الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

كيف سيواجه فلسطينيو الخط الأخضر حملة الاعتقالات الإسرائيلية؟

كيف سيواجه فلسطينيو الخط الأخضر حملة الاعتقالات الإسرائيلية؟

شارك القصة

أطلقت إسرائيل حملة "فرض النظام وتطبيق القانون" انتقامًا من عرب 48، لوقوفهم إلى جانب المتظاهرين في محنة الفلسطينيين في القدس والعدوان على غزة.

تشنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة داخل الخط الأخضر والقدس، تحت مسمّى "فرض النظام وتطبيق القانون"، في إجراء انتقامي ضدّ عرب 48، يدفعون فيها ثمن مواقفهم السياسية لوقوفهم إلى جانب المتظاهرين في محنة الفلسطينيين في القدس والعدوان على غزة وتحميلهم مسؤولية الفوضى الأمنية التي سبّبتها اعتداءات المستوطنين.

وجرى اعتقال 1500 فلسطيني، وُجّهت التهم لـ150 منهم، كما تمّ تحديد قائمة بأسماء 500 من فلسطيني الخط الأخضر لاعتقالهم بتهم ارتكاب أعمال شغب. بينما تفرض قوات الاحتلال نظام طوارىء على سكان مدينة اللد يشلّ حياتهم في الليل والنهار.

وفي القدس والضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال 1800 شخص وفق إحصائيات نادي الأسير.

إسرائيل بدأت عملية الانتقام والترهيب

وصفت حنين الزعبي، عضو اللجنة المركزية للتجمع الوطني الديمقراطي من الناصرة، حملة الاعتقال بأنها "ليست عملية انتقام فقط، بل إعادة تدجين الفلسطينيين في إسرائيل، وإعادة رسم هوية فلسطيني الداخل الأخضر".

وشرحت الزعبي، في حديث لـ"العربي"، أن إسرائيل بدأت بعملية الانتقام والترهيب والتخويف على أن تبدأ لاحقًا بمرحلة "الاحتواء أو التدجين عبر مشاريع تعايش وهمي أو أسرلة في المدارس" في خطوة لا تقلّ خطورة عن مرحلة الانتقام.

وأضافت أن الإعلام الإسرائيلي لا يروّج للمواجهات التي تحصل في الداخل الأخضر على أنها "قومية" كما اعتاد في السابق، بل يُحاول أن يُجرّم الفعل السياسي وتفريغ الحراك من مضمونه السياسي، ويُصوّر الأحداث على أنها أحداث جرمية لتبرير الاعتقالات والاعتداءات.

واعتبرت أن الصراع الحالي "ليس صراعًا بين المشروع الصهيوني الاحتلالي القمعي وشعب يُريد الحرية فقط، بل أيضًا صراعًا داخل المجتمع الفلسطيني بين حرس قديم يُريد أن يعيدنا إلى مفاهيم قديمة تقليدية وشارع فلسطيني بخطاب وعقلية جديدين".

ونوّهت إلى أن شباب الخط الأخضر فاجأنا بنضاله المنظّم وأفكاره الجديدة، ما يؤشر إلى أنه سيُفرز قيادات جديدة ويطوّرها لقيادة المرحلة المقبلة بعيدًا من التشرذم. 

"حملة لن تقف في وجه وحدة الفلسطينيين"

بدوره، تحدّث محمود محارب، الباحث في المركز العربي للدراسات من القدس، أن اسرائيل تُحاول إعادة صياغة حدود الديمقراطية فيها، وحشدت قوات خاصّة لم يسبق لها أن دخلت على خط المواجهات مع فلسطيني الداخل الأخضر الذين هبّوا بعشرات الآلاف بطريقة غير مسبوقة لنصرة الأقصى وغزة.

وأشار محارب، في حديث لـ"العربي"، إلى أن إسرائيل تشنّ حملة قوية من أجل قمع أي نشاط أو تحرّك في القدس، معتبرًا أن هذه الحملة لن تقف في وجه وحدة الفلسطينيين. 

وأفاد بأن إسرائيل تتعامل مع عرب 48 باعتبارهم "عقبة أو أعداء"، يناضلون من أجل الحقوق المدنية والحقوق القومية، الأمر الذي أدى إلى تفجّر الوضع داخل الخط الأخضر.

سوسن زهير: 50 قانونًا عنصريًا ضدّ العرب

من جهتها، شرحت سوسن زهير، نائبة مدير مركز "عدالة" من حيفا، أن الشرطة الإسرائيلية تسمح لمستوطنين منظّمين بدخول مناطق الخط الأخضر، بهدف تنفيذ اعتداءات على الفلسطينيين أو على الممتلكات، مشيرة إلى أن 87% من المعتقلين الـ1500، هم من الفلسطينيين العرب. 

ولفتت إلى رصد أكثر من 50 قانونًا عنصريًا إسرائيليًا يستهدف المواطنين العرب، منها منع لمّ الشمل، ومنع إحياء ذكرى النكبة، وغيرها.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close