الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

كواليس أوسلو وكامب ديفيد.. ماذا تقول حنان عشراوي عن "اغتيال" ياسر عرفات؟

كواليس أوسلو وكامب ديفيد.. ماذا تقول حنان عشراوي عن "اغتيال" ياسر عرفات؟

شارك القصة

تتحدث القيادية الفلسطينية حنان عشراوي عن كواليس اتفاق أوسلو ومفاوضات كامب ديفيد وعن "اغتيال" ياسر عرفات (الصورة: غيتي)
تحدثت حنان عشراوي عن كواليس اتفاقية أوسلو وأسباب فشل مفاوضات كامب ديفيد، وتطرقت إلى المعلومات المتوافرة عن تسميم ياسر عرفات.

استكملت القيادية الفلسطينية حنان عشراوي في الجزء الثاني من سلسلة الحلقات التي تستضيفها ضمن برنامج "وفي رواية أخرى" روايتها بشأن مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وتحدثت عن مفاوضات أوسلو وعن أسباب فشل مفاوضات كامب ديفيد.

كما تطرقت عشراوي في البرنامج الذي يقدمه الزميل بدر الدين الصائغ إلى وفاة ياسر عرفات، وتأثير غيابه على المشهد الفلسطيني.

وتؤكد عشراوي التي شغلت منصب عضو اللجنة القيادية للوفد المفاوض الفلسطيني والمتحدثة الرسمية باسمه في مفاوضات مدريد وواشنطن عدم علم الوفد آنذاك بوجود مسار موازٍ سري سياسي لمفاوضات واشنطن بين القيادة الفلسطينية وإسرائيل.

القيادية الفلسطينية حنان عشراوي
القيادية الفلسطينية حنان عشراوي - غيتي

وتقول: "كنا تاريخيًا نقوم بإيجاد مسارات سرية ما بين المنظمة (منظمة التحرير الفلسطينية) وقيادات إسرائيلية لأننا كنا نريد الاعتراف بالمنظمة وأن تكون هي المفاوض، وعندما طلب مني مرة بأن أعرّف أكاديميين إسرائيليين بقيادات فلسطينية معنية بالمسار الاقتصادي، قدمت لهم اسم أحمد قريع (أبو علاء) فاتصلوا به، وتركنا هذا المسار".

مفاوضات أوسلو

وتضيف: "خلال إحدى زياراتي إلى تونس (مكان إقامة القيادة الفلسطينية آنذاك) قيل لي إن هناك مفاوضات سياسية قائمة مع المنظمة، فقلت حينها لأبو عمار (ياسر عرفات) بأنه من الضروري أن يعلم الوفد المفاوض بذلك، فأجاب أنه إذا أخبرنا فلن نقبل بأن نتفاوض علنًا ولن نستطيع التغطية والكذب لأنه يعرفنا".

وتؤكد أنها لم تعلم حول أي مسار كانت تدور المفاوضات بين القيادة الفلسطينية ومسؤولين إسرائيليين آنذاك، ومن كان المفاوضون والقضايا المُثارة، لكن عرفات أبلغها حينها بوجود مفاوضات قائمة.

حنان عشرواي في لقاء مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات
حنان عشرواي في لقاء مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (الصورة: غيتي)

عشراوي تروي أنه في صيف العام 1993 تم استدعاؤها بشكل سريع برفقة فيصل الحسيني إلى مكتب أبو مازن في تونس حيث اطّلعا على وثيقة حول مسار المفاوضات (مفاوضات أوسلو)، وتقول: "صدمنا حينها لأننا لم نعلم أنهم وصلوا إلى ما وصلوا إليه في المفاوضات وبأنه مسار موازٍ تمامًا للمفاوضات التي كنا نقوم بها".

وتضيف: "أدركت حين اطلعت على الوثيقة، أنهم لم يقرأوا أيًا من الوثائق التي كنا نرسلها إليهم، لأن المفاهيم التي تقوم عليها تشكل نقيض ما كنا نعمل عليه في واشنطن".

عشرواي تلفت إلى أنها أبلغت أبو عمار في حينه أن وثائق مفاوضات أوسلو كارثية وقد تؤدي إلى انهيار تام لأنها لا تعالج القضايا الجوهرية كإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية.

وعن وجهة نظرها حول سبب دخول القيادة الفلسطينية في مفاوضات موازية، ترى عشراوي أن هذه القيادة كانت تعتبر أن مفاوضات الوفد في واشنطن قد تستمر للأبد بينما هم يريدون الوصول إلى نتائج.

