتعرض المدنيون للتجويع".

وأضاف: "قبل 10 سنوات، أدى القمع العنيف للمظاهرات الشعبية السلمية إلى حرب مروعة، وخلالها راقب العالم سوريا وهي تتحول إلى دمار وسفك دماء، حيث قتل مئات الآلاف، ونزح الملايين، ولا يزال عدد لا يحصى محتجزين بشكل غير قانوني وغالبًا ما يتعرضون للتعذيب أو الاختفاء".

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة "محاسبة مرتكبي تلك الجرائم إذا كانت هناك رغبة في السلام الدائم".

معوقات بيروقراطية تعززها وحشية النظام

وبحسب دول الغرب، فإنّ معوقات بيروقراطية فرضها النظام السوري تحول دون تسليم المساعدات الإنسانية عبر خطوط النزاع داخل سوريا، وكذلك رفض النظام وصول أي مساعدات إلى محافظة إدلب.

وكان مجلس الأمن قد أجاز أول مرة عملية مساعدات عبر الحدود إلى سوريا في 2014 من خلال أربع نقاط حدودية. وفي العام الماضي قلص المجلس العدد إلى نقطة واحدة من تركيا بسبب معارضة روسيا والصين تجديد النقاط الأربع جميعا.

يذكَر أنّ الثورة السورية شكّلت الحدث الأكبر والأعظم في تاريخ سوريا الحديث، والحدث الأكثر ملحمية ومأساوية في القرن الحادي والعشرين. لكن، بسبب الوحشية التي تعاطى بها النظام السوري مع شعبه، تحوّلت الثورة على يده ويد حلفائه إلى حرب أهلية.

وبدأت هذه الحرب عندما قام نظام بشار الأسد بحملة قمع للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية بشراسة غير متوقعة. ومنذ ذلك الحين قتل مئات الآلاف من الأشخاص ونزح أكثر من 10 ملايين آخرين، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة.

وفي النتيجة، عاش السوريون عشر سنوات من الموت والخراب والدمار وهدم البيوت وتهجير المواطنين، عقابًا لهم على المطالبة بالعدالة والحرية والكرامة الإنسانية.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات / العربي
تغطية خاصة
Close