وتؤكد أن رئيس الوفد المفاوض في واشنطن ومدريد حيدر عبد الشافي شعر بالإهانة وبالاستياء مثل كثر من أعضاء الوفد، لكن عشراوي تلفت إلى أنها وفيصل الحسيني قررا حضور التوقيع على اتفاق أوسلو في البيت الأبيض (13 سبتمبر/ أيلول 1993) لكن من دون المشاركة في أي مفاوضات بعدها.

وترى أن مفاوضات واشنطن ومدريد كان يمكن أن تحقق نتائج أفضل من أوسلو إلا أنه كانت هناك رغبة في الحصول على نتائج سريعة، مشددة على أن وثيقة إعلان المبادئ أو ما تُسمى اتفاقية أوسلو الأولى كانت مليئة بالثغرات ونقاط الضعف من جميع الجوانب.

كامب ديفيد

وعن الجولة الثانية من المفاوضات في كامب ديفيد عام 2000، تحدثت حنان عشراوي عن أن الأميركيين لم يعطوا الإذن بوجود ناطق ووفد إعلامي للوفد الفلسطيني في كامب ديفيد على عكس الوفد الإسرائيلي الذي كان يملك وفدًا إعلاميًا يرافقه.

وتقول: "أعضاء الوفد وافقوا أن أبقى في واشنطن وأتحدث باسمهم لكنني أبلغت أبو عمار أنه لا يمكنني الحديث عما يجري في كامب ديفيد وأنا معزولة في واشنطن"، قبل أن تغادر عشراوي العاصمة الأميركية.

توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 2000
توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 2000 - غيتي

وتتحدث عن أن أبو عمار كان يشعر بمحاولة لعزله عن الوفد في كامب ديفيد، مذكرة بوجود تيارات متناقضة وأجندات ذاتية داخل التجمع الفلسطيني آنذاك، لافتة إلى أن أفراد الوفد الفلسطيني عملوا في كثير من المرات ضد بعضهم البعض لتحقيق مكاسب ذاتية.

وتشير إلى أنه وعند انتهاء تلك المفاوضات من دون حل، كان من الواضح أن أحدًا لم يملك خطة أو مشروعًا.

"اغتيال" أبو عمار

عشرواي تروي أن أبو عمار اقتنع في النهاية أنه يجب الإبقاء على خيار الكفاح المسلح إلى جانب خيار التفاوض، معبرة عن اقتناعها بأنه تم اغتياله.

وطرحت عشراوي تساؤلًا عمن يملك سموم البولونيوم (المادة التي عثر عليها في رفات ياسر عرفات)، مؤكدة في الوقت ذاته أنه "من الواضح أن البولونيون هو لدى إسرائيل".

وتستبعد عشراوي ردًا على سؤال وجود أياد فلسطينية وراء تسميم عرفات، معتبرة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون اتخذ القرار بهذا الشأن.

تصور حنان عشراوي للحل في فلسطين

وتؤكد أن أبو عمار كان يمتلك رمزية وشكل نقطة إجماع، لافتة إلى أن أبو مازن (محمود عباس الرئيس الفلسطيني الحالي) ليس كذلك، معتبرة أن كلًا منهما يمتلك أسلوبًا مختلفًا كليًا عن الآخر.

وحول موقعها الحالي، ترى حنان عشراوي أنها مرتاحة بعدما تركت العمل الرسمي، لافتة إلى أنها عادت للعمل بشكل حثيث في المجتمع المدني، لأنها تعتبر أن هذه المؤسسات تشكل حماية للشعب والديمقراطية والقدرة على الصمود والتجذر في الأرض.

وعن تصورها للحل في فلسطين تقول عشراوي: "تاريخنا وانتماؤنا وهويتنا مجبولون بفلسطين التاريخية ولا يمكن لأي شخص أن يحرمنا من ثقافتنا وتاريخنا وجذورنا". وتضيف: "لا الدولة ولا الدولتان متاحتان اليوم".

وشددت على أن مسؤولية كل فلسطيني البقاء على أرض فلسطين أو العودة إليها ومحاولة تقوية الوجود والهوية الفلسطينية وإيجاد مكان ومساحة لها في الحيز العالمي، معتبرة أن هناك تغييرًا في الرأي العام العالمي حيال القضية الفلسطينية.

عشراوي خلُصت إلى أن المقاومة بكل أشكالها حق للفلسطينيين بحسب المعطيات والظروف، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني بقي صامدًا بأرضه رغم كل محاولات محو وجوده وهويته، كما أن الفلسطينيين في المنفى وأراضي اللجوء لا زالوا منتمين إلى هوية فلسطين.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close